النتائج 1 إلى 3 من 3
الموضوع:

قصة المياسة والمقداد

الزوار من محركات البحث: 16 المشاهدات : 303 الردود: 2
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    احساس شاعر
    تاريخ التسجيل: July-2014
    الدولة: بغداد الحبيبة
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 61,710 المواضيع: 17,442
    صوتيات: 2 سوالف عراقية: 3
    التقييم: 88556
    مزاجي: متقلب جدا
    المهنة: كرايب الريس
    أكلتي المفضلة: الباجه
    موبايلي: نوت ٢٠
    آخر نشاط: منذ 9 ساعات
    الاتصال: إرسال رسالة عبر ICQ إلى فقار الكرخي
    مقالات المدونة: 17

    Smileys Afraid 058568 قصة المياسة والمقداد

    من أشهر السير الشعبية التي تناقلها العرب بالمشرق والمغرب على مدى أجيال، وأحداثها وقعت في بوادي الحجاز بين مكة والمدينة المنورة، وبطلتها المياسة ابنة جابر الضحاك أحد سادة كندة، وبطلها المقداد بن الاسود الكندي ابن عمها الذي ولد يتيما معدما وشب على رعي الخيل والابل مع عبيد كندة وخدمهم، وصار من فرسان العرب
    المغاوير·
    والمياسة كانت آية في الجمال والبهاء، والرواة الشعبيون وصفوها بأنها ذات 'قد معتدل بخد أسيل وطرف كحيل وردف ثقيل وعنق طويل وقامة كأنها ميل' وقالوا انها كانت 'ذكية المعاطر مقبقبة الخواطر، ان أقبلت خيلت وإن أدبرت فتنت'، وقد ذاع جمالها واشتهر اسمها بين قبائل العرب، وتقدم ساداتهم واشرافهم وملوكهم لخطبتها، ولكنها رفضتهم جميعا، وأقسمت 'بذمة العرب وشهر رجب والرب اذا طلب غلب' ما يتزوجها ويملك عنانها الا من يهزمها في المبارزة وميدان الحرب وموقف الطعن والضرب·
    وتقدم لها عدد من فرسان العرب المغاوير ونازلوها في الميدان للفوز بها ولكنها صرعتهم جميعا، ووصل صيتها الى سادة قريش وفرسانها، فخرجوا لخطبتها من والدها جابر بن الضحاك لأي منهم وبها يضمنون مساندة قومها كندة وهم من أشجع فرسان العرب في حروبهم·
    سادة البطحاء
    واستقبل جابر بن الضحاك والد المياسة سادة قريش أحسن استقبال، وقال لهم مرحبا سادة العرب وسكان زمزم والصفا، وذبح لهم الذبائح وسكب لهم الخمور، وبعد مرور ثلاثة أيام على استضافتهم، سألهم عن مطلبهم، فقالوا جئناك راغبين ولابنتك المياسة خاطبين، وقد سمعنا عن حسنها وجمالها وشجاعتها، وقام أبو الحكم عمرو بن هشام 'أبوجهل' يخطبها لولده حنظلة، وقام غيرةوجابر بن الضحاك سمع كلامهم وقال يا سادات قريش اعلموا انه ما بقى من العرب أحد الا قدم علينا وطلب ما طلبتم وسأل ما سألتم، ودخل على ابنته 'المياسة' ليخبرها بأمر سادة قريش، فوجدها تجلي درعها وتعد سيفها، ولما رأته نهضت، فقال يا ابنتاه اعلمي ان سادات قريش اقبلوا علينا من مكة يطلبون الزواج منك، وكل واحد منهم طلبك لنفسه أو لولده، فاختاري من شئت منهم، واعلمي انهم جميعا سادة البطجاء واشراف العرب وسكان زمزم والصفا، فقالت المياسة: لا يملك عناني الا من يغلبني في المبارزة وميدان الحرب، وطلبت من أبيها أن يخرج الى سادة قريش ويأمرهم أن يركبوا خيولهم ويلبسوا عدة حربهم ويلتقوها غدا في الميدان، ومن غلبها منهم كانت له·
    وسادة قريش قالوا: رضينا، وبدأوا الاستعداد لملاقاة المياسة، وفي الصباح أمروا عبيدهم أن يسرحوا خيولهم، وأحضروا حقيبة السلاح وأخرجوا منها دروعهم فلبسوها وسيوفهم فتقلدوها ودروعهم فاعتقلوها، ثم ركبوا خيولهم وخرجوا الى الميدان واطلقوا العنان، وخرجت لهم 'المياسة' وقد أسرجت على جواد من أجود الخيل يقال له 'الجوال' ووضعت على رأسها طاسة من الحديد، وتقلدت بسيف هندي واعتقلت برمح ووقفت على ربوة عالية وانشدت:
    'أهمك قول الشين والعذال
    وقلت قولا ليس بالمحال
    إذا قريش عاينو فعالي
    ولو اعن الحرب والنزال'
    فرد عليها احد الفرسان قائلا:
    'ما في العشائر والقبائل مثلنا
    ولنا الفخار وسائر الأكرام
    ولنا الشجاعة والبراعة والندا
    ولنا الهمز والاجلال والاعظام'
    ولما سمعت المياسة شعره أخذتها الحمية والنخوة العربية، وحملت على سادة قريش، ونادت أيها السادة هلموا الى الميدان فهنا يظهر الشجاع من الجبان، وبرز لها فارس بعد فارس وبطل وبعد بطل حتى حاروا في أمرها وأذهلتهم قوتها وشجاعتها·
    في ذلك الوقت كان بين شباب كندة صبي اسمه المقداد بن أسود الكندي، وكان فقيرا يتيما يرعي الخيل والجمال ويتعلم على ظهورها الفروسية، وكان لا يرى من يتقاتل من العربان الا ويقف ليتعلم الطعن والضرب والنزال، وحينما علم بأمر منازلة المياسة لسادة القبائل وانتصارها عليهم طلب من أمه أن تستعير فرس خاله وسيفه ورمحه لمنازلتها، فرفضت وشتمته وعيرته بفقره وقالت له: أنت فقير وصغير على النزال، الحق بجمالك وخل ما ينفعك وأنت راع فلا يصلح لك أن تبرز الى الميدان ولا طاقة لك وأنت رجل ضعيف·
    فغضب المقداد وانشد يقول:
    'يمشي الفقير وكل شيء ضده
    والناس تغلق دونه أبوابها
    حتى الكلاب إذا رأته عابرا
    نبحت عليه وكشرت انيابها'
    فتجرأت أمه وذهبت الى بيت خاله وطلبت فرسه ورمحه وسيفه، فقالت لها زوجة خاله أنهم هدية للمقداد، وخرج للمياسة في ميدان المبارزة، وحمل عليها حملة منكرة، وقال الرواة أنهما تطاعنا بالرماح حتى تكسرت، وتضاربا بالسيوف حتى تلمت، وعضت الخيل على المراود، وعلا بينهما الغبار وأظلم النهار حتى غابا عن الابصار، وهما في كرّ وفرّ، وطعن وضرب، وازدحم الناس حولهما، ونظرا لانهم لا يعرفون المقداد الذي كان منعزلا في المراعي قالوا أنه الشيطان، ولاموا جابر بن الضحاك، وقالوا له ابنتك من كثرة غيها راودها شيطان من الجان، ولم يزل المقداد والمياسة في كرّ وفرّ، وحملت عليه المياسة وصاحت صيحة عظيمة وطعنته بكل ما تملك من قوة، فتلقاها بثبات وضرب جواده بالسوط فخرج من تحته كالريح، فبادرته بطعنه أخرى فزاغ منها الى تحت بطن الجواد، واقتلع المياسة من على جوادها ورماها على الارض، وقامت المياسة وهي خجلانة متغيرة اللون، مكسورة القلب، باكية العين، ومضت الى منزلها، وقالت لوالدها زوجني بهذا الفارس الذي قهرني في حومة الميدان ونكبني بين الشجعان، ان كان غنيا رضيته وان كان فقيرا اغنيته·

