حب الوطن من الايمان
اليوم سنسلط المصباح على عتمة ظاهرة عراقية متاصلة وهي انعدام وطنية العراقي
نسبة فقدان الوطنية تتركز عندنا شيعة العراق وهي موجودة في الطائفة الاخرى اكيد
لا اقصد الكل بل اقصد نسبة كبيرة
لنحلل هذه الظاهرة
فالاسباب معروفة وهي وضع العراق المتازم والقلق والمضطرب منذ ما قبل الاسلام الى يومنا هذا
ولان هذه الاضطرابات والازمات كحروب العراق الغير منتهية تفرز دائما او غالبا الانكسار والاستعمار والخسارة والفشل ومجازر تتوارثها الاجيال
فمن اين ياتي الشعور بالوطنية في هذا الجو العابق بالانكسار النفسي الشعبي العام
انظروا تاريخ العراق في مراحل السومريين والاكديين وبابل واشنطن اليوم
كان العراقييون مفعمين بالوطنية بحيث تكثر في لغاتهم وحديثهم لفظة مواطن
كانوا مملوئين فخرا وعزة وهيبة وسطوة فلا انكسار ولا ذل ولا استعمار بل هم المستعمرين للامم الاخرى
وهذه بلاد فارس كان اذا غضب ملوك العراق تنزهوا في ضرب ايران وتخريبها بيومين
وكان هذا ديدن ملوك العراق في كل عصورهم مستعمرين ومحتلين بلاد فارس ومذلين اباطرتها الطامعين منذ القدم بالعراق
لا اعرف السبب الحقيقي لخراب وزوال ممالك العراق القديمة وكيف انهارت وتحولت الى شعوب متشرذمة وكيف حتى لغاتهم القديمة تحولت الى العربية الا بقايا مفردات عند التركمان والايزيدية في الشمال والناصرية والعمارة في الجنوب ---- من كان يعرف شيء من هذا التحول فاليتكرم بافادتنا مشكورا ---
نعم العراق ما بعد شمس حضاراته تحول الى بلد مشرذم مستعمر مشرد منهوب لا دولة فيه ولا قيادة منه
بعد منين تجي الوطنية
وجاء الاسلام وفتح العراق وطرد الفرس
واصبح العراق محافظة من محافظات الحكومة الراشدة اقصد الخلافة
وهنا انتهى العراق كـأمة ودولة لها كيانها المستقل واصبح مجرد امارة
واختار سكانه الولاء لعلي عليه السلام فلبس العراق ثوب التشيع موفقين
فالنفحص الان عن الوطنية هل هي موجودة في ذلك الوقت ام محيت بشعور عام اخر اسمه الولاء للرمز
نعم ولاء موفق اختاره العراقيين المفتقدين للعدل والعطف والرحمة فقد مزقتهم سابقا حروب المستعمرين فرس وروم وبطش الحكام
ولو صبروا مع علي واطاعوه لانتهى شقائهم التاريخي الى الابد ولاصبحوا اسياد العالم ولاعادوا امجادهم
ولكن ماذا تتوقع من شعب كان يبحث في علي عن الدنيا وعزتها وفخرها
وعلي كان يصدر لهم الاخرة ويثقفهم بها ويدعوهم اليها
ففشلوا في احتضان اطروحته مع حبهم لعدله وابوته وعطفه
من هذا المزيج كانت هوية الشيعة العراقية
فطمست الوطنية وحل محلها الولاء للرمز
ومات الرمز مقتولا في محرابه
فبقي العراقيون عشاق رمزهم العطوف الاب المحامي القائد ولم يستسلموا لمناوئهم معاوية فبغضهم له مستمد من بغضهم القديم لمستعمريهم الفرس والروم
معاوية اراد العراق واراد ضمه الى اماراته الراضية بملكه ولكن الولاء وقف حاجزا يمنعه وفشلت محاولات قمعه وفشل من تبعه على ذلك
وفي معمعة ذلك التاريخ الاموي والعباسي لا وجود للوطنية عند العراقيين اذ انهم اصبحو من نسيج المجتمع الاسلامي العام ولا داعي لوجود الوطنية
لكن لماذا يقول الرسول صلى الله عليه واله وصحبه المنتجبين
حب الوطن من الايمان
اعبثا ذلك ام اراد الحب بمعنى الولاء وعدم خيانته
ومن الطبيعي انه يقصد من الوطن البلد الذي تعيش فيه لا مطلق البلاد الاسلامية
فالوطن ما يستطين فيه الشخص
ونخطوا خطوة اخرى فنقول اذن الحديث يريد ترسيخ الولاء للوطن حتى لو خالف الوطن الاسلامي الاخر
فانت تعيش بوطن اسلامي معين وتناقضت مصالح وطنك مع وطن اسلامي اخر فالولاء لوطنك فقط
واوضح من ذلك
انت تعيش بوطن اسلامي شيعي معين وتم استعمار وطنك الشيعي من وطن اسلامي شيعي اخر فالولاء لوطنك فقط هذا ما يقرره الحديث
اما لو فضلت الولاء للوطن المحتل كايران المحتلة لوطنك العراق فانت خالفت حديث نبيك
القضية اشنع واخطر من ذلك
فانت ابدلت الرمز الحقيقي الاصيل علي صلوات الله عليه برمز ايراني طاغوتي
وابدلت الولاء لوطنك بالولاء لوطن ذلك الطاغوت
فذه خيانة لكل فرد من الشعب كما هي خيانة لرمزية علي عليه السلام
قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَىٰ بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ۚ اهْبِطُوا مِصْرًا
اهبطوا ايران