بدأت شركة نيورالينك الناشئة المتخصصة في علوم الأعصاب لصاحبها رجل الأعمال الشهير إيلون ماسك، بالكشف عن نتائج تجاربها، وذلك من خلال شريحة كمبيوتر بحجم العملة المعدنية تم زرعها في دماغ خنزير منذ قرابة الشهرين.
وخلال تلك المدة كانت هذه الشريحة المزروعة في دماغ الخنزير تقوم بتسجيل الإشارات من منطقة ما في الدماغ مسؤولة عن القسم الأمامي لوجه الحيوان، ولاحقًا أشارت مجموعة من النقاط وسلسلة من التنبيهات أن هناك المزيد من الخلايا العصبية الحيوية تندفع بقوة، وهي ذات الخلايا التي تحتوي الخنازير على أجزاء كبيرة منها في أدمغتها والمخصصة للجزء الأمامي من الوجه، وهي عبارة عن أداة استشعار حساسة.
ويقوم مبدأ نيورالينك على زراعة وصلات لاسلكية بين الدماغ والكمبيوتر تضم آلاف الأقطاب الكهربائية في أكثر عضو بشري تعقيدًا (الدماغ)، وذلك للمساعدة في علاج الحالات العصبية الأكثر شيوعًا مثل مرض الزهايمر والخرف وإصابات الحبل الشوكي.

وقال ماسك يوم الجمعة خلال إعلانه عبر منصة يوتيوب عن تجربة زرع الشريحة في دماغ خنزير أن هذا الجهاز بعد أن يتم زرعه يمكنه أن يحل مشكلات لم يجد أحد لها حلول في السابق وبشكل فعّال، كما أشار إلى أن أمراض مثل فقدان الذاكرة والسمع والاكتئاب والأرق تندرج تحت قائمة المشكلات التي يمكن حلها بواسطة هذه الشريحة.
وبحسب التقارير، فإن قطر جهاز الاستشعار الخاص بشركة نيورالينك يبلغ حوالي ثمانية مليمترات، ويتم زرعه في الجمجمة وموصل بأسلاك صغيرة، وبمساعد روبوت متطور يتم زرع خيوط مرنة أو أسلاك أدق من شعر الإنسان في المناطق المسؤولة عن وظائف الحركة والإحساس في الدماغ، ومن الممكن إزالة هذا الجهاز عند الحاجة بحسب ما قاله إيلون ماسك.
وحتى هذه اللحظة، لم يتم تجريب الشريحة على البشر، على الرغم من أن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية اعتبرت هذا الاختراع هو عبارة عن إنجاز يربط أدمعة البشر بشكل فعّال مع الذكاء الاصطناعي.

وقال ماسك بأن الجهاز سيكون مكلفًا للغاية عند إطلاقة رسميًا لأول مرة، ولكنه في حال حقق النجاح وأصبح مطلوبًا قد يفكر في تخفيض السعر بضعة آلاف من الدولارات، وأكد: "أعتقد أنه من الممكن جعل هذه العملية مشابهة لعملية الليزك ونفس تكلفتها".
وكان العلماء سابقًا قد قاموا بتجربة زرع أجهزة صغيرة تحفز الأعصاب ومناطق الدماغ الكترونيًا لعلاج ضعف السمع ومرض الشلل الرعاش في البشر منذ عشرات السنين، ولاحظ العلماء أن معظم الأبحاث المتطورة الحالية في الوصلات بين الدماع والكمبيوتر تُجرى على الحيوانات لأن تحديات السلامة وإجراءات الموافقة التنظيمية المطولة تمنع إجراء تجارب أكبر على البشر.