النتائج 1 إلى 3 من 3
الموضوع:

مسلسل Designated survivor .. محاولة لفهم ما يحدث في البيت الأبيض

الزوار من محركات البحث: 4 المشاهدات : 218 الردود: 2
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: May-2014
    الدولة: حيث يقودني قلبي
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 85,734 المواضيع: 20,575
    صوتيات: 4585 سوالف عراقية: 663
    التقييم: 58237
    آخر نشاط: منذ 5 دقيقة
    مقالات المدونة: 1

    مسلسل Designated survivor .. محاولة لفهم ما يحدث في البيت الأبيض




    جرت العادة خلال السنوات الأخيرة أن تحاول هوليوود تقديم أنماط جديدة من القصص عبر الاقتباس الدرامي من الدراما الكورية، والذي صار متكرراً بشكل كبير خلال السنوات الماضية، لكن الملاحظ أن الكثير منها يفشل في تحقيق الكثير من معايير النجاح التي تقدمها الأعمال الكورية، القليل منها كذلك هو ما ينجح في خلق صورة متميزة من حيث الكتابة والأداء والتصوير.

    جاء مسلسل Designated Survivor كواحدة من تلك الاقتباسات الكورية الناجحة، والتي خرجت من قبعة التكرار إلى مسار النجاح الدرامي والتقييمات المتميزة، والتي لم تخل رغم ذلك من العيوب والمشاكل الواضحة، بجانب ذلك فالمسلسل قدم صورة تحمل الكثير من التفصيلية والقرب لما يحدث داخل البيت الأبيض، وكأنك تجلس داخل المكتب البيضاوي متابعاً الكواليس الأمريكية بكافة قراراتها ونتائجها ومخاوفها.

    مسلسل Designated Survivor رئيس بمحض الصدفة !



    كيف تبدأ القصة؟ اللحظات الأولى لن تكون هادئة كما نظن، فهي محملة بالحدث الأهم والأكبر من القصة، حيث وزير الإسكان الأمريكي والذي تلقى لتوه قراراً بالاستبعاد من الحكومة وتوليه منصباً آخر كسفير لواحدة من المنظمات الدولية، وقد تصادف ذلك مع اليوم الذي يلقي فيه الرئيس الأمريكي كلمته أمام الكونجرس، فيقع الاختيار الروتيني الدائم على أحد أعضاء الحكومة ليكون “المرشح المختار” والذي يصبح الرئيس بشكل رسمي لو تعرض الرئيس والكونجرس لسوء ما خلال الخطاب.

    ربما تصيبنا القصة في البداية ببعض الارتباك فذلك العرف السياسي ليس مشهوراً أو متعارف عليه بدرجة كافية، وهي الاحتفاظ بعضو محتمل من الحكومة يمكنه أن يصبح الرئيس إذا ما تعرض رئيس الولايات المتحدة والكونجرس لكارثة تمنعهم من ممارسة مهام الحكم والسلطة التنفيذية والتشريعية، والتي يحصل عليها هذه المرة أضعف وزراء الحكومة وأكثرهم بعداً عن السياسة وأقلهم شهرة بين الجماهير وأسهلهم في الإزاحة السياسية.

    تقع الحادثة بالفعل لتتحول إلى واحدة من أبشع الحوادث التي تضرب الولايات المتحدة وينفجر مبني الكونجرس بالكامل ويسقط كل من بداخله قتيلاً بما فيهم رئيس الولايات المتحدة والكونجرس وكافة أعضاءه.

    من داخل البيت الأبيض

    سيبدو الأمر كما لو أنك داخل البيت الأبيض بالفعل، تتابع عن قرب كافة الإجراءات والقرارات التنفيذية والهرم الوظيفي والألعاب والمكائد السياسية التي تحدث داخل غرف عمليات الحكم في البيت الأبيض، فحتى لو كان المشاهد يسمع للمرة الأولى عن كواليس السياسة هناك، سيستطيع أن يفهم بسهولة كيف تتشكل دوائر الحكم في الولايات المتحدة وكيف يتخذ رئيس الولايات المتحدة قراراته وكيف يتواصل مع رؤساء الحكومات حول العالم.

    يتعمق المسلسل بصورة واضحة داخل كواليس الحكم والسياسة في الولايات المتحدة ويتبعها بكواليس التعامل مع الإعلام والصحافة ومواجهة الأزمات والفضائح والقصص الصحفية التي تخرج من وقت لآخر في مختلف الولايات الأمريكية، وكيف يمكن أن تتسبب في تلك المواجهات في خطوط عداء طويل المدى.

    بدا دور كيفر سثرلاند كما هو معتاد في أعماله الدرامية الكلاسيكية كبطل للحكاية، عبر حبكة متزنة تمتلك ما يكفي ليطول بها المدى على الشاشة، لكنها وفي الوقت نفسه قد لا تخلو من ملل يفرضه طول المسلسل الذي يصل موسمه الأول إلى 21 حلقة على عكس المعتاد من المسلسلات الأمريكية في الآونة الأخيرة.
    استفاض سثرلاند وفريق عمل المسلسل في صراع شديد الوطأة أحياناً ومخطط له بصورة ساذجة أحياناً.

    فالقصة ومنذ بدايتها لم تعط فرصة لبطل الحكاية أن يلتقط أنفاسه فهو يخرج من أزمة لتهاجمه أخرى بكل ضراوة، لكن اللعبة الحقيقبة كانت في سهولة حل بعض الأزمات وصعوبة بعضها وطولها كذلك، بل وامتدادها حتى آخر لحظة من الموسم الأول.

