عن الأئمة المعصومين
سؤال: لماذا يُنسب المذهب الشيعيّ إلى الإمام جعفر بن محمّد الصادق عليه السّلام، فيقال: « المذهب الجعفري » ؟ وما هو دور سائر الأئمّة صلوات الله عليهم أجمعين في هذا المجال ؟
الجواب: إنّ جميع الأئمّة صلوات الله عليهم أجمعين عالِمون بأحكام الله تعالى، وجميعهم يمتلكون منصب الإمامة الإلهية وسائر الفضائل الأخرى، لكنّ المذهب الشيعيّ سُمّي بالمذهب الجعفريّ؛ لأنّ الإمام الصادق عليه السّلام تمكّن ـ نظراً لاقتران فترة إمامته بفترة اضمحلال الحكم الأموي وبداية تأسيس الحكم العبّاسيّ، وهي فترة قلّ فيها الضغط على الإمام الصادق عليه السّلام ـ من نشر علوم الإسلام ومعارفه، وتمكّن من تربية تلامذة بأعداد كبيرة أضحى كلّ واحد منهم قطباً من أقطاب نشر العلوم الإسلاميّة وتدريسها، ومن هنا لُقّب المذهب الشيعيّ يومذاك بالمذهب الجعفريّ ـ مقابل المذاهب الأخرى: الحنبليّ والشافعي والحنفي والمالكي ـ وبقي هذا اللقب متداولاً بعد ذلك.
* * *
السؤال: تسيطر علَيّ فكرة الخوف من أن أهل البيت غير راضين عنيّ، وهذا الاحساس يقتلني ويجعلني دائماً محبطة إلى آخر درجة، وأحاول أن أكسب رضاهم.
الجواب: أهل البيت عليهم السّلام كلهم لطف ورحمة للناس جميعاً، وهم مظهر رحمة الله الواسعة في العالم. ولا داعي للخوف والقلق، والميزان في رضاهم أنكِ إذا كنت راضية عنهم فهي من علامات رضاهم بإذن الله. وهاجسك أنك لست بالمستوى المطلوب في غير محلّه، ذلك لأنّه لا أحد في مقابل أهل البيت بالمستوى المطلوب إلاّ أفراداً في العالم قليلين جداً. نحن لا نتعامل مع الأئمّة عليهم السّلام لأننا لائقون وجديرون باللطف والكرامة، بل لأنهم عليهم السّلام هم دائماً البادئون بالفضل والخير، ويمنحون بركاتهم للجميع: لمن يستحق ولمن لا يستحق. إنهم كالشمس الساطعة التي تَهَبُ نورَها للمؤمن والكافر، وكالمطر الذي يسقي الجميع. مَن كان يظن أنه أهل لأنّ تشمله رحمة أهل البيت فهو على اشتباه، ونحن جميعاً نطمع في مرضاتهم ومودتهم، ونحاول أن نكون على صراطهم المستقيم في الفكر وفي النية وفي العمل.. لعل الله سبحانه يجعلنا من الفائزين بشفاعتهم وعنايتهم.
إنّ التعامل مع أهل البيت صلوات الله عليهم تعامل في جو من الأمل والتفاؤل وانتظار الخير في كل لحظة من اللحظات، وليس للحياة في ظل آل محمّد صلّى الله عليه وآله مكان لليأس والإحباط، فإنّ هذا اليأس من تسويل الشيطان. نتمنى لكِ الخير والتوفيق، والأمل الأخضر المتورّد في أنوار الولاية الإلهية القدسية.
* * *
السؤال: ما هي فلسفة ربط قطعة القماش على الأضرحة المقدسة عند طلب الحاجات، خاصة وأني لاحظتها موجودة في العديد من الديانات السماويّة أو الوضعية في العالم؟
الجواب: يتوجه الإنسان إلى وليّ الله الإمام المعصوم عليه السّلام طلباً لحاجة بإذن الله تعالى. ولأنّه لا يستطيع الإحاطة بالمعصوم فإنّه يقصد ضريحه الطاهر كمركز للتوسل والدعاء، كما نتوجّه في الصلاة إلى الكعبة الشريفة لأن الله تعالى ليس له جهة ولا مكان. هذا أولاً.
