إسألوا الشاحب القمر
واسألوا الدامع الزهر
واسألوا النجم حائرا
واسألوا الشمس في حذر
واسألوا النور باهتا
خائفا ما له مقر
واسألوا النهر واجما
كل موج له عثر
واسألوا الحب بعد ما
فاته القوس والوتر
واسألوا الحسن خاشعا
بعد ما تاه أو أمر
إسألوهم عن الذي
أرعش الروح والحجر
كيف قد غاله الردى
فجأة غادرا وفر
أترى كل ذنبه
أنه شاعر شعر
أنه شع أنسه
في مجالس السمر
أنه نغم الأسى
أنه طارد الضجر
أنه أبدع المنى
مثلما أبدع الصور
أنه داعب الهوى
والهوى كله خطر
أنه أنقذ الورى
من شرور ومن شرر
انه اشكر النهى
وهو من همه سكر
أنه أنضر الربى
حينما صوح الشجر
أنه أنتج الجنى
في دنى النحل والبشر
أنه صاغ شعره
من دموع ومن فكر
أنه زف مطربا
ما تسامى وما ندر
أنه كان طبة
فوق طب ومختبر
أنه عاش دائما
ضاحكا يهزم الكدر
أنه كان شعلة
من ذكاء وكم بهر
لم تفته أصالةٌ
إن يكن فاته الوطر
يا صديقي وكم زها
من وفائي وكم فخر
نعيك المر وقعه
وقع طود إذا انفجر
أيّ ثأر لعاشق
فاته الحب إن ثأر
ليس سخطي ولوعتي
ليس دمعي الذي انهمر
ليس زهدي بحاضري
بعد فقدان ما عبر
ليس سخري بعالم
في غباواته انتصر
ليس هذا وغيره
من حطامي الذي انتثر
من فؤادي الذي هوى
في جحيم من الغير
من تباريح ثورتي
حينما خاطري استعر
بالذي يرجع المنى
واثبات من الحفر
ليتني إيه صاحبي
لم يطل غربتي الحذر
ليتني كنت سابقا
ليتك الخالد الأبر
راثيا أنت لا أنا
حظنا في يد القدر
نحن في عالم به
أسعد الناس من غفر
كلنا دون ذرة
من هباء ون مطر
لم نخيّره وإنما
ندّعي الخبر والخبر
ليس لي غير خمرة
من جراح ومن عبر