كان يا مكان في سالف العصر والأوان كان هناك فلاح لديه مزرعة صغيرة، وكان لدى هذا الفلاح في مزرعته نعجتان يربيهما مع باقي الحيوانات في المزرعة، كانت إحدى النعجتين ثمينة ومليئة باللحم وصحتها جيدة وكان الصوف يكثوا جسدها وكان صوفها نظيف وكانت هذه النعجة تحصل على مدح كل من يراها مما جعلها نعجة شديدة الغرور.
وعلى الجانب الآخر كانت النعجة الأخرى هزيلة لا يكسوها اللحم وصوفها يكفي كسوة جسدها فقط وكانت لا تتلقي أي مدح من أي أحد بل كانت تسمع كلمات الشفقة من فم كل من يرها.
كانت النعجتان تخرجان كل يوم للرعى وكانت النعجة الثمينة لا تترك فرصة إلا وتحدثت بغرور مع النعجة الهزيلة وقالت لها أنظري إلى جمالى وجمال صوفي أنظري إلى جسدي المليئ باللحم واسمعي الكلمات الجميلة التي يقولها كل من يراني، وانظرى إلى نفسك أيتها المسكينة الضعيفة بفروك الذي يبعث الشفقة في قلب كل من يراكي.
كانت النعجة الهزيلة تسمع تلك الكلمات وتشعر بالحزن والأم في قلبها، وكانت النعجة الثمينة تقول لها تلك الكلمات كل يوم بل كل لحظة تراها فيها وذلك بسبب شدة غرورها، كانت النعجة الهزيلة تحاول أن تاكل فوق طاقتها وتستحم كثيرا بالماء لكي تحصل على جسد ثمين وصوف جميل مثل النعجة الثمينة.
وكانت النعجة الثمينة كلما رأتها ضحكت بشدة وقالت لها لا تحاولى لن تفلحي أبدا بجسدك وفروك المثيريين للشفقة، كانت النعجة النحيفة تنام كل ليلة وهي تبكي بسبب كلام النعجة الثمينة.
وفي صباح احد الأيام جاء رجل ضخم ملابسه ملطخة بالدماء وحول خصره حزام يضع فيه مجموعة من السكاكين، وكان منظر هذا الرجل مقبض لكل الحيوانات، طلب هذا الرجل الضخم من صاحب المزرعة أن يبيع له إحدى نعاجه فأخرج له صاحب المزرعة النعجتين الثمينة والنحيفة، أعجب الرجل الضخم بشدة بالنعجة الثمينة ووافق على شرائها ودفع فيها مبلغا كبيرا لأنه يعلم أنها مليئة باللحم والفرو الذان سيضاعفان له ربحه، دخلت النعجتان الحظيرة إلى أن انتهى الرجلين من البيع فبكت النعجة الثمينة وذهبت للنعجة النحيفة تسألها عن هذا الرجل الضخم، فقالت النعجة النحيفة أن هذا الرجل الضخم هو الجزار وأنه اختارها لكثرة لحمها ولأنها ثمينة وبسبب فروها الكثيف الرائع، بكت النعة الثمين في وقت لا فائدة من البكاء فييه وأخذها الجزار لكي يقوم بذبحها وبيع لحمها وفروها ولم ينفعها غرورها من ملاقات مصيرها.