أسراب العصافير
هل جرّبتَ أن تنظُر إلى حياتك من بعيد ؟ ، أعني نظرةً من الأُفق ، كصورة جويّة مثلًا .. يُخيّلُ إليَّ في لحظاتٍ بأنّها طريقٌ مستقيم ، شارعٌ على مدّ البصر ، وفي أُخرى تبدو مليئةً بالمُنعطفات ، وفي كل منعطفٍ خيبة ، وفي كُلّ زاويةٍ إنكسار ، إحدى اللقطات السيئة كانت مفترق طُرق ، والأُخرى طريقًا واحدًا مسدودًا .. وأتمنى ألّا يتّسع فضاءُ عيني قليلًا فأرى نُقطة النهاية تتّصلُ بنقطة البداية ، أخشى أن نظَلَّ رهينةً للطُرقات ، وأخشى ما أخشاهُ أن يضيعَ العمر أسفل إحدى تلك المطبَّات ....!
''
-أجلس في زاوية غُرفتي،اتكئ
على الجدار والعُتمة تملئ المكان
أتأمل و افكر،أسافر بأفكاري
إلى مدينة الحُطام،حيث ايامٍ مضت
وإلى ايامٍ تلاشت،حيث ايامٍ لم تعود
إلى ايامٍ كانت بالامس يملؤها الفرح
واليوم تغير كل شيء
عشت تفاصيل الوجع بكل دقه
حتى القلب يأبى نسيان ذلك،
رغم الشوق القاتل والحُزن الشديد،
خوف يعتريني
أخاف ان يسقط الحب في
قلبي إلا انكي تنمي كل يوم
لن انكر 'انكِ كالوريد'.
و أن استدارة وجهكِ
كا لقمر في ليلة مُظلمة
و أن النظر في عينيكِ
ُيستحب الغرق فيها
و أن الحديث معكِ
هو الملاذ والشيء الجميل
و لن انكر انكِ اكثر الاشياء
جمالاً
و لن انكر ان ملامحكِ
معلقة علئ حافة قلبي
ولن انكر ان غيابكِ
يجعلني اسكنُ مدينة الحُطام
و يشتعل الحنين داخلي
ليس شوق، بل اشواق العالم كله
اضحك واقول: 'ولكن ما فائدة
ذلك كله'، و انتي بعيده جدًا
اصبحت كالتائه في كل مكان
ابحث عنك،
و ذلك يزيد قلبي ألمًا
ولم يكُن معي سوى صوتكِ
وملامحكِ و ذكرياتكِ
ولأنّ الشتاء قادم سأنتظركِ
واجعلك تنمي في قلبي من جديد
رغم انني اعلم صعوبة الانتظار
لكني اخاف من الاحزان
التي استقرت داخلي لم تترك
مكاناً إلا وتسلطت عليه
'لا بأس'
لا وقت لِقول لا بأس
عندما البأس يستوطن داخلي
إذًا الشتاء قادم'.