من اصعب المشاكل التي تواجه علماء النفس هو كيفية ايصال فكرة موت احد الوالدين للطفل خصوصا للاعمار دون السادسة ،،، وكان هناك طريق واحد لاغير وهو باخبار الطفل بانه والدته او والده المتوفي قد سافر ريثما تنضج عقلية الطفل وتصبح كافيه لادراك فكرة الموت وفقدان الاب او الاب بسبب ذلك.
اما رقية بنت الامام الحسين (ع) الطفلة ذات الخمس اعوام فقد تم التعامل معها بابشع طريقة يمكن ان تخطر على بال احد على مر التأريخ ،،، اذ عندما طلبت هذه الطفلة البريئة رؤية والدها الحسين (ع) وبسبب تضايق قتلة ابيه من بكائها وملحتها الشديده قام القتلة باحضار رأس ابيها في انيه مخصصة للطعام وكان الرأس مغطى بمنديل ،،، قامت الطفلة برفع المنديل ظنا منها انه طعام لاسكاتها لتجد رأس ابيها تحت المنديل… ترفع الطفلة البريئة ذات الخمس سنوات رأس ابيها بيديها لتصرخ وتشهق بعدها ملتحقة بابيها في ابشع طريقة تعذيب وقتل للأطفال عرفها التأريخ…
تخيل حجم وهول ومقدار الصدمة التي واجهتها هذه الطفلة البريئة وادت الى وفاتها فور رؤية رأس ابيها…السلام عليك ابا عبد الله الحسين (ع)
خَطبَ الإمام الحسين عليه السلام فقال: «يا أيها الناس نافِسوا في المكارم، وسارعوا في المغانم، ولا تَحتَسِبوا بمعروفٍ لم تُعجّلوا، واكسبوا الحَمْدَ بالنُّجح، ولا تَكتسِبوا بالمَطَلِ ذمّاً، فَمَهْما يكُن لأحدٍ عندَ أحدٍ صنيعةٌ لَه رأى أنّه لا يَقوم بِشُكرِها فاللهُ له بمُكافاته، فإنّه أجزلُ عطاءً وأعظمُ أجراً. وَاعْلَموا أنّ حوائج الناس إليكم من نِعمِ الله عليكم فلا تَمُلُّوا النِعَم فَتُحَوِّر نِقماً. واعلموا أنّ المعروف مُكسِبٌ حَمداً، ومُعقِبٌ أجراً، فلو رأيتم المعروفَ رجلاً رأيتموه حسناً يسُرُّ الناظرين، ولو رأيتمُ اللّومَ رأيتموهُ سَمِجاً مُشَوَّهاً تنفرُ منه القلوب، وتَغضُّ دونَه الأبصار. أيها الناس من جادَ سادَ، ومن بَخِل رَذِلَ، وإنّ أجودَ الناس من أعطى من لا يرجو، وإنّ أعفى الناس من عَفى عن قدرةٍ، وإنّ أوصلَ الناس من وَصلَ من قَطَعَه، والأصولُ على مغارِسِها بفروعها تَسموا، فمن تعجَّلَ لأخيه خيراً وجَدَه إذا قَدِم عليه غداً، ومَن أراد الله تبارك وتعالى بالصنيعة إلى أخيه كافأه بها في وقتِ حاجته، وصرف عنه من بلاءِ الدّنيا ما هو أكثر منه، ومن نَفَّسَ كُربَةَ مُؤمِنٍ فَرّج الله عنه كَرْبَ الدنيا والآخرة، ومن أحسنَ أحسن اللهُ إليه، والله يُحبُّ المحسنين»..
معآ لننبش التأريخ لمعرفة الحقيقة المخفية عمداً...
لو عدنا بالتاريخ إلى ما قبل قرن، تحديداً قبل شيوع اليسار عندنا في العراق، وقارنا طريقة تعاطي المجتمع وحتى جزء من المؤسسة الدينية مع نهضة الحسين، نجدها مختلفة بشكل يكاد يكون كليًا عما نراه اليوم، أو عما نراه بعد انتشار الفكر اليساري.