    تتمثل الأزمة الكبرى في العدو الجديد الذي قدمته القصة وهو مجموعات “الأناركييون” الذين يمتلكون أموالاً طائلة وعناصر سرية داخل كتيبة الحكم الأمريكي وترسانة ضخمة من الأسلحة التي مكنتهم من تدمير الكونجرس وجعلهم يسيرون في طريقهم لقلب واشنطن بأسرها رأساً على عقب للسيطرة على الحكم وفرض أجندة جديدة تجعل أمريكا “عظيمة مجدداً”، وللغرابة فبإمكانك أن تسمع أن صراع الرئيس ترامب الأخير والذي اشتعل خلال أحدث مقتل جورج فلويد كان ضد مجموعة مسلحة كبيرة تدعى Antifa وكأن هذه السيناريوهات لا تتوقف في الولايات المتحدة.

    تعرض المسلسل لبعض القضايا الجوهرية والتي تشكل أزمات حقيقة في المجتمع الأمريكي على رأسها حرية تداول السلاح والحصول عليه وكيف يمكن أن يكون ذلك خطراً على المجتمع وفي الوقت نفسه كيف يشكل جزءاً كبيراً من لوبيات الضغط داخل الكونجرس مما يجعل أمر التخلص منه مستحيل تقريباً، كما أنه مرتبط بمفهوم الحرية الشخصية لدى المواطن الأمريكي.

    أزمات خيالية

    يستمر المسلسل طوال أحداثه في تقديم أزمات غاية في الصعوبة ضد توم كيركمان، فقط لكي تستمر القصة مشتعلة بشكل أو بآخر، لكننا وبقليل من التدقيق سيتبين أن جزءاً كبيراً من تلك الكوارث لا يمكن بشكل أو بآخر أن يكون منطقياً في أحلك الظروف، كأن يدخل قاتل مأجور إلى قلب حديقة البيت الأبيض ليطلق الرصاص على مؤتمر الرئاسة وكأن البيت الأبيض مجرد حديقة عامة يقف على بوابتها اثنين من الحرس المدنيين، وغيرها من الأزمات والتي يمكن التيقن من نهايتها بشكل أو بآخر سواء بالانتصار والعثور على حل أو الخروج دون خسائر مع خيار التأجيل.

    أنت تعرف أن توم كيركمان موجود حتى نهاية الموسم الأول وموجود في الموسم الثاني، لذلك وبداخلك شبه يقين من أن الحادثة القادمة ستمر لكن ينقصك فقط التأكد من طريقة الحل.

    ملاك في البيت الأبيض

    يطرح مسلسل Designated Survivor واحدة من المتناقضات الهامة التي تخص عالم السياسة سواء في الولايات المتحدة أو غيرها، وهي التفرقة بين ما هو سياسي غير أخلاقي، وما هو أخلاقي غير سياسي، فالقرارات التي ترفض الأمور غير الأخلاقية قد لا تكون صالحة لتشكل قراراً سياسياً في خضم أزمة، كما أن الكثير من القرارات والتحالفات السياسية يمكن وصفها إجمالاً بالنفعية غير الأخلاقية، لكن المسلسل حين قدمها تعامل معها بمنظور سطحي في بعض الأحيان، من حيث إصرار بطل المسلسل توم كيركمان على الإفصاح عن العديد من الأسرار فقط لأنه لا يرغب في إخفاء شيء عن المجتمع الأمريكي، وكذلك المرات المتعددة التي يقرر فيها التأخر في اتخاذ قرار توجيه ضربة عسكرية ضد فئة معينة فقط لأنه متشكك، وهذا في الحقيقة لا يعد جزءاً من السياسة الأمريكية إذا وضعنا الأمر في مقياس الواقع.

    فمشكلة القصة أنها صحيح استخدمت هذه الطريقة لمط الأحداث في بعض الأحيان وإعطاء فرصة للمحاور المحضرة سلفاً من الظهور في القصة، إلا أنها أيضاً قدمت نموذجاً ملائكياً للسياسة الأمريكية يمكن القول باستحالة وجوده حتى مع أفضل من مروا على التاريخ الأمريكي، وهو ما يقدح في الفكرة بالنسبة للأمريكيين أنفسهم قبل غيرهم.

    واحدة من مشاكل مسلسل Designated Survivor كذلك هي انتماؤه للفئة الكلاسيكية من المسلسلات الأمريكية التي ظهرت على مدار العقدين الماضيين، لكن وبحلة عصر الحلقات العشر، وقد نجح النص نسبياً في ذلك عبر وضع حدث قوي ومثير في الثوان العشر الأخيرة من كل حلقة، مما سيدفعك وبشكل لا إرادي للركض نحو الحلقة التالية، واستمرت تلك الوتيرة حتى الحلقة الأخيرة من الموسم الأول والتي كانت ستدفعك للانتظار وقتاً طويلاً لمعرفة ما سيحدث لكن وبما إن الموسم الثاني متاح للعرض بالفعل فلن تتعرض لتلك المعضلة.

    لذا وفي النهاية مسلسل Designated Survivor يستحق التقييمات المعطاة له من الغالبية العظمى والتي تراوحت ما بين السبعة والثمانية في أفضل الظروف، لكنه وعلى كل حال فرصة جيدة للحصول على جرعة من التسلية مصحوبة بكثير من التثقيف السياسي من داخل القلعة الأكثر تحصيناً وقوة في العالم.






    إسلام كفافي - أراجيك

  2. #2
    Babygirl
    تاريخ التسجيل: September-2013
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 7,336 المواضيع: 422
    صوتيات: 18 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 13625
    مزاجي: Sketching
    آخر نشاط: 24/September/2024
    شكراً

  3. #3
    من أهل الدار
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فـرح مشاهدة المشاركة
    شكراً
    شكرا

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال