لا تسلنّي مَنْ أنا والى مَنْ أنتمني
خادمٌ هوَ ذاكَ اسـمي وَحُسينٌ عالمي
*
لَمْ أكُنْ في الدّهرِ شـيئاً يُذكَرُ في هَلْ أتى
إذ هَـــداني رَبّي هَــــدياً وجَعَلنّي مُبصـرا
لسبيلٍ فــــيهِ يَنجــو كُلُّ مَنْ فــــيهِ اقتدى
حُبُّ طــــــه وَعَلـــيٌّ كَمْ أنا لــــهُ شــاكرا
فَبِهِمْ يومَ الورودْ مِنْ عذابي أحــتمي
خادمٌ هوَ ذاكَ اسمي وَحُسينٌ عالمي
*
في مَشــيمةِ رَحمِ أُمّـي قَدْ لَبثتُ الأشهُرا
آخذاً في ودِّ مَنْ هُمْ ســادتيْ خيرَ الورى
والى الدُّنيا بشـــوقٍ جئتُ ســعياً مُحرِما
حـــــــيدريٌّ فاطـــــــميٌّ كربلائيُّ الهوى
وعلى هذا الولاءْ جئتُ قابِضَ مَعصَمي
خادمٌ هوَ ذاكَ اسمي وحُسينٌ عالمي
*
ولدتني بَعــــدَ حَـــملٍ بحُســـــينٍ مُغـرما
فَهوَ نورٌ يســـتضيئُ كُلُّ مَنْ فــيهِ اهتدى
وأنا طفــــلاً رضعياً كُنتُ فـي مَهدِ الصّبا
فـي عروقِ كانَ يســـري حُـــبُّكِ ياكربلا
طبتي يامهوى القُلوب وَأنا لَكِ أنتمــي
خادمٌ هوَ ذاكَ اسمي وحُسينٌ عالمي
*
كانَ في أســـماعي صوتٌ لهُ يهـتزُّ الحَنينْ
حينما أســــــــمعُ أُمّـــي بينَ حُـــزنٍ وأنينْ
تنعى مذبوحاً غريباً لَمْ يَذُقْ طَعمَ المعــــينْ
وعلى خَـــدّيها دمعــاً جارياً تبكي الحُسينْ
والى هذا البُكاء أبكي مَخضوبَ الدّمِ
خادمٌ هوَ ذاكَ اسمي وحُسينٌ عالمي
*
لِبُكـــــــاها كانَ قلبي يبكي مقطــــوعاً نحرْ
لَمْ يَذُقْ للماءِ طَعــــــــماً ضامئاً جَنبَ النّهرْ
وَبِجُردِ الخيلِ صدراً منهُ رَضّـــــوا والظّهَرْ
ولهذا لــــــيَ كانَتْ كُلُّ فَجــــــــــــرٍ وَسَحرْ
تدعو ياربَّ السّماءْ بالذّبيحِ الأكـــرَمِ
خادمٌ هوَ ذاكَ اسمي وَحُسينٌ عالميْ
*
أبو سجّاد الجعفري