كان برنامج CCleaner أحد أشهر برامج تنظيف أجهزة الكمبيوتر، فقد حظي بسمعة وأداء جيد في الأواسط التقنية واُستُخدم من قِبل شريحة كبيرة بجانب البديل والمُنافس الشرس له BleachBit المجاني والمفتوح المصدر، إلى أن عاكست مع الأول الظروف في عام 2017 بعد اختراقه وتعرض أكثر من 2 مليون مُستخدم للخطر مِما أدى إلى تشويه سمعة البرنامج.
لينتشر بعد ذلك الكثير من الشكوك حول CCleaner وكيفية تعامله مع الخصوصية، الأمر الذي دفع المُستخدمين لإيقاف خاصية المُراقبة النشطة في البرنامج على أساس أنها ثغرة البرنامج في التجسس على مُستخدميه، لكن بعد كل هذه السنوات والتغيرات التي طرأت على البرنامج، هل يُمكن إعادة الثقة فيه واستخدامه والتمتع بمزاياه الرائعة الآن؟ هذا ما سيُناقش ضمن هذا المقال.
مُلخص سريع لمشاكل CCleaner السابقة
إن لم تعرف ما الذي حصل من مشاكل مع البرنامج سأقدم لك إيجاز سريع، بدأت مشكلات CCleaner في عام 2017 بعد فترة وجيزة من شراء شركة أفاست - Avast للمطور Piriform، ليتم بعدها اختراق إصدار 32 بت على موقع CCleaner مُضيفًا هذا الاختراق حصان طروادة إلى التنزيل والذي لحسن الحظ اكتشفته الشركة قبل أن ينتشر على نطاق واسع.
في وقت لاحق، قدمت الشركة ميزة المراقبة النشطة - Active Monitoring التي جمعت بيانات مجهولة المصدر حول استخدام البرنامج، والمشكلة في هذه الميزة كانت أنه عند إيقاف تشغيلها تتم إعادة التمكين تلقائياً بعد إعادة التشغيل، الأمر الذي أدى إلى بعض الشكوك لدى المُستخدمين، بالإضافة إلى مشكلة عدم عمل البرنامج في بعض الدول إلا بـ VPN!
في عام 2018، بدأ التطبيق أيضًا بتجاهل رغبة المُستخدمين في تعطيل التحديثات التلقائية، عدا عن الإزعاج المُستمر للنسخة المجانية بالترقية إلى النسخة المدفوعة، إلى أن أدت جميع هذه العوامل بابتعاد شريحة كبيرة من المُستخدمين عن البرنامج لصالح البديل القوي BleachBit أو البحث عن إصدارات قديمة والعمل عليها ريثما يتم حل جميع هذه المشكلات.
إذاً ما حال برنامج CCleaner اليوم؟!
لم يتجاهل مطوري البرنامج جميع العثرات التي تحدثنا عنها، بل عملوا بجد على تخطيها والعودة إلى الاستقرار مع إضافة المزيد من الخواص الفريدة للبرنامج في خطوة منهم لكي يبقى في الصدارة، إذ أن الإصدارات المتاحة في هذا السنة 2020 تُبدو جيدة بما يكفي وخالية من العوائق التي تُفسد تجربة الاستخدام لحد هذه الساعة.
ليتضمن البرنامج في أحدث إصداراته ميزة فحص صحة النظام لديك الـ Health Check والتي تتربع الواجهة الرئيسية للبرنامج والتي تعمل على فحص جهاز الكمبيوتر لديك لإظهار المُشكلات في 4 مجالات رئيسية إلا وهي: الخصوصية، المساحة، السرعة، والأمان، عِلماً أنه لا يُمكن الاستفادة كثيراً من آخر خاصتان إلا في النسخ المدفوعة.
ليعمل البرنامج على تنظيف ملفات تعريف الارتباط وسجل التصفح وملفات الإنترنت المؤقتة من المُتصفحات بما يتعلق في إجراءات الخصوصية، ويقوم بتنظيف سلة المحذوفات والملفات المؤقتة للنظام والبرامج كخطوة لتوفير بعض المساحة، لتعمل خاصية التسريع على تحليل البرامج التي تبدأ مع إقلاع النظام والبحث عن تحديثات جديدة فيما يخص الأمان.
بالإضافة إلى التنظيف المُخصص الذي يرغب فيه المُستخدمين أكثر من خاصية فحص صحة النظام التلقائية التي تعمل على حذف عناصر لا يرغب المُستخدم في حذفها، إذ أنها تُتيح لك تحديد العناصر التي ترغب في التخلص منها
ومن الخيارات الجيدة الموجودة منذ الإصدارات القديمة في البرنامج، خاصية تنظيف سجل الويندوز - Registry، حيث يعمل هذا القسم على حل مشاكل الريجستري التي قد تتراكم مع مرور الوقت من إدخالات معزولة ومُشكلات بسيطة، إلا أن التعامل معه قد يُسبب مشاكل أكثر من حلول لذا يجب الانتباه جيداً، عدا عن عدم وجود أي دليل يُبرهن تسريع الجهاز باستخدام هذه الخاصية.
