لما تألفتِ الأشياء بالألف
أعطاك صورته في كل مؤتلف
فأحرفُ الرقم والألفاظ دائرة
ما بين مؤتلفٍ منها ومختلف
وإنْ تمادتْ إلى ما لا انقضاء له
فإنَّ مَرجع عقباها على الألف
لولا تألُفُها وسِرُّ حكمتِه
لم تدرِ أمراً و لانهياً فقفْ وخفْ
وفي أوامره إن كنت ذا بصر
سِرٌ عجيبٌ ولكن غير منكشفْ
لا يأمر الله بالفحشا وقال لمن
عصاه وعداً له فاركضْ ولا تقفْ
وليس يبدو الذي قلناه من عجبٍ
في أمر امرهمُ إلاّ المعترف
يا رحمةً وسعتْ كلَّ الوجودِ فما
يشذُّ عنها وجودٌ فاعتبر وقِف
ولا يرى الله في شيء يعنُّ له
مما له عنَّ إلاّ صاحبُ الغرف
أو من يجود إذا أثرى بنعمته
أو من يكون من الرحمن في كنف
لذا أقام له عذراً بما صدرت
أوامر منه في القربى وفي الزلَف