يعاني واحد من كل 10 أطفال من مشكلات بصرية كبيرة بما يكفي للتأثير على التعلم.
أتاح التعليم المنزلي بسبب انتشار وباء كورونا للآباء العديد من الفرص لمراقبة نجاحات أطفالهم ومعاناتهم مع الدراسة. ولاحظ عدد من الآباء الصعوبة التي كان يواجهها أطفالهم، وهم يحاولون التركيز، وهو ما زاد عدد استشارات أطباء العيون لتقييم النظر الوظيفي لدى الطفل.
مع تزايد الإقبال على استشارات متخصصي العيون أعدّت شركة "ريد أليزر" اختبارا يتضمن سلسلة تقييمات أجريت في مركز "سيغت" متعدد التخصصات في فارمنغتون بواشنطن، والتي تقيّم حركات العين عند القراءة، وتساعد في تشخيص مشاكل الرؤية الوظيفية.
تأثير على الأداء
أحيانا يكون علاج مشاكل التعليم المتعلقة بالبصر أمرا بسيطا مثل اختيار النظارات المناسبة ذات العدسات التصحيحية.
ويقدّر الخبراء أن ما يقارب 80% من التعليم الأكاديمي يقدّم بصريا. وتتضمن الرؤية الوظيفية 4 مهارات بصرية ضرورية للتعلم:
التتبع، والتركيز، وتجميع العين، والعلاج البصري.
كما تتجاوز الرؤية الوظيفية المشاكل البسيطة مثل قصر النظر، وطول النظر، والاستجماتيزم، وبدلا من ذلك تتعلق بطريقة عمل العينين معا وإرسال المعلومات المرئية إلى الدماغ للعلاج، وبالتالي إذا تعرضت الرؤية الوظيفية للطفل للخطر، فقد يتأثر أداؤه الأكاديمي.
تقول الطبيبة ميليسا لامبرايت، من ويست هارتفورد وفارمينجتون -وهي عضو في كلية فاحصي البصريات وجمعية إعادة تأهيل البصريات العصبية- لصحيفة "هارتفورد كورانت" Courant الأميركية "يعاني واحد من كل 10 أطفال من مشكلات بصرية كبيرة بما يكفي للتأثير على التعلم".
توضح لامبرايت "حتى الطلاب الأكثر موهبة يكافحون عندما يتعرض نظرهم للخطر".
علاج مشاكل التعليم المتعلقة بالبصر أمر بسيط مثل اختيار النظارات المناسبة .
الفحوصات غير كافية
وبينت لامبرايت أن فحوصات البصر النموذجية في المدرسة، أو في مكتب طبيب الأطفال تختبر فقط رؤية الطفل عن بعد. لكن الطالب يستخدم في الأغلب الرؤية القريبة، الأمر الذي يتطلب تركيزا جيدا للعين والتتبع والعلاج البصري.
وتعني "20/20" أن الطفل يمكنه الرؤية بوضوح على مسافة 20 قدما فقط؛ لكنها لا تؤكد قدرته على التتبع والتركيز.
هذه الوظائف المتعلقة بالحركة ضرورية للعلاج الفعال للمعلومات المرئية، ويمكن أن تؤثر بشكل مباشر على التعلم والتفاعل الاجتماعي والتنسيق البدني والانتباه.
ويمكن تشخيص حالات الأطفال الذين يعانون من مشاكل في الرؤية الوظيفية بشكل خاطئ مثل صعوبات التعلم أو التوحد أو حالات مرضية أخرى.
قبل بدء العلاج مع الأطباء أو المتخصصين في السلوك، يجب على آباء الأطفال المشتبه بإصابتهم بحالات مرتبطة باضطراب نقص الانتباه أن يفهموا أن النظر السليم يؤدي دورا مهما في الانتباه والتعلم، وأن يفكروا في تقييم الرؤية الوظيفية لأطفالهم.
10 علامات
يقدم الخبراء 10 علامات تدل على أن الطفل في أي عمر قد يعاني من مشكلة في الرؤية الوظيفية:
1. يتجنب/يكره القراءة والكتابة والواجبات المنزلية.
2. يطور سلوكيات الفصل الدراسي التخريبية، أو لا يمكنه الجلوس، أو ينتبه لفترات قصيرة.
3. ضعف نتائج الاختبارات على الرغم من معرفة المادة والإجابات.
اعلان
4. يستغرق وقتا أطول من المتوسط لإكمال المهام.
5. يغطي عينا واحدة بيده أو ذراعه.
6. يستخدم إصبعه للتتبع أثناء القراءة.
7. يرتكب أخطاء "إهمال" في العمل، يعكس الحروف أو الأرقام.
8. يؤدي أداء قويا مبكرا في مهمة ما؛ لكنه يكافح لإنهاء المهمة.
9. لديه صعوبة في التنسيق بين اليد والعين (التآزر البصري الحركي) في الأنشطة الأكاديمية والرياضية والبدنية.
10. يجعل مواد القراءة قريبة جدا من العينين.
من علامات المشكلات البصرية لدى الطفل التهرب من القراءة والواجبات المنزلية.
العلاج
تساعد الأنشطة العلاجية على حركة العين السليمة والتركيز، وتساعد معالجة المعلومات المرئية على تصحيح المشاكل البصرية المتعلقة بالتعلم.
عندما يكون الطفل صغيرا، يمكنه تطوير آليات التأقلم التي تسمح له بتحقيق النجاح في الفصل الدراسي؛ لكن مع دخوله المدرسة الإعدادية والثانوية تصبح المناهج الدراسية أكثر صعوبة.
لم تعد مهارات التأقلم هذه تسمح للطلاب بالتعويض، وغالبا ما تصبح مشاكل التعلم المرئي أكثر وضوحا. تقترح لامبرايت لتحديد ما إذا كان طفلك يعاني من مشكلة في البصر تؤثر على التعليم، أن تبحث عن أخصائي بصريات متخصص في تقييم الوظيفة البصرية والعلاج البصري.
يمكن للوالدين بمجرد العثور على أخصائي وتحديد موعد مناسب، جمع معلومات مهمة عن الطفل بما في ذلك نتائج الاختبارات الطبية ذات الصلة، والتقييمات العصبية والنفسية، وتقييمات منسقي القراءة، وتقييمات ونتائج العلاج المهني.
وشاركت لامبرايت قصة عن طفل في الصف الخامس جاء إليها، وهو يكافح من أجل القراءة والأداء الأكاديمي وألعاب القوى. كان أداؤه أقل من مستوى الصف الدراسي للقراءة والرياضيات، وكان يتلقى دعما إضافيا من خلال برنامج التعليم الخاص بالمدرسة. بعد الانتهاء من اختباره الروتيني للحدة وصحة العين، أجرت لامبرايت تقييما وظيفيا وإدراكيا للرؤية.
أكدت هذه الفحوصات أن المريض يعاني من عدم كفاية التقارب، وهي حالة لا تعمل فيها عيناه جيدا معا في مسافة قريبة، مما أدى إلى عدم وضوح الرؤية أو ازدواجها.
بعد 3 أشهر من علاج الرؤية، تغير أداء هذا المريض الشامل بشكل كبير. وفقا لوالدته "إنه في مستوى صفه في القراءة والرياضيات بعد علاج الرؤية، نحن نقدر بشدة حبه الجديد للقراءة. كما ارتفعت ثقته في الرياضة، وهو أكثر سعادة اجتماعيا".