.
فرانكو
***
ليس ثمة واد للشهداء في “الرملة “
ولا تلة بقبعة صليب كبير
قتلانا تحت هلال نحاسي فقير يمرون
ثم يرقدون في غبار التجاهل
فانتبه
ليس لك من يبعث جمجمة بعطر من دماء
ليسلي أوقاتك في صقيع “الجورنيكا”
وليس في الرملة متسع
لطريق يمر فيه الشهداء إلى مقبرة
يا أصغر الجنرالات
وأكثرهم جمعا للدماء في حصاد الحقول
كيف تكتب اسمك الآن
وكيف تقرأ أسفارا مقطوعة الأصايع
والبصمات خاتم فوق الوادي
ينز من إصبعك دم
فنرى لوركا يحصد القمح مع الصبايا في ترعة عجفاء
وينام مع اللوطي الأخير
ويغري شاعرا بلغة الحموع
نذهب طواعية لنحصد حقلا مفردا
ولم يبق من لوحة الموت
في الجرن المهجور
سوى ثور يجر الأشلاء خارج المذبحة
ويدفع – مغمض العينين – ساقية إلى مائها
فتذهب الأشلاء إلى الغيط
بشرا يحرثون ويغرسون حفاة عراة
إلا من أكفان بلون الحليب
ويرحلون برصاصة غائمة يوم الانتخابات
أو في حصاد قمح أعرج السنابل
ويعود لوركا وعفيفي عودين أخضرين
بلا لوحات مزركشة
وتعود ساقية لخرير مائها
بعدما أدمنت في ظمئك النارى حراثة الجثث
وأنت لا منفى لك
***
صليبنا الوحيد
عند نجار يصنع نعوشا تطير من فرط هشاشتها
في الجنازات الفارغة من الجثث
والصراخ
يرمم أشجارا قبل حتفها
ويصنع قوراب خشبية
ربما تعود ترعة من جفافها
او جثة من بهاء الموت
***
*الرملة : قرية الشاعر
**من مجموعة “جنرال المآته ” قيد الطبع .
محمد حربي
منقوول