ليلُ الجسوم إذا ولَّتْ منازلُه
فأنّ فجرَ ضياءِ الصبح نازله
لذا أتى بالضحى عقيبَ رحلته
ورقبت عند باقيه دلائله
وأضحك الروضُ أزهاراً وقد رقصتْ
من الغصونِ بأوراقِ غَلائِلهْ
وما تبسَّم إلا كي يفرحنا
فلاحَ يانعه إذ راحَ ذابلُه
إنَّ التقي الذي في الروض مسكنه
هو الصدوق الذي عدت فضائله
كما الشقي الذي في الارض مسكنه
هو الكذوب الذي تردى رذائله
وصاحبُ البرزخ الأعرافُ منزله
زُمَّتْ لرحلته عنا رَواحله
اليسرُ شيمةُ ذا والعسر شيمةُ ذا
لولا عطاءُ الغني ما نيلَ نائله
منه تعالى وما كانت مقالةٌ من
قد كان منطقه عيناً يقابله
كان التولي له من أصلِ نشأته
فمن تولَّى تولَّته أباطله
من نازعَ الحقَّ في شيء يكون له
فلن ينازعه إلا مقابله