( صبراً فأمرُكَ مُوكلٌ لإلهِهِ)
*
ناحت عليك محاجرٌ وقوافِي
و جليل سر فيك ما هو خافِ
وتهرَّأت خِرقات شوقٍ في الورى
وتكادُ تَعرى ذي المُنى وتُجافي
صبراً فأمرُكَ مُوكلٌ لِإلهِهِ
لَمَّا تعالى الصبر للأَكتَافِ
ندبوكَ سَبقا واستفاضوا نُدبة
لكنَّ شرط الوعد ليس بكافِ
وتعرّجت بزمانهم سُبُل النهى
مِحَنٌ تمرُّ وصعبةٌ بتلافِ
هجمت عِداك بقولهم وتهجموا
بالشائعات عليك ( أنت خرافي)
يا دعوةً من عهد نوحٍ أُطلقت
لما دعا بالمَحوِ للأجلافِ
إذ قال : ربي لا تذر من كافرٍ
ديَّارِ فوقَ الأرضِ أَهلَ خلافِ
بكَ نوحُ يدعو الله ينجز دعوةً
بزوال كفر مكثرِ الأحلافِ
يبن السلالةِ من مَنافَ وهاشمٍ
والعمدةِ الكبرى من الأحنافِ
وابن الصبورِ على الأذى وبجنبه
طَعنُ الرماح و ضربةُ الأسيافِ
أَمِنَ الرجاءُ إليك يبن العسكري
وبحجر صحوٍ للضمائر غافِ
يا مرعباً إبليسَ ثم جنودَهُ
بفقارك المتنفذ الخطّافِ
قُسمت بنو الاسلام فيك بقسمة
مزجت بها الصافي وغير الصافي
فالبعض أسرف بالذنوب وظنه
تعجيل امرك بالذنوب يوافي
والبعض امعن بالدعاء لجاجة
لينال عندك حظوة الأَشرافِ
يا صفحة تطوي المظالم في الدنا
لاتبقي بين الناس اي خلافِ
للقاك عين الناظرين رقيبة
ستراك بين تزاحم الاطيافِ
أقدم فداك المقلتين ونورها
يا ساكنا قلبي ووسط شغافي
م