حملتُ وفائي أردتُ الرَّشادا
وما كنتُ يوما أردُّ المُنادى
فما مالَ قلبي لآهل الخطايا
ولو أجبروني وساقوا العنادا
أنا ابنُ الرَّشيدة لن أستقي
وإلاَّ صفاءً يفوقُ النَّجادا
لأني عرفتُ طريقَ الضياء
وشرَّبتُ نفسي نديَّا مُجادا
سأبقى عليها وما دمتُ حيَّا
فتلك عهودي حفظتُ الجوادا
فإن ما سألتم فهذا جوابي
حياتي عليه أصونُ الودادا
فستون عُمري وزادت قليلا
لها قد نسجتُ كريما تهادى
فوالله إنِّي نهلتُ مُنيفا
وما ساد عيني غُرورٌ تمادى
فلستُ جليسا لحقدٍ تلوَّى
ولستُ نديما إلى من تعادى
أنا ما زرعتُ سواها ورودي
عبيرا تروَّت فكان المُهادى
سأدعو إلهي ليُبعدَ عنِّي
عناءَ الزَّمان وهمَّا أرادا
قُيودا تبيحُ غزيرَ هواني
وتنظُرُ بؤسا يهدُّ المُشادا
عبدالرزاق ابو محمد