... 9ربيع الاولى ...
يوم فرحة الزهراء عليها السلام و تتويج المهدي
وهو يوم تفريج الهموم والغموم
نبارك لأهل البيت عليهم السلام ونخص بالذكر سيد المرسلين أبي القاسم محمد ص
ولجميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها
بسم الله الرحمن الرحيم
أنت السراج الذي لايُعلى عليه
وأنت الختام بك من الله قد وضعا
وأنت آياتهِ المحكماتِ وسره الاكبر
كما الشموسِ بكبد السماء تصدعا
وأنــت باب الله الذي كل حينٍ يؤتى
وبحبكم راحت الناس للباب تقرعا
وأنت ان حالت دونك الغيوم السود
اخذ الدهرُ من نور سناك برقعا
وأنت الذي تأخذُ بقماط الرضيع
وبطف كربلاء بالدمع له ترفعا
والوجوه يومئذٍ تولي الادبار
ما علموا ان يومكُ للحق جمعا
وأنت القضاء المر والحق معاً
على من جعجعوا بالنساءِ والرضعا
وأنت الذي تلفُ رايتك عند قبتهِ
وتوصل دم الشهادةِ بأصبعه المقطعا
وأنت الذي ترفع الاكفُ مخضباتٍ
عند علقمهِ وبالحزن سيدي تجزعا
وأنت الذي تميلُ بوجهك لابن الحسنِ
كأنك تقدم التهاني بعرسه الملفعا
بدم العزة والرفعةً فوق كربلاء عمه
وكأن عروسهِ تلوذ بك وتنجعا
وبإنحناء الظهرِ فوق النحر المخضبِ
ترخي الدموع لسيل الاجفانِ فجعا
وأنت لبابها تقوم وتجلسُ راكعاً
وكيف لعبدٍ حقير بالسوطِ قرعا
وقد كان جبريلُ بالوحي عليه يهبط
فكيف لابنُ الذميمةِ عليه يترفعا
ويحزُ بقلبك الشريف مسمارهِ الغض
وخماراً بالسوطِ جرما قد انتزعا
وتلمُ بكفك المعطاء خير سقطٍ لفاطمُ
عند عتبةً كانت للاملاك مركعا
وتميلُ لقبرٍ ببغداد قد زانها جوادٍ وتوصـ
ـلُ النشيد المترفع للامامة ما انقطعا
وتصرخ بولهٍ من سموا الرضا بطوسٍ
وتنشرُ عباءتك البيضاء والهلعا
وتسحب الخطى لقبةً هدموها ببغيهم
وتكتب لهم جحيم النارِ مضطجعا
والى بلقع البقيعُ تزف الاهاتِ متوجعاً
وبفيض الدمعِ تهمرُ القلب متصدعا
واليوم اكتبها اليك متوسلا سيدي
اليوم تتوج للانامِ اماماً متضرعا
وفوق رؤس الاشهادِ ترفع رايتك
يابن خير من سجد لله وركعا
فاقبلها بطيب سجاياك ياابن الحسنِ
واذكرها عند امك فاطمة المتوجعا
الإمام المهدي ( عليه السلام ) هو آخر أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) ، وقد بشَّر به جَدُّه محمد ( صلى الله عليه وآله ) في أحاديث متواترة ، بأنه يملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد ما مُلِئَت ظلماً وجوراً .
وهو المولود الذي صدر الأمر من قبل السلطة العباسية بإلقاء القبض عليه قبل ولادته ، وكان الجواسيس يراقبون كل شاردة وواردة عن مولده .
ولكنَّ الله عزَّ وجَلَّ نجَّاه كما نجَّى النبي موسى ( عليه السلام ) من فرعون ، و نبي الله إبراهيم ( عليه السلام ) من قبضة النمرود ، وقد تَجَرَّع الشيعة عبر التاريخ الغصص فنوناً وألواناً .
فمن الإرهاب الفكري لأنهم حَمَلوا فكر أهل البيت ( عليهم السلام ) ، إلى الحرمان الاقتصادي لأنهم عاشوا قِيَم أهل البيت ( عليهم السلام ) ، إلى الاضطهاد السياسي لأنهم اتَّبعوا منهج أهل البيت ( عليهم السلام ) .
وبالرغم من ذلك عاش في أعماق الشيعة أمَلٌ يستقطب حركتهم ، ويُلَمْلِمُ طاقاتهم ، ويجمع قِيَادَتهم ، لِتَكونَ المسيرة واحدة في خدمة الإسلام والمسلمين .
وقد غدا في اليوم التاسع من ربيع الأول سنة ( 260 هـ ) الأمل الذي عاشوه حقيقة ، والأمنية واقعاً ، حين تمَّ تتويج الإمام المهدي ( عليه السلام ) ، بعد شهادة أبيه الإمام العسكري ( عليه السلام ) ، وسيملأ ( عليه السلام ) الأرضَ قسطاً وعدلاً كما مُلِئَتْ ظُلماً وجَوراً .
متباركين بعيد الزهراء يوم تتويج الامام المهدي ..لا تفوتك اعماله وتقديم الهدايا .
من افضل اعمال هذا اليوم
- الاكثار من قول دعاء الفرج ( اللهم كن لوليك...)