كل العبارات الشائعة عن نهضة الحسين "عدالة، مساواة، حرية .."، هي عبارات أدخلها اليسار العراقي –والعربي عموماً– على حركة دينية بكل تفاصيلها وأهدافها. القارئ للتاريخ يعلم جيداً أن الحسين خرج لاعتقاده بانحراف السلطة عن سكة الدين، و إن واجبه الشرعي هو إعادة السلطة إلى النص الديني. فكل عبارة تخص نهضة الحسين مذكورة في الأدبيات التاريخية، هي تشير حصراً إلى أهداف دينية، بعيدة كل البعد عن الهبد اليساري. نعم، كانت تهدف إلى محو الظلم، لكن هذه أهداف ضمنية من الهدف الرئيسي "العودة إلى الدين”، وبعبارة أدق "محو الظلم وفق الشريعة الإسلامية وليس وفق شريعة كارل ماركس"!
ليس المهم هو نبش التاريخ لمعرفة خفايا وأحداث نهضة الحسين، بقدر أهمية تخليصها من إضافات اليسار، التي زجت بها داخل ميدان السياسة.
هذه الإعادة، من شأنها سحب السلطة السياسية من أيدي المؤسسة السياسية بغطائها الديني المحرف والمزيف والذي يختلف جذريآ عن الدين الذي أراد الحسين عليه السلام أحيائه....
نقطة راس سطر...
گلوله اليزيد حسين ما ماتوالسبعين صارو بالملايين
سمير صبيح
اليوم الخوه نثلمت طاح البيرغ ولعباس
ليلة الوحشة
باتت العائلة المفجوعة ليلة الحاديّة عشرة من المحرّم بحالة لا يستطيع أيّ قلم شرحها ووصفها، ولا يستطيع أيّ مصوّر أن يصوّر جانباً واحداً من جوانب تلك الليلة الرهيبة.
قبل أربع وعشرين ساعة من تلك الليلة باتت العائلة المكرّمة وهي تملك كلّ شيء، وهذه الليلة أظلمت عليها وهي لا تملك شيئاً ؛ رجالها صرعى مرمّلون بدمائهم، وأطفالها مذبحون، والأموال قد نُهبت، والأزر والمقانع سُلبت، والظهور والمتون قد سوّدتها السياط وكعاب الرماح.
ليس لهم طعام حتّى يقدّموه إلى مَنْ تبقّى من الأطفال، ولا تسأل عن المراضع اللواتي جفّ اللبن في صدورهنَّ جوعاً وعطشاً.
واستولت على العائلة وخاصةً الأطفال حالة الفواق، وهي حالة تشنّج تحصل للإنسان حينما يبكي كثيراً، فتتشنّج الرئة، ويخرج النفس متقطّعاً.
يا للفاجعة! يا للمأساة! يا للمصائب! لا غطاء، ولا فراش، ولا ضياء، ولا أثاث، ولا طعام. قد أحدقت السيّدات بالإمام زين العابدين عليه السّلام وهو بقيّة الماضين، وثمال الباقين، وهنَّ يتفكّرنَ بما خبأ لهنَّ الغد من اُولئك السفّاكين.
فالفاجعة لم تنته بعد، والظلم بجميع أنواعه بانتظار آل رسول الله الطيبين الطاهرين، والحوادث المؤلمة سوف تمتدّ إلى غدٍ وما بعد غدٍ، وإلى أيّام وشهور، ممّا لا بالبال ولا بالخاطر. وسوف تبدأ رحلة طويلة مليئة بالآلام والآهات والدموع.
وحكي أنّ السيّدة زينب عليها السّلام تفقّدت العائلة في ساعة من ساعات تلك الليلة، وإذا بالسيّدة الرباب لا توجد مع النساء، فخرجت السيّدة زينب ومعها اُمّ كلثوم، وهما تناديان: يا رباب، يا رباب.
فسمعها رجل كان موكّلاً بحراسة العائلة، فسألها: ماذا تريدين؟
فقالت السيّدة زينب: إنّ امرأةً منّا مفقودة ولا توجد مع النساء.
فقال الرجل: نعم، قبل ساعة رأيت امرأة منكم انحدرت نحو المعركة.
