في إحدى الغابات كانت هناك أسرة من طائر الببغاء المتكلم، مكونة من أب وأم واثنين من الصغار المتشابهين في الشكل تماما؛ وفي إحدى الأيام خرج الأبوان لجلب الطعام لصغيريهما، وفي نفس الوقت جاء صياد عديم الرحمة فأخذ الصغيرين من عشهما، وبالصدفة تمكن أحد الصغيرين من الإفلات من قبضة الصياد قاسي القلب ولاذ بالفرار إلى مكان يعيش به الكثير من الطيور الحكيمة؛ وذات مرة كان هناك رجلا مارا بجوار منزل الصياد الذي قام بتربية الببغاء الصغير بعد وضعه داخل قفص، وسمع ذلك الرجل كلام مهين للغاية من ذلك الببغاء جعله يتصبب عرقا من شدة الخوف؛ فرحل مسرعا وتوجه ناحية الغابة لا إراديا، وهناك كانت المفاجأة فقد رأى نفس الببغاء الذي أرعبه أمامه في الغابة التي توجه إليها هربا منه، ولكنه في هذه المرة سمع منه كلاما جميلا ومهذبا للغاية، فاستغرب الرجل وذهل من ذلك، فأخبره الببغاء الحكيم عندما قص عليه الرجل حكايته مع الببغاء المشابه له، أنهما إخوة وقد تربى أخيه مع الصياد (صحبة سوء) لذلك ساءت أخلاقه، أما هو فقد تربى مع طيور الغابة الحكماء (صحبة جيدة) لذلك أصبح ما هو عليه الآن، فالصحبة دائما تفرق في تنشئة أي كائن.