العطش المقدس ...
مـازلـت يـا شهـر المحـرم تقدم
وصدى الجـراح بكـل افـق يكـتـم
مـازلـت تـأتي بـاعثـا احـزانـنـا
مـن رقـدة كـادت تـصـم وتبـكم
أبكـيت عـين المصـطـفى ووصـيـه
وبكـت لذكـرك يـا مـحـرم فـاطم
وحـملـت الامـا ينـوء بـحـملـها
شـم الجـبـال ولـم تــزل تـتـألم
فـاذا بـذي الالام تـمسي انـجـمـا
تهـدي الابـاة الى الـخلـود و تلهـم
واذا بـحـزن الدمـع يضـحي ثـورة
حـزن يـلاوي الظـلم لايتـظـلـم
هـلّ الـمـحـرم والجـراح طـريـة
من يـوم عـاشـوراء ليسـت تلـئم
فيـزيد في كـل العـصـور تسـلـط
و حســين في كـل العصـور مقـاوم
اطـياف ارض الطـف نصـب عيوننـا
عـادت تصـنف قـومنـا وتـقـسم
مـن رام درب السـبـط مـع الامـه
و اقـام ديــن الله فـهـو الاسـلـم
و من استـطـاب العيـش ذلا دونـما
تغيـير … فالمـأوى الاخـير جـهـنم
و لقـد ذكـرت السبـط حين تجـبرت
زمـر الضـلال فـحللـت مـا يحـرم
رفـع النـداء بوجـهـهم مستـنكـرا
نشـر المعـاصي من طـغـاة قد عمـوا
فـعـلمـت ان الديـن ليـس مخـدرا
للنـاس يدفـعـهم لكـي يستسـلموا
للظـالـمـين بـلا حـراك .. انـمـا
للثـائـريـن مـعيـنـهم والبـلسم
و سـمعت عبر الدهر صـوتا خـالـدا
هيـهـات منـا الذل قـد هتـف الدم
فسـعـادة مـوت الكـرام بـعـزة
وعـلى الحـياة مع الطـغـاة مـقـدم
فعـلمـت ان جـهادنـا هـو عزنـا
و بـدون نــزف الـدمّ ل انـتـقـدم
يا سـيد الشـهـداء فيـك تباينـت
لـذوي المـحـبـة ادمـع و تـألـم
فـدمـوع بعضـهم تؤجـج حرقـة
حـين البـكاء فتسـتفيض و تسـجـم
لـكنـمـا دمـع الابـاة تـوقــد
يحـيي النـفـوس المـيتـات و يلهـم
يـا سيـد الشهـداء يا رمـز الفـدا
و محـطـما مـن يسـتبـد و يـظـلم
قـام النـبـي بـثـورة جـبــارة
هـدمـت حصـون الشرك فهي تحـطم
فتهيجـت احقـادهـم فتمـاكـروا
حـتى اذا قـبـض النـبي تـزعـمـوا
و تجـددت امـالـهم فـي سـلطـة
فـاذا عـبـاد الله بـالدم تـحـكـم
قـد حرفـوا الاسـلام عـن اهدافـه
فـغـدا شـرابَ المسـلمين العلـقـمُ
فرايـتَ ان تروي دمـاؤك جـدبهـم
فزحفـت نـحو المـوت مـوتا تـهزم
ضحـيت بالصـحب الكـرام وفتـية
من اهـل بيـتك كي يضـحي المسـلم
و وقفـت منفـردا امـام جـيوشـهم
فالحـق مـا ابـقى نـصـيرا يـرحـم
و عطشـت فالعطــش المقـدس آية
للحـق تخـزي الخـانعـين و تفـحـم
يـا سيـد الشـهـداء ان دمـاءكـم
قصـمت ظـهـور الظـالمين و تقصـم
يا سيــدي كنـتم و لازلـتـم لنـا
خـير القـيـادة تـأمـرون فنـنعـم
فلقـد حمـلنـا و القـرون طـويـلة
نـهـج الولايــة و هـو نهـج اقـوم
يـا امـة الاســلام هـبـي ثـورة
ليـمـزق الصـمت الرهـيب تكـلم
و تحطـمي خوف النفـوس و ضعـفها
فيحـطـم الاغـلال عنـه المعـصـم
الشاعر: محمد هشام السهلاني