ضد دوستويفسكي..!!
من اول ساعه قرأت فيها اول روايه لدوستويفسكي " الجريمة والعقاب " وانااصبحت اسير هذا الروسي والى يومي هذا...وكلما غصت في بحار " دوستويفسكي" كلما لاحظت او لاحظ الاخرين وجود كمية كبيره من الحزن والتشاؤم عندي.. وهذا الشيء لازلت اخجل من نفسي كلما تذكرته فقبل
ان ابطال رواياته كلهم " مذلون مهانون " يستمتعون بالالم وبالقسوة وبالعذاب الذي يعيشونه...
والحقيقه انه رغم ان " دوستويفسكي " يعتبر اعظم فيلسوف وجودي وروائي الا انهلم يسلم من الانتقاد لاسابقا ولا حاليا...
الروائي " كونديرا " كان لايطيق " دوستويفسكي "ويتهمه بالعيش بعقلية القرون الوسطى وبتغليب المشاعر على العقل... يقول كونديرا : " إن ما أزعجني في أمر ذلك الكاتب المثير للحيرة - دوستويفسكي- هو أجواء رواياته التي يتحوّل فيها كلّ شيء الى مشاعر ثم لا تلبث تلك المشاعر أن ترفع إلي مستوي القيم والحقائق ".
الروائي " فلاديمير نابوكوف " يقول عن دوستويفسكي : " كاتب يتمرّغ في وحلم مغامرات مأساوية تحطّ بالكرامة الإنسانية ".
ويقول عن رواية دستويفسكي " في قبوي " : إن هدف الكاتب من هذه الرواية هوإظهار أن كلّ إنسان هو مجرّد قمامه .. وأنه لن يصبح في أيّ وقت إنسان ما لم يقتنع بالفعل انه قمامه..في هذه الرواية يأخذ دوستويفسكي بطله إلي أدني درجات الانحطاط والحقارة فقط كي يقوده بعد ذلك إلي الإيمان والخلاص".
أما الكاتب " تورجينيف " فقد وصف " دوستويفسكي " بأنه : " أكثر المسيحيين الذين قابلهم في حياته ميلا للشر"...
بعض من انتقدوا كتاباته عابوا عليها افتقارها للجمال..!!.. وكان رد " دوستويفسكي"علي ذلك انه كثيرا ما كان يكتب على عجل أو تحت ضغط الحاجة وأنه كان يفتقر للوقت الكافي لتجويد الكتابة. وقد استغلّت أجيال من النقاد هذا الاعتراف للنيل من الكاتب قائلين أن جميع شخصيات " دوستويفسكي " تتحدث مثل المؤلف....
بعض النقاد يرون في حبكات روايات" دويستوفيسكي" قدرا هائلا من الفوضى .. بينما يجدها آخرون مرعبة وتهدف للتأثير الرخيص على القارئ.. وهناك من الكتّاب من وجدوا تحليلات " دوستويفسكي " السيكولوجية مفرطة وثرثارة وشخصيّاته غير واقعية بل مفتعلة...
وهناك من ذهبوا إلى أن أعمال " دوستويفسكي " تتضمّن عيوب أخلاقية فادحة وفيها تشاؤم وهيستيريا وقدرا غير قليل من الهوس... وأخذ عليه آخرون افتتانه بأشد حالات الإنسان تطرّف... كما عابوا عليه التملّق والنفاق اللذين أظهرهما عندما قدّم المسيحيه الأرثوذكسية في رواياته بصورة وردية...
كما وصفة احد النقاد قائلا : دوستويفسكي كالقنفذ يتناول فنّه قضيّة واحدة وليس كالثعلب يمتلك عدّة كاملة من الألاعيب والحيَل...!!
وهناك من قال عن " دوستويفسكي " انه كان بارع في لعب دور محامي الشيطان ورواياته تتضمّن فلسفات ومنظومات قيم عدائية كما انه يقدّم شخصيّاته السلبية والشريره بتعاطف مساو لتعاطفه مع أبطاله المأساويين...!!
بعد ان كنا انا وصديقي " مهند " نقرء الاعمال الكاملة لدوستويفسكي قال لي " مهند" ذات يوم : مصطفى ...اريد ان اخبرك شيئا...بعد كل قراءاتي لروايات دوستويفسكي اشعر بأني انسان مهان وذليل وغير محترم...حتى لو ان احدهم شتمني لما رددت عليه ..!!