تَلوّعتُ لا أدري علامَ التلوّعُ
وكلُّ الذي بيني وبينكَ موجِعُ
مفاتيحُ أحزانٍ أنوءُ بحملِها
وفوقَ الذي أشقى بحملِكَ أطمعُ
أُرتلُ دمعَ الساكباتِ قصيدةً
وأستشفعُ المعنى لعلكَ تسمعُ
فما زال ذاكَ الودُ بينَ حُشاشتي
أزاهيرَ منْ هذي اللمى تتضوعُ
فإنْ قلَّ ما يُرضيكَ مني كرامةً
فسارعْ إلى المعروفِ إنّكَ أسرعُ
فكم حاسدٍ يُنبيكَ عنّي قطيعةً
بأخرى لكيما تُستثارُ وتقطعُ
إلى اللهِ أشكو عِلّةً ما ألِفتُها
رميتْني بِسوطٍ لا يكلُّ ويهجعُ
فلا الصبحُ يلقاني كوجهِ حبيب
ولا الليلُ من وجهِ الصباحِ سيقنعُ
كأنّي على وعدٍ يهمُّ بيِ الردى
يشقُ رداءَ الروحِ عني وينزعُ
فما حيلتي إنْ جنَّ ليلُ مَنيّتي
(ولم تدرِ ما يُخفي الفؤادُ المُلوّعُ)
بكيتُ على نفسي لِقلةِ صبرِها
ولم أبكِ من صبرٍ لِذلٍ يخنعُ
هيَ هكذا الدنيا تدورُ بِأهلِها
وكلُّ الذي فيها يدورُ ويُصرعُ
فكم من كريمٍ يستبدُ بهِ الردى
وكم من لئيمٍ في الحياةِ مُوسّعُ
وكم من حليمٍ قد عجِبتَ لِصمتهِ
ولكنّهُ عندَ الرزيّةِ مِدْفعُ
عسى الودُّ يسقي ما استبانَ منَ الجوى
فَتُذْرفُ من تلكَ الجلاميدِ أدمعُ
حميد تقي الغرابي.