فأقبلت السيّدة زينب حتّى وصلت إلى المعركة، وإذا بها ترى الرباب جالسة عند جسد زوجها الإمام الحسين (عليه السّلام) وهي تبكي عليه بكاءً شديداً وتنوح، وتقول في نياحتها:
وا حسيناً وأينَ منّي حسينٌ ***أقـصدَتْه أسـنّةُ الأدعياءِ
غـادروهُ في كربلاءِ قتيلاً *** لا سقى اللهُ جانبي كربلاءِ
فأخذت السيّدة زينب عليها السّلام بيدها وأرجعتها معها إلى حيث النساء والأطفال.
وقد ورد في بعض الكتب: أنّ السيّدة زينب عليها السّلام لمّا بدأت بجمع العيال والأطفال، لم تجد طفلين منهم، فذهبت تبحث عنهما هنا وهناك، وأخيراً وجدتهما معتنقين نائمين، فلمّا حركتهما فإذا هما قد ماتا من الخوف والعطش.
وفي هذا الجو المتوتّر، والوضع المقرح للفؤاد، يقول الإمام زين العابدين عليه السّلام: فتحت عيني ليلة الحاديّة عشر من المحرّم، وإذا أنا أرى عمّتي زينب تصلّي نافلة الليل وهي جالسة، فقلتُ لها: يا عمّة، أتصلين وأنت جالسة؟.
قالت: نعم يابن أخي، والله إنّ رجلي لا تحملني.
فسلاماً على زين العابدين وعلى زينب الحوراء وعلى عيال الحسين ويتامى كربلاء.
يقول الشيخ ابوتقى الكوفي :
{ حينما كنت طفلاً صغيراً كنت اسمع من أمي وأبي ( رحمهما الله ) يسمون هذا اليوم وبالهجة الدارجة
" يوم الطباگ " وماكنت افهم هذه الكلمة
الا لما كبرت حيث تعني
( يوم الانطباق ) هذه الكلمة تختزل كل المقتل الذي يقرأه الشيخ الشهيد عبد الزهرة الكعبي( رحمه الله ورزقنا شفاعته ) في مثل هذا اليوم .
يوم الانطباق اشارة الى قول العقيلة زينب
( عليها السلام ) :
" ليت السماء
اطبقة على الارض "
ولماذا لاتنطبق
السماء على الارض
وفي مثل هذا اليوم
يجلس الشمر" لعنه الله "
على صدر الحسين
( عليه السلام )
ولماذا لاتنطبق
السماء على الارض
وفي مثل هذا اليوم يقطع رأس الحسين من القفا ويوضع
على رأس الرمح
ولماذا لاتنطبق
السماء على الارض
وفي مثل هذا اليوم
تطأ الخيول صدر الحسين
خزانة الاسرار
ولماذا لا تنطبق السماء على الارض
وفي مثل هذا اليوم
تقطع كفي ابا الفضل العباس الذي قبلها ثلاثة من المعصومين
ولماذا لاتنطبق السماء على الارض
وفي مثل هذا اليوم
يُقطّع اشبه الناس خلقاً وخُلقاًومنطقاً
برسول الله علي الاكبر
بالسيوف إرباً إربا
ولماذا لاتنطبق السماء على الارض
وفي مثل هذا اليوم
يذبح القاسم وعبد الله الرضيع
وال ابي طالب وال عقيل وال هاشم
وأنصار الحسين وتراق دمائهم الزكية على ارض كربلاء
آه آه والف آه عليك يازينب
سيدتي كيف وقفتي في مثل هذا اليوم على التل الزينبي وناديتي
بصوتٍ تتدكدك له الجبال
( يا جدّاه يا رسول الله ، صلّى عليك مليك السما ، هذا حسينك بالعرا ، مرمّلاً بالدما ، مسلوب العمامة والردا ، أخي يا حسين أن كنت حيا فادركنا وان كنت ميتا فامرنا وامرك إلى الله )
فواحدة تحنو عليه تضمه
وأخرى عليه بالرداء تظلل �وأخرى بفيض النحر تصبغ شعرها وأخرى لما قد نالها ليس تعقل�وأخرى على خوف تلوذ بجنبه وأخرى تفديه وأخرى تقبله
..
تحجيم الحدث الثوري الخالد
بممارسات وطقوس زمنية محدودة
بخس لحق معنى الثبات وروح التضحية
الدماء المنسابة لأجل قيم عظمى بثبات
أصحابها مدارس العزة وميراثها المجيد
وليست شلالات انكسار وبكاء !
..