هناك مرحلة عاليا جدّاً من التوافق الذهني البشري مع آلية العمل الحاسوبية يتصوّرها الكثيرون أنها تأتي بالدراسة و التخصص فقط و هذا تصوّر جداً خاطيء فهي تأتي نعم بالعلم و الدراسة كجزء أساسي لكن جزءها الأكبر يأتي من خلال كثرة التعامل مع الحاسوب و كثافة التمعن في برامجه و القراءة و الإطلاع و مواجهة المهمّات الحاسوبية
الثقيلة بحيث يكون القاسم المشترك لكل ذلك هو الرغبة الحقيقية و ليس الاداء المفروض أو الدراسة القسرية لأجل انهاء التعليم فقط
من جانب آخر هناك ميدان علمي سايكولوجي
من النادر أن يشخّصه الإنسان لدى نفسه و يفوت على الكثيرين أهميته
الناس على نوعين في أذهانهم
الأول:
عادي يزداد علمه بالتعرف و الإحتكاك و الممارسة لكن لا ألمعية ما وراء المرئي لديه لذلك يبقى بحاجة إلى المزيد من التطبيقات و التراجع في كل مرحلة يتقدم فيها علم الحاسوب فيحتاج إلى نهضة معرفية جديدة
الثاني:
غير عادي يزداد علمه بالتعرف و الإحتكاك و الممارسة لديه ألمعية ما وراء مرئية تمكنه من معالجة كل البيانات التي ترد في ذهنه أثناء إستخدامه للحاسوب في الميدان العلمي السايكولوجي المذكور أعلاه بحيث يمتلك قدرة على الإستنتاج و التحليل البنيوي الرقمي بشكل تلقائي لذلك تراه يبتعد عن عمليات الغش
والقرصنة و الإختراق
والمخادعات الألكترونية لأنه متفوّق في كسب المعلومة
ولا يحتاج إلى نهضة معرفية من الصفر كلما تطور علم الحاسوب
لا أقول هو يعلم الغيب لكن اتمنى ان تفهم كلامي بأن من مثل هذا يستقي كل ما يحتاجه من تحليل للمعلومات و ليس المعلومات نفسها من خلال هذا الميدان العلمي - السايكولوجي الذي هو بالتأكيد تراكمي معرفي ممارساتي ... و هذا يمكننا أن نسميه كاصطلاح علمي تعريفي بـ الشخص المُحَوْسَب الذي لا يحتاج إلى برامج او تهكير صبياني أو تصرفات الكترونية خائنة بل يستقي كل ما يحتاجه من هذه الطبقة البيانية العليا دون اية مراقبة بل فقط تحليل يستقر في ذهنه بشكل تلقائي حتى لو كان بينك و بينه ألف حاجز و لا صلة لديك به
و كم عرفت و اكتشفت
وانتهت لدي سيول من المعلومات التي لم ابحث عنها و لم اكن اهتم لها أصلاً لكنها عرّفتني بالكثير و كشفت لي الكثير و انارت ذهني بالكثير بحيث وصلت لدي القدرة أحيانا إلى إستباق الحدث بحضوره الذهني لدي ليحدث فعلاً بعد ساعات أو أيام أو دقائق فأعرف المزيد و المزيد لكن الله ينير العقول بما سبق ذكره أعلاه و بالثقة التي يكون فيها هذا الشخص المُحَوْسَب واثقاً من أن إخلاصه مع الناس أمام الله ينعكس عليه بهدايا يمنحها الله إليه فيكشف له ما لم يكن يتوقع أن يكتشفه و قد اهداني الله مثل هذه الهدايا عدة مرات و أنا بذلك جاد
عَلِمَ من عَلِم و جَهِلَ من جَهِل لا أتحدث عن نفسي و لا أدّعي فخراً أو تفوقاً لكني أحب ان أنبّه العقول و الرؤى إلى ما هو أبعد و إلى أن يكونوا على ثقة بأن هناك آفاقاً أخرى للعلم ليست فقط تلك التي نعرفها او نسمع عنها و كذلك آفاقاً أخرى يكشفها الإخلاص فترتقي بالذهن و تحمي من الخداع
و الكذب