توخيل كان قريبا من تدريب بايرن ميونيخ قبل التحاقه بسان جيرمان.
يقترب المدرب الألماني توماس توخيل من إنجاز تاريخي مع باريس سان جيرمان، حين يواجه بايرن ميونيخ في نهائي دوري أبطال أوروبا، ولكن من توخيل، وهل تعرفون الكثير عن هذا المدرب؟
مجلة "فرانس فوتبول" (France Football) اقتربت من صحفيين ألمان وسألتهم عن توخيل، فحصلت على معلومات مختلفة عن مدرب خطف الأضواء سريعا في الدوري الألماني، قبل أن يقرر مقاطعة الصحافة الألمانية بمجرد وصوله إلى باريس.
"لم يكن يبدو مدرب كرة قدم"، بهذه العبارة بدأ رافائيل هونيغشتاين -الصحفي في مجلة دير شبيغل ومؤلف العديد من الكتب عن كرة القدم الألمانية- حديثه، وذكر أن أول ظهور لتوخيل في الدوري الألماني كان مع نادي ماينز عام 2009، وهو يؤكد أن توخيل فاجأ البعض بأسلوبه الهادئ.
أما هيكو نيديرير مراسل صحيفة بيلد، فوصف توخيل بأنه "كان نوعا جديدا وحديثا من المدربين"، وقال إن المدرب الجديد "كانت له بعض النتائج المدهشة للغاية"، ونجح في الفوز على العملاق بايرن ميونيخ عدة مرات رغم أن ماينز ناد صغير.
اتخذ توخيل عام 2014 قرارا مفاجئا، وابتعد في إجازة لمدة عام، ثم عاد في 2015 لقيادة بوروسيا دورتموند خلفا ليورغن كلوب. يقول أوليفر مولر -وهو أحد متابعي الدوري الألماني لكرة القدم منذ ما يقرب من 30 عاما- لصحيفة "فيلت" (WELT)، "لقد كان موقفا صعبا بالنسبة للنادي وله. كان كلوب مناسبا تماما للفريق وللمدينة والمنطقة بأكملها: شخص صريح للغاية، ودود يظهر وجهه ما يفكر فيه".
ووفقا لمولر، فإن توخيل "يختلف كثيرا عن كلوب وعن العديد من المدربين الآخرين. كان لديه نهج مختلف في التعامل مع الفريق والمشجعين، وكان يتعامل مع كرة القدم بطريقة علمية أقل عاطفية. لم يكن محبوبا مثل كلوب، لكنه في الموسم الأول نال احترام الجماهير".
من جانبه، يؤكد سفين ويسترشولتز -مراسل أخبار بوروسيا في صحيفة بيلد- أن توخيل كان "انطوائيا للغاية" ومدربا تكتيكيا بامتياز، وكان مهووسا بكرة القدم.
بداية النهاية لتجربة توخيل مع دورتموند كانت في 11 أبريل/نيسان 2017، بحسب هونيغشتاين الذي أوضح أن الهجوم الذي استهدف حافلة الفريق قبل مواجهة موناكو في دوري الأبطال، وطريقة تعامل توخيل معه، دفع الناس للحديث مرة أخرى عن كلوب.
وقال هونيغشتاين إن تلك الفترة شهدت تعليقات غريبة من توخيل ومن إدارة الفريق، فبعد أيام قليلة من المباراة، أوضح توخيل أن الفريق قد أُجبِر على اللعب، بينما كانت الإدارة تؤكد على مناقشة الأمر مع المدرب.
وجاءت هذه الحادثة لتضاف إلى سلسة من المآخذ على المدرب. ويقول هايكو أوستندورب الصحفي في موقع "سبورت بازر" (SPORTBUZZER): "لم تكن شخصيته سهلة، هو الشخص الذي أراد تنفيذ أفكاره، لأنه كان واثقا من أنه كان على حق طوال الوقت. لقد كان عدوانيا للغاية، وكان يتجادل مع المدربين والحكام ووسائل الإعلام.. لم تكن الأمور سهلة معه دائما. إنه شخصية معقدة، أخبرني الكثير من اللاعبين أنه لم يكن من السهل فهم ما كان يريدهم أن يفعلوه في البداية".
كان من الممكن أن يكون توخيل هو مدرب بايرن في نهائي الأبطال غدا، لولا الخلاف الذي كان بين أعضاء الإدارة عام 2018، الذين توافقوا لاحقا على تعيين الكرواتي نيكو كوفاتش.
بعد وصوله إلى باريس عام 2018، يقول فيسترشولتز إن توخيل لم يجر مقابلة في ألمانيا، لأنه "أراد أن يُظهر للعالم -وخاصة ألمانيا- أنه المدرب الذي قاد باريس لأول مرة إلى نهائي دوري أبطال أوروبا. إنه لا يهتم بصورته ويعتقد أن نجاحه مع باريس هو علامة أكبر على جودته، وأهم من أي مقابلة".