وللمجانين نصيب من الحكمة
سمع صوتاً في احدى الغرف ! وحين اقترابه من الباب كان الصوت واضحاً . اثنان من المجانين يتكلمان. اراد الطبيب معرفة نوع الحديث ! لذلك بقي واقفاً يصغي
سمع الاول يقول : هلال ذلك الوطن لن يكتمل بدراً، اذاً لا ضوء بعد اليوم! خاصة بعد سرقة شمسه! نحن بحاجة الى صناعة القناديل.
جلسوا على طاولة النقاش وقرروا (نحن بحاجة إلى صناعة القنابل). الغرابة في هذا القرار لاتدرك او تنافس غرابه من أطاع !
الشعب الجائع صنع القنابل لتكون ثالث معاناته بعد الظلام والجوع!
ثم سمع الثاني قائلاً: النزول الى الذنب وجعله هدفاً اكثر غرابة من اقترافه! الانسان في الخارج تنازل عن اقدس ما يمتلك ... إنسانيته !
ولكن ! حين يخرج الإنسان من إنسانيته أين يرمي نفسه؟!
فأجابه ذلك الأول: أكثر شيء مرعب في الخارج هو الان الدين! لأنه بات مقترناً بالزيف والخداع. نعم... المتلونون هم أكثر الناس أمناً وعلواً ياصديقي المجنون.
فقال له هذا الاخير: على الأسود ان تغير تسميتها حين ترضى بحكم الثعالب! او حين ترضخ لقانون الكلاب ! فدين الثعالب ومقدسات الكلاب ليست كتلك التي يدين بها الأسود ويقدسونها. وعلى الأنسان حين يخلع ثوب معتقداته ويبقى فارغاً أن يلبس شيئاً اخر يليق بحالته الجديدة.
وحين دخل وطلب تكملة الحديث قالا لهُ : يا دكتور من يطلب النقاش مع المجانين سيكون منهم, فدعك في الجانب الاخر, على الاقل رؤياك لا ترهق عيناك ولا تنعت على اثرها بالجنون! .
بقلم الفقير ؛ جواد الزهيراوي