    *طلب المهر
    المقداد ابن شقيق جابر بن الضحاك، ولكنه رفض زواجه من المياسة، وقال لها كفى عن هذا الكلام ولا تطمعي فيه ابدا، فكيف وقد خطبك ملوك العرب وساداتهم أن ترغبي في هذا اليتيم، وهو ضعيف قومك وفقير عشيرتك، ولكن المياسة أصرت عليه، فخرج من عندها وقد صعب عليه الامر، واعتذر لسادات قريش، واستشار قومه، فنصح احدهم أن يغالي في المهر فيهلك المقداد في طلبه، وقال له ثقل عليه الشرط والمهر واشرط عليه شرطا فيمضي في طلبه، فقال له الضحاك جزيت خيرا على هذا الرأي، وقال للمقداد مهر ابنتي اربعمئة ناقة حمر الوبر سود الحدق لم يحمل عليها شيء، وأربعمئة رأس خيل مجللة وسرجها وركابها من ذهب، ومئة جارية ومئة عبد ومئة أوقية من المسك وخمسون أوقية من الكافور ومئة ثوب من الديباج، وعلبة قمطر مملوءة من ثياب مصر وعسل الشام والف أوقية من الذهب الاحمر والف أوقية من الفضة البيضاء وثماني نوق معلمات وثمانمئة أوقية من البنان الرومي، وبعد ذلك أريد منك جهازها مثل بنات العرب·
    فقال المقداد علي لك ذلك، وخرج من ديار كندة طالبا مهر المياسة، والتقى قافلة بها ثلثمئة ناقة حمر الوبر، والكثير من بضائع مصر والشام ويقودها ثلاثة فرسان، فصاح صيحة عظيمة وحمل عليهم، وقال له أحدهم ويلك ارجع عن سادات الحرم وسكان مكة وزمزم، فقال المقداد أهلا ومرحبا، من أي قبيلة انتم فقالوا نحن بنو هاشم، وعندما عرفوا حكايته، قالوا له: لقد ظلمك عمك، وما طلب ذلك في مهر ابنته المياسة الا لهلاكك ووهبة كل واحد منهم مئة ناقة، ثم التقى ابن قيس بن مالك وبنت عمه الخنساء وانقذهما من الذين اسرهما ثم انطلق الى أراضي كسري بالعراق، وقتل من فرسان كسرى الكثير حتى التقاه كسرى واعجب به واعطاه خاتم الامان الذي قيل ان فصه كان يعادل خراج مصر والعراق والشام سبع سنين، وأغدق عليه العطايا وعاد الى قومه بأموال طائلة وتزوج المياسة وانهى قصة في الفروسية والشجاعة تداولها الناس على مدى مئات السنين·

  2. #2
    من المشرفين القدامى
    تاريخ التسجيل: June-2018
    الدولة: بــــغـــداد
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 35,730 المواضيع: 5,001
    صوتيات: 1 سوالف عراقية: 1
    التقييم: 24253
    مزاجي: متغير
    شكراً "

  3. #3
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: March-2020
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 6,279 المواضيع: 301
    التقييم: 9948
    آخر نشاط: 30/January/2022
    ضاع اسم هذا الرجل العظيم
    مع بطولته ومواقفه العظيمة
    لاسباب ...........؟
    مشكور لطرح القصة الواقعية
    يارجل
    بارك الله بك

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال