تمثل قيمة آبل السوقية البالغة 2 تريليون دولار دليلًا على نجاح خطة خدمات الرئيس التنفيذي (تيم كوك) في تغيير قصة شركة صناعة هواتف آيفون.
وأصبحت آبل أول شركة أمريكية عامة تكسر حاجز 2 تريليون دولار، كما أصبحت الشركة الأكثر قيمة للتداول العام في العالم، متفوقة على أرامكو السعودية ومايكروسوفت وأمازون.
وارتفعت أسهم آبل بنسبة 60 في المئة تقريبًا منذ بداية العام، ويأتي هذا الإنجاز بعد أكثر من عامين بقليل منذ أن أصبحت قيمة آبل تريليون دولار في شهر أغسطس 2018.
وبدأ المستثمرون برؤية شركة آبل أقرب إلى كونها شركة برمجيات من كونها شركة لصناعة الهواتف.
وعلى مدى الأشهر الأربعة الماضية، كان السوق ينظر إلى شركة آبل باعتبارها شركة برمجيات، حيث تنمو أعمال الخدمات بشكل جيد.
وبدأت آبل بإعادة تركيز انتباه المستثمرين على أعمال الخدمات الخاصة بها في عام 2015، حيث تباطأ نمو مبيعات آيفون لأول مرة.
ويتضمن تعريفها للخدمات الكثير من الأشياء المختلفة مثل: مشتريات (iTunes)، ورسوم متجر التطبيقات، و (Apple Music)، والتراخيص، وضمانات (AppleCare) على الأجهزة، وإيرادات (Apple Pay).
وفي العامين الماضيين، بدأت الشركة بإطلاق خدمات اشتراك جديدة لتعزيز الأعمال، مثل (+Apple News)، وحزمة مجلات رقمية، و (+Apple TV).
وقدمت في العام الماضي بطاقة (Apple Card)، وهي بطاقة ائتمان بالشراكة مع جولدمان ساكس (Goldman Sachs).
ونجحت آبل في تحقيق التكامل الرأسي من خلال مجموعة التكنولوجيا الخاصة بها، بدءًا من الأجهزة، ثم الانتقال الآن إلى البرامج.
وعندما نفكر في آبل، على المدى الطويل، قد لا نركز على ما يركز عليه المحللون الآخرون، وهو مبيعات آيفون ومبيعات الأجهزة، بل يجب التركيز على خدماتها.
وأصدرت شركة آبل في شهر يناير 2016 بيانات مالية جديدة تتعلق بأعمال الخدمات الخاصة بها، وقال كوك: أعتقد أن الأصول التي نمتلكها في هذا المجال ضخمة، وأعتقد أنه من المحتمل أن يكون هذا أمرًا يريده مجتمع الاستثمار ويجب أن يركز عليه أكثر.
وحدد كوك في عام 2017 هدفًا طموحًا لنمو الأعمال، حيث أرادت آبل مضاعفة إيراداتها من الخدمات لعام 2016 بحلول عام 2020، مما سيضع الهدف عند 46 مليار دولار تقريبًا بحلول هذا العام.
وقد حقق هذا الهدف قبل ستة أشهر من الموعد المحدد، إذ أعلنت الشركة في الربع المنتهي في شهر يونيو عن 13.16 مليار دولار في إيرادات الخدمات، وهو ما يمثل نحو 22 في المئة من إجمالي مبيعات الشركة.
ولا تزال أعمال خدمات آبل تمثل نصف حجم أعمال هواتف آيفون، وتستهدف بشكل مباشر قاعدتها الحالية البالغة 1.5 مليار جهاز.