عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ لَفْظِ الْوَحْيِ فِي كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى ؟
فَقَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) :
مِنْهُ وَحْيُ النُّبُوَّةِ ، وَمِنْهُ وَحْيُ الْإِلْهَامِ ، وَمِنْهُ وَحْيُ الْإِشَارَةِ ، وَمِنْهُ وَحْيُ أَمْرٍ ،
وَمِنْهُ وَحْيُ كَذِبٍ ، وَمِنْهُ وَحْيُ تَقْدِيرٍ ، وَمِنْهُ وَحْيُ خَبَرٍ ، وَمِنْهُ وَحْيُ الرِّسَالَةِ .
فَأَمَّا تَفْسِيرُ وَحْيِ النُّبُوَّةِ وَالرِّسَالَةِ ، فَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى : ﴿إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا﴾ .
وَأَمَّا وَحْيُ الْإِلْهَامِ ، فَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ : ﴿وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ﴾ . وَمِثْلُهُ : ﴿وَأَوْحَيْنا إِلَى أُمِّ مُوسى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِ﴾ .
وَأَمَّا وَحْيُ الْإِشَارَةِ ، فَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ : ﴿فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرابِ فَأَوْحى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا﴾ ، أَيْ أَشَارَ إِلَيْهِمْ لِقَوْلِهِ تَعَالَى : ﴿أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزاً﴾ .
وَأَمَّا وَحْيُ التَّقْدِيرِ ، فَقَوْلُهُ تَعَالَى : ﴿وَأَوْحى فِي كُلِّ سَماءٍ أَمْرَها وَقَدَّرَ فِيها أَقْواتَها﴾ .
وَأَمَّا وَحْيُ الْأَمْرِ ، فَقَوْلُهُ سُبْحَانَهُ : ﴿وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي﴾ .
وَأَمَّا وَحْيُ الْكَذِبِ ، فَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَ : ﴿شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا﴾ .
وَأَمَّا وَحْيُ الْخَبَرِ ، فَقَوْلُهُ سُبْحَانَهُ : ﴿وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْراتِ وَإِقامَ الصَّلاةِ وَإِيتاءَ الزَّكاةِ وَكانُوا لَنا عابِدِينَ﴾ .
المصدر : (البحار : ج90, ص16.)