لغة العقل اللاواعي
إن نجاح الإنسان في أي جانب من جوانب حياته يعتمد بالدرجة الأساس على مدى التفاهم والتناغم بين العقل اللاواعي والعقل الواعي . هذا التفاهم يطلق عليه بالحس البديهي ، ولقد ذكرنا في موضوع كيف تطور حسك البديهي ؟؟ عدة نقاط مهمة في تقوية رابطة التفاهم هذه. ومن بين هذه النقاط المهمة ، هو تدوين الأحلام ، والإصغاء إلى لغة الجسد .والحقيقة فقد وصلتني عدة رسائل يود أصحابها في معرفة تفاصيل أكثر عن هاتين النقطتين المهمتين .الشيء المهم الذي أود أن أشير أليه هو أن علماء الميتافزكل يؤكدون على الإنسان يستخدم فقط 2 ٪ من قدراته العقلية وأن
جزء كبير من قدراته تضيع بسبب انعدام هذا التفاهم .أيضا فأن علماء الميتافزكل يؤكدون على أن العقل اللاواعي يستطيع التعامل مع (2مليون) معلومة في الثانية ، أي أن كل لحظة تعيشها في حياتك وتدركها بحواسك الخمسة ، تتكلم مع صديق
تتفحص شيء ،فأن العقل الواعي لا يدرك إلا النزر اليسير من تفاصيل هذه اللحظة أما بالنسبة للعقل اللاواعي فالأمر مختلف تماما ، فهو يتعامل مع كم هائل مع المعلومات المتعلقة بتفاصيل هذه اللحظة ،وليس هذا فحسب بل هو يقوم بتدوين وتخزين تلك اللحظة في ذاكرته بكل تفاصيلها الدقيقة ، كذلك يستطيع أن يستحضر تلك اللحظة بكل تفاصليها وما رافقها من مشاعر مجددا حتى لو بعد مليون عام .هو يستحضرها ويبرزها إلى العقل الواعي (الوعي ،الإدراك ، الحس) بعدة طرق كلما اقتضت الضرورة ذلك .وبهذا الخصوص فأن شيخ التحليل النفسي سيجموند فرويد يقول (وراء كل هفوة أو عثرة أو زلة لسان دافع لا شعوري)
الأحـــــلام :
هي أيضا رسائل لا شعورية مفبركة لا يمكن للعقل الواعي كسر شفرتها وحل طلاسمها وذلك لأن لغة العقل اللاوعي هي لغة مشاعر وأحاسيس هي لغة منعكسات شرطية الكثير منها تبلور وترسخ في ذهن الفرد في سنوات مبكرة من حياته ،لذلك لا توجد قاعدة ثابته من خلالها نستطيع تفسير الأحلام وذلك لأن رمزية الحلم تختلف من شخص إلى آخر . ولنأخذ على سبيل المثال ، شخصين تربى أحدهما في كنف أمه ، أما ألآخر فقد توفيت أمه في سنوات مبكرة من حياته ،فأن هذين الشخصان يحملان على الدوام مشاعر وأحاسيس مختلفة عندما يتعلق الأمر بالأم مثل هذه المشاعر وهذه الأحاسيس هي التي تترسخ في ذاكرة كل منهما . وينتج عنها صورة ومفهوم إلام . وبالتالي فأن صورة ومفهوم الأم عند أحدهما بالتأكيد ستختلف عن الآخر . والنتيجة فأن رمزية الأم في الحلم ستختلف بينهما أيضا ، فهي للأول قد تكون أشارة إلى الشعور بالأمان ، وللثاني قد تكون أشارة إلى الخوف من المجهول .والحقيقة أنه يكاد كل فرد يحمل في مخيلته صورا رمزية عن الأشياء تختلف عن الفرد الآخر هذه الصور الرمزية نتجت بالدرجة الأساس عن المفاهيم والتصورات والمشاعر التي رافقتها والتي ترسخت في ذاكرة الفرد منذ سنوات حياته المبكرة . لذلك فان الأفضل من محاولة تفسير الأحلام هو تدوينها وقد فصلنا ذلك في موضوع كيف تطور حسك البديهي ؟؟ والحقيقة فأن تدوين الحلم وقراءته أكثر من مرة يقوي من رابطة التفاهم بين العقل الواعي والعقل اللاواعي .وعندما تأتي اللحظة المناسبة التي لها علاقة بالحلم فانك تجد نفسك وبشكل عفوي وتلقائي ، تتحرك باتجاهه أذا كان إيجابيا ، وتنأى بنفسك عنه إذا كان سلبيا ..
الإصغاء إلى لغة الجسد
رسائل العقل اللاواعي كثيرة ومتنوعة ،وأن لغة الجسد ما هي ألا نوع من أنواع هذه الرسائل ، تصور نفسك وأنت تتكلم مع صديق ، أو كنت تسير في طريقك لمقابلة شخص ما ،أو كنت عاكف منذ ساعة أو أكثر على أداء عمل معين ،وفجأة بدأت تشعر بألم في ذراعك أو في خاصرتك ، أو في بطنك ، فأن مثل هذا الألم قد يكون رسالة من العقل اللاواعي قد يكون مفادها هو التوقف عن الحديث مع هذا الصديق ، ، أو قد يكون مفادها هو أن لا تذهب لمقابلة هذا الشخص ، أوقد يكون مفادها هو التوقف عن العمل فورا .
مثال آخر : قد تنتابك رغبة مفاجئة بتناول فاكهة معينة ، أو رغبة في تناول قنينة مشروبات غازية ، قد تكون مثل هذه الرغبة ليست لها علاقة بالفاكهة ولا بقنينة المشروبات الغازية ،بل هي رسالة لا شعورية تحثك في الخروج إلى الشارع وينتج عن ذلك أن تلتقي بشخص قد يغير مجرى حياتك ، صدق أو لا تصدق العقل اللاواعي يعمل بهذه الطريقة . لهذا فأن أحد علماء الميتافزكل يقول ( بأن بإمكان العقل اللاواعي أن يوفر لك فرصة الحصول على مليون دولار . أذا لم تكن متهيئا أو لا تملك الحس البديهي لذلك فأن الفرصة ستضيع ) .