لا أذكر أن فتاة استعصت على فى يوم من الأيام، أحب النساء، وهذا ليس عيبا، لذلك تعددت علاقاتى وتنوعت، منذ سنوات عديدة قبل حتى الالتحاق بالجامعة، لكن الدراسة الجامعية كانت فترة ازدهار فى العلاقات.
لا أستطيع تعداد كم واحدة أحببت أو صادقت، أحببت إيناس لأنها شقراء، واستمرت علاقتنا عدة أشهر حتى مللتها، أما إيمان فقد أعجبنى فيها أنها ستايل مختلف، بنت ناس هكذا تبدو من الوهلة الأولى، لكن حب بنات الناس صعب ومتعب، لأنها تريدك أن تذهب للبيت وتجعل الارتباط رسميا من اللحظة الأولى.
منار تجربة مختلفة تفيض أنوثة، لكننى لم أحتمل نظرات الآخرين إليها وهى معى فتركتها، أما علا فهى التى بدأت العلاقة، وهى مستعدة لعمل أى شىء من أجلى، لكننى مللت هذا النوع من الحب، الذى يعتمد على طرف واحد مستعد لتقبل أى شىء حتى الخيانة.. أسماء أخرى متنوعة.. وكل واحدة لها تجربتها معى التى انتهت لأسباب مختلفة.
خلاصته تجربتى تختلف عن تجربتك، أنت تفتقدين الخبرة العاطفية، لكنها متوافرة لدى بجميع أشكالها وألوانها، لكن بعد كل هذه السنوات لا أزال مثلك كما البيت الوقف، لم تكتمل أية علاقة، ولم أفلح حتى فى الزواج وتكوين أسرة.
دائما أسأل نفسى سؤالاً واحداً: هل لأننى كنت دنجوان أجد صعوبة فى اختيار شريكة الحياة المستقبلية، أم أنه انتقام نسوى مما عملته فيهن؟
أعترف بأننى لم أكن جادا فى السابق، ولم آخذ أى تجربة على محمل الجد، كنت أستمتع بالتنقل بين فتاة وأخرى، وامرأة وأخرى، لأن كل واحدة لها مذاق مختلف، النساء كما الحياة لا تتكرر أو تتشابه، ومع كل تجربة جديدة يكون للحياة شكل وطعم مختلف.. لكن هذا الطعم سرعان ما يفقد جماله، لا أعرف هل العيب فىَّ أم فى النساء!
وبعد طول عناء قررت الاستسلام لجارتنا فهى متخصصة فى توفيق رأسين فى الحلال، أستاذة فى زواج الصالونات، لديها عشرات الصور، هذه بيضاء.. وهذه سمراء، واحدة طويلة ورشيقة وأخرى ممتلئة بقدر قليل لكنها تشع أنوثة.. أما هذه فهى موظفة فى شركة أجنبية تتقاضى آلاف الدولارات شهريا، بينما تلك مستعدة لترك العمل والجلوس فى البيت من أجل الزواج.
لعدة أشهر وأنا أجلس مع جارتنا أحدق فى الصور.. أحاول تخيل ما ستكونه صاحبة الصورة.. لكننى لا أعرف لماذا كلما نظرت إلى صورة إحداهن شعرت أنى أعرفها من قبل.. ليست بالطبع هى نفسها، لكن شبيهتها فى الملامح والطباع.
انتهيت إلى أن كل النساء لسن مختلفات كما كنت أظن، بل مجموعة أنماط وصفات، وقد عرفت كل هذه النوعيات.. فماذا يفعل دنجوان مثلى قرر التقاعد والتنازل عن هواية حب النساء!
(محمد حمدي)