ولم تكتفي الشركة المطورة للبرنامج بالخواص المطروحة أعلاه بل عملت على إدراج المزيد من الأدوات الثانوية في البرنامج كـ إمكانية إزالة البرامج وتحديث الإصدارات القديمة منها والتعامل مع البرامج التي تعمل مع إقلاع النظام وإضافات المتصفح وقائمة السياق وتحليل القرص وإيجاد الملفات المُكررة واستعادة النظام وغيرها الكثير.
الجوانب السلبية للبرنامج في عام 2020
بعد أن ألقينا نظرة فاحصة للبرنامج وما يتضمنه من مزايا جديدة أعلاه، نوعد أن نخبرك الآن بأن المدير العام لشركة CCleaner قد صرح بأنهم سيتعاملون مع الجرائم الإلكترونية على محمل الجد من الآن وصاعداً، وبالفعل ليس لدينا أي اعتراض لحد اللحظة حول الإصدار الأخير للبرنامج، على الرغم من وجود بعض النقاط غير المرغوب فيها والجديرة بالذكر.
عند تثبيت الإصدار المجاني من CCleaner حثنا أيضًا على تثبيت برامج خارجية كـ أفاست انتي فايروس أو AVG أو متصفح ما، على الرغم من أنها ليست برامج ضارة إلا أنه من غير المُستحسن فرض برامج على المُستخدم بهذا الشكل، وهذا أمر غريب بالفعل حيث أن الكثير من البرامج المجانية توقفت عن تقديم برامج Crapware المُجمعة في السنوات الأخيرة.
كما أن شركة مايكروسوفت تُصنف الآن برنامج CCleaner على أنه PUA (تطبيق غير مرغوب فيه) بسبب هذا السلوك، حيث صرحت الشركة الأمريكية قائلة إن تجميع البرامج من شركات أخرى يمكن أن يؤدي إلى نشاط غير متوقع يمكن أن يؤثر سلبًا على تجارب المستخدم (عأساس مايكروسوفت لا تُحمل نظامها بمثل هذه البرامج! يا للسخرية).
في حين أن مُحدث البرامج هو أحد أفضل ميزات CCleaner Professional إلا أنه ليس مثاليًا، نظرًا لأنه غير مؤتمت بالكامل يجب عليك النقر على التالي في مجموعة من مربعات الحوار لتثبيت التحديثات، ولا يُظهر كافة البرامج الموجودة لديك والتي بحاجة إلى تحديث ربما فقط البرامج التي تدعمها الميزة لحد الآن.
إليك المزيد: 5 حيل لإستخدام برنامج CCleaner بكفاءة وبشكل فعال
خِتاماً، هل يستحق CCleaner الاستخدام؟
من الجدير بالذكر أننا تحدثنا في مقال سابق عن "ما الذي يفعله CCleaner في الجهاز وهل يجب علينا حقاً استخدامه؟" حيث يعمل هذا البرنامج كأداة تجمع كل ما تحدثنا عنه أعلاه لتظيف الجهاز بكبسة زر، فإن كنت مُحترف وتعرف كيف تُنظف جهازك جيداً من الملفات المؤقتة والكاش وغيرها فربما لست بحاجة إلى هذا البرنامج أو غيره.
إذاً فإن استخدام CCleaner يعتمد على احتياجاتك، إذا كانت نادرًا ما تنخفض مساحة القرص لديك وتستخدم متصفحًا واحدًا فقط وتعرف كيفية تنظيفه وإدارته وتحرص على تحديث البرامج يدويًا فلا داعي لاستخدامه حقًا، يمكنك استخدام خيارات تنظيف ويندوز وأدوات الطرف الثالث الأخرى التي تقوم بعمل أفضل في مهام مثل البحث عن الملفات المكررة وتحديث البرامج وغيرها.
على سبيل المثال، تتعامل أداة تنظيف القرص في ويندوز مع الكثير مِما تفعله أدوات تنظيف سي كلينر، ويُحلل برنامج TreeSize القرص بشكل أفضل، ويختص برنامج Patch My PC بتقديم تحديثات أوسع للبرامج، وبعض أدوات CCleaner مثل إزالة البرامج والتحكم ببرامج الإقلاع تقوم فقط بتكرار وظائف ويندوز وبالتالي فهي قليلة الاستخدام.
لكن ضع في اعتبارك أن سي كلينر ليس الأداة الوحيدة لتنظيف جهاز الكمبيوتر، إذ يوجد الكثير من البرامج الأخرى كالبديل القوي والمجاني تماماً BleachBit، وAdvanced SystemCare من شركة Iobit، وغيرها الكثير إن كنت تصر على استخدام أداة مساعدة الكل في واحد لسرعة وسهولة التنظيف فيمكنك اعتماد سي كلينر أو أحد بدائله.