كان هناك رجلا يعمل في البناء، وبيوم من الأيام قدم إلى مديره بالعمل ليتحدث معه في أمر استقالته لكبر سنه، فوافق مديره في العمل على طلبه ولكنه اشترط عليه شرطا واحدا قبل تنفيذ طلبه وهو أن يبني للشركة المنزل الأخير وبعدها بإمكانه تقديم استقالته وقتما يريد، لم يرض الرجل بشرط مديره فامتعض ورغما عنه قام ببناء المنزل فأهمل في بنائه وإعداده، ولعدمت أنهى عمله اتضح على المنزل أنه قد صنع بغير إتقان مطلقا، لقد عمد الرجل على إنهائه في وقت وجيز للغاية حتى يحصل على الموافقة على طلب استقالته غير مباليا للأضرار التي يمكن أن يلحقها بمن سيسكن فيه، وكانت المفاجأة له قاسمة لظهره عندما ذهب إلى مديره ليخبره بأنه قد أنجز العمل المطلوب منه ويستأذنه بتلبية طلبه “الاستقالة” إذ أخبره المدير بأن المنزل الأخير الذي قام ببنائه هو هدية له من الشركة ومكافئة له على تفانيه في العمل طوال فترة عمله، وقع الخبر على مسامعه وقع الصاعقة كيف له أن يبني منزله بهذا السوء، لقد كان الجزاء له على عدم إخلاصه وإتقانه للعمل من عند الله سبحانه وتعالى، فقد تعمد الرجل على إنهاء المنزل بسرعة بالغة لينال استقالته ويستريح وله أنه علم أن المنزل سيكون له لأفنى فيه كل طاقته ومجهوده، هكذا العبد لا يخلص في عبادته لله ولو أنه علم أنها من ستنفعه يوم الحشر العظيم لأتقنها وتفانى في إتقانها.