الشاعر الكوردي نالي
كتب :د.ابراهيم خليل العلاف
الشاعر الكوردي خضر أحمد الملقب بـ(نالي)، (1796 – 1873) ٌيعد أحد المؤسسين للمدرسة الشعرية العراقية السورانية البابانية (نسبة الى إمارة بابان الكوردية بمحافظة السليمانية حالياً ) ، وهو من اركان مدرسة الشعر الكلاسيكي الكوردي ، المدون باللهجة السورانية في القرن التاسع عشر ..كتب عنه الاستاذ دلور ميقري مقالة بعنوان : “فجر الشعر الكوردي ” قال فيها :ان الباحث الروسي فلاديمير مينورسكي اشار الى فضل الشاعر نالي بقوله : ” أعتقد أن المركز الرئيس للشعراء الأكراد قد انتقل الى مدينة السليمانية ، حيث عاش الشاعر المشهور جداً ، نالي وقدر له ان يعيش فترة من الزمن . في خانقاه الطريقة النقشبندية ، في مدينة السليمانية بهدف الاحاطة بعلوم الدين ،وكان يحب فتاة اسمها ” حبيبة ” نظم العديد من القصائد بحقها ومن ذلك قوله :
خصلات الشعر مبعثرة حول قدكِ
وقد خدعتني اليوم وحالت دون معرفتك
لماذا لا أبكي ، عندما تؤذين مائة مرة قلبي ..
كيف لا تنسكب الخمرة ، والقدح مكسور من مائة مكان ؟ ”تأثر ” نالي ” بقراءاته للادبين العربي والفارسي الذاخرين بالصور الرائعة.عاش ايامه الاخيرة في الشام مجاوراً التكية النقشبندية بحي الأكراد. يستند الى قاسيون ؛ جبل الأنبياء والاساطير ، مرسلاً طرفه الى مشهد الحاضرة الساحرة دمشق وغوطتها النضرة . في غربته الدمشقية ، يشعر نالي بشوق عارم لمدينة السليمانية ؛ موطن فتوته وصباه فيكتب هناك أحسن قصائده : ” أفدي بضعة من غبار دربكِ ” . ومن الشام ينتقل الى استانبول . يلازم هناك صديقه المنفي الامير الباباني ، أحمد باشا ، والذي أضحى الآن صديقاً حميماً له وفي العام الذي تلى وفاة الشاعر ، تسنى للمستشرق الروسي ، خودكو ، فرصة لقاء الأمير الباباني في باريس . وفيما بعد ، كتب المستشرق عن هذا اللقاء مقالة ذكر فيها أن هذا الامير الكوردي ، المنفي ، حدثه عن شاعر كوردي كان يقيم في دمشق وإجادته للغة العربية ، والتي ترجم منها كتاباً في النحو الى لغته الأم ، وأن هذا الشاعر عرف بإسمه الأدبي ” نالي ” ..رحم الله نالي فقد كان شاعرا عظيما .