في دولة من دول العالم .
التقيت بالصدفة مع احد الاخوة النشامى .
كانت هناك مقهى اخدم نفسك بنفسك .فاشتريت عصير من النادل ورحت ابحث عن كرسي داخل المقهى .
بالصدفة .
رأيت احد الاخوة . وهو يشرب نفس العصير الذي اشتريته .
تعمدت الجلوس امام عيونه . يعني (شوية قريب منه) مدري ليش .؟
الظاهر المسحة العراقية على وجهي واضحة وخاصتا اثار لفحة شمس الجنوب .
فتبسم بوجهي .وقال لي مباشرة وبدون تكلف . لانه نشمي .
اراهن انك من العراق .
تبسمت بوجهه .وقلت له .على اساس انا .(مسوّي اختفاء) .
وقال يمازحني بكل ود واحترام .لانه نشمي .
وهل يخفى القمر . ياجماعة ارتحت الى ذلك كثيراً..
نهض بكل خفة وجلس بقربي . اي على نفس الطاولة .مقابيلي .
بكل احترام . لانه نشمي .
...........
عاد بدأت الدردشة .
فبدأ بكلمة لطيفة جدا ومحببه للقلب .
وقابلته بكلمة خشنه واقعية ولكن يكرهها القلب .
فقال لي لاتعرف كم نحب العراقيين ونحترمهم .
فقلت له .
لوقلت لك من انا لكرهتني ولم تحترمني .
استغرب الرجل وتضايق من كلمتي .
فقال لي .
يازلمة كيف تقول ذلك وانا مسرور بلقائك وفي هذا المكان البعيد عن اوطاننا .
فقلت له هذا الواقع وهذا الخط الذي رسمته جغرافية السياسة .
وماتركه التاريخ من شرخ بيننا .ومن هذة الكوة اقول لك ذلك.
سكت الرجل صفن .
الظاهر انا صادفت نشمي اصلي ويفتخر الواحد بصحبته لكن اللقاء كان على مفترق الطرق .
فقال لي انت مطلوب ان تفسر لي ماتتكلم بهِ
تبسمت وقلت له .
لاافسر الا من رهن .مابيننا .
ضحك وقال قبلت الرهن .لكن (من أيش)
فقلت له من عصير ثاني .
ضحك بصوت عالي .وقال .
هذا اجمل رهن سمعت بهِ على طول حياتي .
موافق تكلم ياعراقي .
قلت له اولا انا من خدام المواكب وهذة فيها صفنه ..؟
ثانيا انا من اللذين ظلمهم صدام وكل من صاحب صدام فهو عدوي حتى ولومن بيتي .
ثالثا مررت على دولتك الكريمة ام النشامة .
فرأيت بالمطار كل الجوازات محترمة الا الجواز العراقي .
رابعا ماكو عدو للعراق الا وهو معزز مكرم عندكم . البعثية واتباع اللعين صدام .
راسا قاطعني .
له له يارجل هذا بطل .
ضحكت وقلت له .هاي اول وحده بينت .
ولكن طلبت منه وبرجاء ان لانتكلم عن بطولاته فقط عن محتوى رهاننا .
اكملت حديثي ولم اتطرق لاشياء كثيرة .
خوفا ان يزعل وهو كان غالي في وقتها .
وذكرت له اسماء كثيرة تعمل ضدنا وتعيش بالاردن وبدعم مادي.
ولكن الرجل لم يعرف منهم الا اثنين اوثلاث .
ثم توقفنا عند هذة النقاط الاربعة .
لانه نشمي بأمتياز فبرر لي بعضهم رغم اني اشعر انه لم يقتنع من اعماقه بتبريره
لكن من فرط طيبته اراد يطيب خاطري .
وعصت علينا وحده .
وهي .
انه يقول لم انتبه على ان في المطار لاتحترم جنسيتكم .واذا كان الامر كما تقول فالخطأ بالنظام
ولست بنا نحن المواطنين ولكن بعد التأكد اما اخسر الرهان اما اربحه .
فقلت له .
(شوف) كما ذكرت لك نحن اولاد اليوم ولازم نعترف ان جغرافية السياسة وترهات التاريخ المزيف شتتنا
امم ودول .
ولكن نحمد الله اننا نتفق على محبته ..
جلسنا اكثر من ساعة ونحن منسجمين مع بعض بدون غل اوتنافر
كان الوئام بيننا .
نفذ وقتنا وحان الفراق .كانت لحظاة
يتوق لها قلبي وكم يتمنى اللقاء به مرة اخرى ولكن الاقدار عمياء .
مضينا لحالنا وبقى الرهن معلق .فلايوفى الا بعد ان يتأكد من احترام الجواز العراقي
بمطار الاردن العريق أولايحترم.
وهاي صار عشر سنوات .
لااعرفه ولايعرفني ولاخذت تلفونه ولاطلب تلفوني .
لكني اعرفه هو الخاسر ويجب ان يدفع ماعليه من رهن .(ذمّه)
ولانه سافر الى الجهه المجهولة من حياتي .
فبرأته الذمة امام الله والناس اجمعين .
واسال الله ان يحفظه ويحفظ الاردن الغالي علينا
بقلمي
ابن الاشتر
8-31-2020