وثانياً: إنّ ما يلامس الإمام المعصوم الذي هو نور الله في ظلمات الوجود، أو ما يلامس ضريحه أو أيّ شيء يتعلق به.. فانّ النور والخير والبركة تسري إلى الشيء المُلامِس ويكون له تأثير آخر. ونحن نقرأ في القرآن أن قميص النبيّ يوسف عليه السّلام الذي طالما لامس جسم هذا النبيّ قد كان له أثر في شفاء عينَي أبيه يعقوب، فصار بصيراً بعد العمى. ولا عجب في هذا.. فإنّ عالَم القدس العُلوي هو أرقى من العالم المادي الظاهر واكثر نوراً وإشراقاً منه، وبالتالي فهو أشرف منه وأقرب إلى الله.
وقِطَع القماش التي يعقدها الناس حول الضريح يراد منها أن ينتقل أثر من صاحب الضريح إلى شيء ( رمز ) وضعناه هناك وعقدناه، أملاً في أن يتلطف الإمام بنا ويحلّ عُقَدنا ويسهّل علينا العسير بأمر الله تعالى؛ لأنه الإمام الوجيه عند الله سبحانه.
* * *
سؤال ـ ما هو رأي علماء أهل السنّة بولادة الإمام المهديّ عليه السّلام
الجواب: هناك بيانات ضافية سجّلها الكثير من أهل السنّة بأقلامهم بولادة الإمام المهديّ عليه السّلام، وقد قام البعض باستقراء هذه البيانات في بحوث خاصّة، فكانت متّصلة الأزمان، بحيث لا تتعذّر معاصرة صاحب الاعتراف اللاّحق لصاحب الاعتراف السابق بولادة المهديّ عليه السّلام، وذلك ابتداءً من عصر الغيبة الصغرى للإمام المهديّ عليه السّلام (260 هـ ـ 329 هـ ) وإلى الوقت الحاضر.
وسوف نقتصر على ذكر بعضهم ـ ومن أراد التوسعة فعليه مراجعة الاستقراءات السابقة لتلك الاعترافات (1) ـ وهم:
1 ـ ابن الأثير الجَزريّ عز الدين ( ت 630 هـ ) قال في كتابه ( الكامل في التاريخ في حوادث سنة ( 260 هـ ): « وفيها تُوفّي أبو محمّد العَلَويّ العسكريّ، وهو أحد الأئمّة الاثني عشر على مذهب الإماميّة، وهو والد « محمّد » الذي يعتقدونه المنتظر » (2).
2 ـ ابن خلِّكان المتوفّى سنة ( 681 هـ ) قال في وفيات الأعيان: « أبو القاسم محمّد بن الحسن العسكريّ بن عليّ الهادي بن محمّد الجواد المذكور قبله، ثاني عشر الأئمّة الاثني عشر على اعتقاد الإماميّة المعروف بالحُجّة... كانت ولادته يوم الجمعة منتصف شعبان سنة خمسٍ وخمسين ومائتين ». ثم نقل عن المؤرّخ الرحّالة ابن الأزرق الفارقي المتوفّى سنة ( 577 هـ ) أنّه قال في تاريخ مَيَّافارقين: « إنّ الحجّة المذكور وُلِد تاسع شهر ربيع الأوّل سنة ثمان وخمسين ومائتين، وقيل في ثامن شعبان سنة ستٍّ وخمسين، وهو الأصح » (3).
والصحيح في ولادته عليه السّلام هو ما ذكره ابن خلّكان أوّلاً، وهو يوم الجمعة منتصف شهر شعبان سنة خمسٍ وخمسين ومائتين، وعلى ذلك اتّفق جمهور الشيعة، وقد أخرجوا روايات صحيحة في ذلك مع شهادة أعلامهم المتقدّمين، وقد أطلق هذا التاريخَ الشيخُ الكليني ـ المعاصر للغَيبة الصغرى بكاملها تقريباً ـ إطلاقَ المسلّمات وقدّمه على الروايات الواردة بخلافه، فقال في باب مولده عليه السّلام للنصف: وُلِد عليه السّلام من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين » (4).
وقد روى الصدوق المتوفّى سنة ( 381 هـ ) عن شيخه محمّد بن محمّد بن عصام الكلينيّ، عن محمّد بن يعقوب الكلينيّ، عن عليّ بن محمّد بن بندار قال: « وُلِد الصاحب عليه السّلام للنصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين » (5).
