هو أبو القاسم إبراهيم بن محمد الأصطخرى الفارسى، المعروف بالكرخى، من بلدة أصطخر، بفارس. وفى " كشف الظنون"
هو أبو زيد محمد بن سهل البلخى، والغالب أن البلخى شخصية ثانية، وقد حصل على الألتباس بينهما لأنهما ألفا كتابين يحملان العنوان نفسه هو " صور الأقاليم ". وفى دائرة المعارف الإسلامية هو ابو إسحق إبراهيم بن محمد الفراسى، عاش فى النصف الأول من القرن الرابع الهجرى ( العاشر للميلاد ).
طلب العلم وعنى بأخبار البلاد وما يتعلق بها. فنبغ سنة 349 هــ. ثم خرج سنة 951م وراح يطوف البلاد. فأنطلق من بلاد العرب ووصل إلى الهند فسواحل المحيط الهندى، ولقى فى رحلاته العلماء فى كل الفن. ولم تكن مصادر علم البلدان ( الجغرافيا ) معروفه فى عصره. فكان الكرخى أول جغرافى عربى وضع تصانيف هذا الباب، إما عن طريق تدوين مشاهدته واما عما سمعه من ذوى المعرفة، و اما نقلاً عن كتاب بطليموس. وقد ترجمت مؤلفاته إلى كثير من اللغات و ثم طبعها مرات عدة.
وقد وصلنا من أعماله كتابان : (1) كتاب " صور الأقاليم" الذى جاء أسمه مطابقاً لعنوان كتاب أبى زيد البلخى، كما يقول الكرخى نفسه فى صدر كتابه، (2) وكتاب
" مسالك الممالك "، وقد نقل ياقوت الحموى عنه وعن الكتاب الأول فى مؤلفه " معجم البلدان ". و " مسالك الممالك " هو المجلد الأول فى المكتبة الجغرافية التى نشرها عام 1967 العلامة دى غويا.
فى هذا المؤلف الذى يعد أول كتاب من نوعه، يذكر الكرخى أقاليم الأرض و ممالكها بصورة إجمالية، ثم يتحدث عن بلاد الإسلام بشكل مفصل. وهو يقسم المعمور من الارض إلى عشرين إقليماً، ثم يتوقف عند كل إقليم فيذكر كل ما يشتمل عليه من المدن و البقاع و البحار و الأنهار.
على هذا النحو ذكر أولاً ديار العرب، و أتبعها بالكلام على الخليج العربى، فبلاد فارس، ثم المغرب و مصر و الشام و بحر الروم و الجزيرة و العراق و خراسان، وما أتصل بها من بلاد السند والهند، إلى ما وراء النهر. ويعتمد فى ما دونه على كتاب سابق هو " صورالأقاليم " لأبن زيد أحمد بن سهل البلخى، من علماء أوائل القرن الرابع للهجرة. و هناك نسخة من كتاب الكرخى ناقصة من الأول إلى الأخر. كما أن هناك نسخة أخرى تقع فى مجلدين مأخوذة بالتصوير الشمسى عن نسخة مخطوطة بقلم نسخ تضم 299 لوحة، منها أحدى و عشرون خريطة.
وهناك نسخة أخرى فى مجلد واحد، مأخوذة بالتصوير الشمسى، عند مخطوطة بقلم نسخ، كتبها إبراهيم أحمد السينايى، وقد أنتهى من نسخها فى أواخر شوال سنة 778 هــ. كما أن هناك نسخة يالزنكوغراف من مخطوطة كتبت عام 690 هــ، وهناك أخيراً نسخة فى ليدن مطبوعة عام 1873م فى مجلد واحد.