- زيارة الامام المهدي عج
- تجديد البيعه للامام بقول (
اللهم إني أجدد له في صبيحة يومي هذا وماعشت من أيامي عهداً وعقداً وبيعةً له
في عنقي ،، لا أحول عنها ولا أزول أبداً
- قراءة سورة الصافات ويس و نهدي الثواب لسيدة نرجس ام الامام الحجه عليهما السلام
- تقديم التهاني والفرح والاحتفال و لبس الجديد
- والاكثار من العبادات
- الصلاة على النبي واله
- الصدقة ولها اجر كثير
- اطعام المؤمنين وادخال الفرحة على قلوبهم
أن حذيفة بن اليمان
دخل في مثل هذا اليوم وهو اليوم التاسع من ربيع الاول على النبي (ص) فقال : رأيت سيدي أمير المؤمنين (ع) مع ولديه الحسن والحسين (ع) يأكلون مع رسول الله (ص) ورسول الله يتبسم في وجوههم ويقول لولديه الحسن والحسين (ع) :
كُلا هنيئاً لكما ببركة هذا اليوم الذي يقبض الله فيه عدوه وعدو جدكما ويستجيب فيه دعاء أمكما .
كُلا فإنه اليوم الذي فيه يقبل الله أعمال شيعتكما ومحبيكما
كُلا فإنه اليوم الذي يصدق فيه قول الله ( فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا )
كُلا فإنه اليوم الذي تُكسر فيه شوكة مبغض جدكما
كُلا فإنه اليوم الذي فُقد فيه فرعون أهل بيتي وظالمهم وغاصب حقهم
كُلا فإنه اليوم الذي يعمد الله فيه إلى ما عملوا من عملٍ فيجعله هباءً منثوراً
قال حذيفة : فقلت يارسول الله وفي أمتك وأصحابك من ينتهك هذه الحرمة ؟؟
فقال (ص) : ياحذيفة جبتٌ من المنافقين يترأس عليهم ويستعمل في أمتي الرياء ويدعوهم إلى نفسه ويحمل على عاتقه درة الخزي ويصد عن سبيل الله ويُحرف كتابه ويُغير سنتي ويشتمل على إرث ولدي ويُنصب نفسه علماً ويتطاول على من بعدي ويستحل أموال الله من غير حله وينفقها في غير طاعته ويُكذِّب أخي ووزيري وينحي إبنتي عن حقها فتدعوا الله عليه ويستجيب دعائها في مثل هذا اليوم .
قال حذيفة : فقلت يارسول الله فلِم لا تدعوا الله ربك عليه ليهلكه في حياتك ؟؟
فقال (ص) :ياحذيفة لا أحب أن أتجرأ على قضاء الله لِما قد سبق في علمه لكني سألت الله أن يجعل اليوم الذي يُقبض فيه له فضيلة على سائر الايام ليكون ذلك سنةٍ يستن بها أحبائي وشيعة أهل بيتي ومحبوهم .
فأوحى الله جل ذكره أن يامحمد كان في سابق علمي أن تَمَسَكَ وأهل بيتك محن الدنيا وبلاؤها وظلم المنافقين والغاصبين من عبادي الذين نصحتهم وخانوك ومحضتهم وغشوك وصافيتهم وكاشحوك وصدقتهم وكذبوك وأنجيتهم وأسلموك فأنا آليت بحولي وقوتي وسلطاني لأفتحن على روح من يغصب بعدك علياٍ ألف باب من النيران من أسفل الفيلوق ولأصلينه وأصحابه قعراً يُشرف عليه إبليس فيلعنه ولأجعلن ذلك المنافق عبرةً في القيامة لفراعنة الأنبياء وأعداء الدين في المحشر ولأحشرنهم وأوليائهم وجميع الظلمة المنافقين إلى جهنم زرقاً كالحين أذلة خزايا نادمين ولأدخلنهم فيها أبد الأبدين .
يامحمد إني أمرت سبع سماواتي لشيعتكم ومحبيكم أن يتعيدوا في هذا اليوم الذي أقبضه فيه إلي .
وأمرتهم أن ينصبوا كرسي كرامتي حذاء البيت المعمور ويثنوا عليَّ ويستغفروا لشيعتكم ومحبيكم من ولد آدم
وأمرت الكرام الكاتبين أن يرفعوا القلم عن الخلق كلهم ثلاثة أيام من ذلك اليوم لا يكتبون شيئاً من خطاياهم كرامةً لك ولوصيك .
يامحمد إني قد جعلتُ ذلك اليوم عيداً لك ولأهل بيتك ولمن تبعهم من شيعتهم وآليت على نفسي بعزتي وجلالي وعلوي في مكاني لأحبون من يُعيد في ذلك اليوم محتسباً ثواب الخافقين في أقربائه وذوي رحمه ولأزيدن في ماله إن وسَّع على نفسه وعياله فيه ولأعتقن من النار من كل حولٍ في مثل ذلك اليوم ألفاً من مواليكم وشيعتكم ولأجعلن سعيهم مشكوراً وذنبهم مغفوراً وأعمالهم مقبولة ..
كتاب بحار الأنوار