والكلينيّ لم ينسب قولَه إلى عليّ بن محمّد؛ لشهرته وحصول الاتّفاق عليه.
3 ـ الذهبيّ المتوفّى سنة ( 748 هـ ) اعترف بولادة المهديّ عليه السّلام في ثلاثة من كتبه ولم نتتبّع كتبَه الأُخرى.
قال في كتابه العِبر: « وفيها [ أي في سنة 256 هـ ] وُلِد محمّد بن الحسن بن عليّ الهادي بن محمّد الجواد بن عليّ الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق العلويّ الحسينيّ، أبو القاسم الذي تُلقّبه الرافضةُ الخَلَفَ الحُجّة، وتلقّبه بالمهديّ والمنتظَر، وتُلقّبه بصاحب الزمان، وهو خاتمة الاثني عشر »(6).
وقال في تاريخ دول الإسلام في ترجمة الإمام الحسن العسكريّ عليه السّلام:
« الحسن بن عليّ بن محمّد بن عليّ الرضا بن موسى بن جعفر الصادق، أبو محمّد الهاشميّ الحسينيّ، أحد أئمّة الشيعة الذي تدّعي الشيعة عصمتَهم، ويقال له: الحسن العسكري؛ لكونه سكَنَ سامراء، فإنّها يُقال لها « العسكر »، وهو والد مُنتظَر الرافضة، تُوفّي إلى رضوان الله بسامراء في ثامن ربيع الأول سنة ستّين ومائتين وله تسع وعشرون سنة، ودفن إلى جانب والده.
وأما ابنه محمّد بن الحسن الذي يَدْعونه الرافضةُ القائمَ الخَلَف الحجّة، فوُلِد سنة ثمان وخمسين، وقيل: سنة ستّ وخمسين » (7).
وقال في سير أعلام النبلاء: « المنتظر الشريف أبو القاسم محمّد بن الحسن العسكريّ ابن عليّ الهادي بن محمّد الجواد بن عليّ الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق ابن محمّد الباقر بن زين العابدين عليّ بن الحسين الشهيد ابن الإمام عليّ بن أبي طالب، العلويّ، الحسينيّ، خاتمة الاثني عشر سيّداً »(8).
4 ـ ابن الورديّ المتوفّى سنة ( 749 هـ ) في ذيل ( تتمّة المختصر ) المعروف بتاريخ ابن الورديّ: « وُلِد محمّد بن الحسن الخالص سنة خمسٍ وخمسين ومائتين » (9).
5 ـ أحمد بن حجر الهيثميّ الشافعيّ المتوفّى سنة ( 974 هـ )، قال في كتابه ( الصواعق المحرقة ) في آخر الفصل الثالث من الباب الحادي عشر ما هذا نصّه: « أبو محمّد الحسن الخالص، وجعل ابن خلِّكان هذا هو العسكريّ، وُلِد سنة اثنتين وثلاثين ومائتين... مات بسُرَّ مَن رأى، ودُفِن عند أبيه وعمّه، وعمرُه ثمان وعشرون سنة. ويقال: إنّه سُمّ أيضاً، ولم يخلّف غيرَ ولده أبي القاسم محمّد الحجّة، وعمره عند وفاة أبيه خمس سنين، لكنْ آتاه اللهُ فيها الحكمة ويُسمّى القائم المنتظَر، قيل: لأنّه سُتِرَ بالمدينة وغاب فلم يُعرَف أين ذهب » (10).
6 ـ الشبراويّ الشافعيّ المتوفّى سنة ( 1171 هـ ) صرّح في كتابه ( الإتحاف ): بولادة الإمام المهديّ محمّد بن الحسن العسكري عليهما السّلام في ليلة النصف من شعبان سنة خمسٍ وخمسين ومائتين من الهجرة (11).
7 ـ مؤمن بن حسن الشبلنجيّ الشافعيّ المتوفّى سنة ( 1308 هـ ) اعترف في كتابه ( نور الأبصار ) باسم الإمام المهديّ، ونسَبهِ الشريف الطاهر، وكُنيته، وألقابه في كلام طويل إلى أن قال: « وهو آخر الأئمّة الاثني عشر على ما ذهب إليه الإماميّة » (12).
