علم الدلالة هو علم قديم قدم اللغة والحضارة الإنسانية، فمنذ بدأ الإنسان يدرك ما للعلم من قيمة، بدأ يصوغ علومه وفنونه بطريقة تساعد الفهم والاستيعاب، لذلك أدرك جيدا أنه من الهام دراسة المعنى الذي يحمله اللفظ أو المصطلح أو العبارة، فصنعت المعاجم التي قامت بتحديد معنى كل لفظ ليكون دقيقا في ذهن القارئ.
هذا العلم "علم الدلالة" ظن كثير من الباحثين أنه علم لم يكن للعرب معرفة به، فهو علم نمت أصوله وترعرعت في ظل الدراسات اللسانية الحديثة. ولست أشك في أن لعلم اللسانيات اليد الطولى في الكشف عن أسس هذا العلم وبيان أصوله وتعهده بالرعاية والعناية حتى غدا علماً قائماً بذاته بعد أن كان ظلاً يسير في كنف الدراسات اللغوية الأخرى. ولكن ما دور علماء العربية في هذا المجال وهم الذين " بحكم مميزات حضارتهم وبحكم اندراج نصهم الديني في صلب هذه المميزات قد دعوا إلى تفكر اللغة في نظامها وقدسيتها ومراتب إعجازها فأفضى النظر لا إلى درس شمولي كوني للغة فحسب، بل قادهم النظر أيضاً إلى الكشف عن كثير من أسرار الظاهرة اللسانية مما لم تهتد إليه البشرية إلا مؤخراً بفضل ازدهار علوم اللسان منذ مطلع القرن العشرين" (الحازمي، 1424هـ، 706- 707)
إعداد الباحث / علي بن شويمي المطرفي