8 ـ خير الدين الزَّرَكليّ المتوفّى سنة ( 1396 هـ ) قال في كتابه ( الأعلام ) في ترجمة الإمام المهديّ المنتظَر عجّل الله فرَجَه: « محمّد بن الحسن العسكريّ الخالص ابن عليّ الهادي، أبو القاسم، آخر الأئمّة الاثني عشر عند الإماميّة... وُلِد في سامراء ومات أبوه وله من العمر خمس سنين.. وقيل في تاريخ مولده: ليلة نصف شعبان سنة 255، وفي تاريخ غيبته، سنة 260 هـ » (13).
* * *
سؤال: أنا رجل من أهل السنّة، تنبّهتُ أخيراً إلى أن مصادرنا كَتَبت حول المهديّ المعروف بـ « المنتظر »، فهل لهذا الذي يسمعتُه حقيقة ؟ وإذا كان كذلك فأين هو في كتبنا ؟
الجواب: إنّ الناظر في أُمّهات المراجع الروائيّة والتفسيريّة والكلاميّة والتاريخية لكلٍّ من الشيعة والسنّة، يعلم دون شك أنّه بعد أن أعلن رسولُ الله صلّى الله عليه وآله قضايا التوحيد والنبوّة، وبنى أُسس الإمامة والخلافة، فإنّ أهمّ موضوع عقائديّ علميّ ركّز عليه النبيُّ صلّى الله عليه وآله إنّما كان موضوعَ المهديّ المنتظَر عليه السّلام، والحديث عن ولادته وغيبته ونهضته العالميّة، وكيفيّة حكومته.
وقد جُمِعتْ روايات هذا الموضوع في فصولٍ كبيرة، ثمّ كتب كثيرة، بلغت مائةَ وخمسين كتاباً بأحجامٍ مختلفة واساليب متنوّعة، ذُكِرتْ فيها مئات الأحاديث النبويّة الشريفة في شأن الإمام المهديّ المنتظر سلام الله عليه وحياته، ثمّ تكاثَر التأليف في هذا الأمر، حتّى صارت هنالك حاجة إلى فَهرستها وإحصائها حتّى عرّفت مجلّة ( كتابنامه إمام مهدي ) في طهران 355 كتاباً، يختصّ أو يتضمّن موضوعاً حول الإمام المهديّ عليه السّلام، ثمّ ألف السيّد مجيد الطباطبائي كتاباً في بحث حول الإمام المهديّ عليه السّلام تضمّن أسماء 1850 كتاباً، منها 429 كتاباً خاصّاً بالموضوع، والبقيّة تشير ضنيّاً إلى البحوث والتحقيقات الكلاميّة والروائيّة والتاريخيّة، فيما كتب علي أكبر مهدي پور مجلّدين جمع فيهما أسماء 2066 كتاباً خاصّاً بالإمام المهديّ صلوات الله عليه، عرّف بتلك المصادر من الناحية العمليّة والفنيّة؛ ليكون دليلاً للمحقّقين والمؤلّفين.. وكان من بين تلك المصادر عددٌ كبير من كتب علماء أهل السنّة ومحقّقيهم ومؤلفيهم المعروفين، منها:
1 ـ المعجم الكبير للطبرانيّ. 2 ـ المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوريّ. 3 ـ فردوس الأخبار للديلميّ. 4 ـ مصابيح السنّة للبَغَويّ. 5 ـ المصنَّف لعبد الرزّاق بن همام. 6 ـ المصنّف للحافظ ابن أبي شَيبة. 10 ـ السنن للترمذيّ. 11 ـ جامع الأصول لابن الأثير. 12 ـ الفتوحات لابن عربي. 13 ـ مطالب السؤول لابن طلحة الشافعي. 14 ـ معالم السُّنن للخطّابي. 15 ـ تذكرة خواصّ الأمّة لسبط ابن الجوزي. 16 ـ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي. 17 ـ البيان في أخبار صاحب الزمان للگنجي الشافعي. 18 ـ عقْد الدُّرَر في أخبار المنتظر للمقدسي الشافعي. 19 ـ التذكرة للقرطبيّ. 20 ـ وفيات الأعيان لابن خلِّكان. 21 ـ ذخائر العُقبى لمحب الدين الطبري. 22 ـ فرائد السمطين للجُويني. 23 ـ مشكاة المصابيح للخطيب التبريزي. 24 ـ خريدة العجائب لابن الوردي. 25 ـ المنار المُنيف لابن قيمّ الجوزيّة. 26 ـ الفتن والملاحم لابن كثير. 27 ـ مودّة القربى لعليّ الهمداني. 28 ـ شرح المقاصد للتفتازاني. 29 ـ مجمع الزوائد للهيثمي الشافعي. 30 ـ موارد الظمآن للهيثمي الشافعي. 31 ـ الفصول المهمّة لابن الصبّاغ المالكي. 32 ـ العرف الورديّ في أخبار المهديّ للسيوطي الشافعي. 33 ـ الأئمّة الاثنا عشر لابن طولون. 34 ـ اليواقيت والجواهر للشعراني. 35 ـ الصواعق المحرقة لابن حجر. 36 ـ الفتاوى الحديثيّة لابن حجر الهيثمي. 37 ـ القول المختصر في علامات المهديّ المنتظر لابن حجر الهيثمي. 38 ـ كنز العمّال للمتّقي الهندي. 39 ـ البرهان في أخبار صاحب الزمان للمتقي الهندي. 40 ـ مرقاة المفاتيح للقاري الحنفي. 41 ـ أخبار الدول وآثار الأُوَل للقرماني. 42 ـ الإشاعة لأشراط الساعة للبرزنجي. 43 ـ فتح المنّان للميني. 44 ـ لوائح الأنوار الإلهيّ للسفاريني. 45 ـ إسعاف الراغبين لابن الصبّان الشافعي. 46 ـ ينابيع المودّة للقندوزيّ الحنفي. 47 ـ نور الأبصار للشبلنجي الشافعي. 48 ـ مشارق الأنوار للحمزاوي المصري. 49 ـ الإذاعة لما كان ويكون للقنوجي. 50 ـ القَطر الشهديّ في أوصاف المهديّ للحلواني. 51 ـ العطر الورديّ للبلبيسيّ الشافعيّ. 52 ـ غالية المواعظ للآلوسي الحنفي. 53 ـ فيض القدير للمناوي. 54 ـ عون المعبود في شرح سنن أبي داود للعظيم آبادي. 55 ـ تحفة الأحوذيّ. للمباركفوري. 56 ـ التاج الجامع للأصول لمنصور علي ناصف. 57 ـ إبراز الوهم المكنون للمغربي. 58 ـ المهديّ المنتظر لابن صدّيق البخاري الغماري. 59 ـ حول المهديّ للألباني. 60 ـ عقيدة أهل السنّة لعبد المحسن العباد. 61 ـ الردّ على من كذّب بأحاديث المهديّ لعبد المحسن العباد. 62 ـ عقيدة المسيح الدجّال لسعيد أيوّب..
وغيرها من كتب ومقالات وفصول، تناولت قضيّة الإمام المهديّ عجّل الله تعالى فرجه، كحقيقة دينيّة تاريخيّة، يرتبط بها العالم الماضي والحاضر والمستقبل، ويتحدّد من خلالها إيمان المسلم وتصديقه بما جاء من كلام رسول الله صلّى الله عليه وآله حول الإمام المهديّ عليه السّلام وأوصافه وشؤونه في جملة أحاديث متواترة ومتوافرة، لا يتنكّر لها إلاّ من خرج مِن ربقة الإسلام.
إلاّ أنّ المؤسف حقّاً أنّ المسلمين، معظمهم، يتعاملون مع هذه الحقيقة الخطيرة بثلاثة أساليب: الأول ـ الإنكار والتنكّر، الثاني ـ التغافل والتهرّب، الثالث ـ التعتيم إلى حدّ استجهال الناس وإبعادهم عن أمرٍ هو في صُلب عقائد الإسلام مع ورود عشرات النصوص في عشرات المصادر عن جملة من الرواة المشهورين، تقول بأنّ:
« من ماتَ ولم يعرف إمامَ زمانه مات مِيتَةَ جاهليّة » مرويّاً عن رسول الله صلّى الله عليه وآله، منها: مسند أبي داود الطيالسيّ 259؛ وكنز العمّال 103:1 / ح 464 ، 65:6 / ح 14863؛ ومسند أحمد بن حنبل 111:2 ، 96:2 ؛ شرح المقاصد للتفتازانيّ 239:5 ؛ وصحيح مسلم 1476:2 ـ 1477 / ح 1848 ـ 1849.. وغيرها، فأيّة خيانةٍ تلك في حجْب الناس عن التعرّف على إمام زمانهم ؟!
* * *