،،،،
《 غاز الاعصاب _ Nerve gas 》
بعد أن كانت عبارة عن مبيدات تخدم البشرية، تحولت عوامل الأعصاب إلى أداة قتل وحشية تفتك بالبشر، فهي مواد كيميائية شديدة السمّية غالبًا تكون عديمة اللون والرائحة، فتمنع الجهاز العصبي من العمل بشكل صحيح وفي الغالب تؤدي إلى الموت، لكن كيف تعمل وما أشهرها وكيف نتصرف في حال تعرضنا لها؟ وما هو غاز الاعصاب من بينها تحديدًا!؟.
●آلية عمل غاز الاعصاب
يقوم هذا الغاز بتعطيل مهمة الأعصاب في نقل السيالات العصبيّة إلى العضلات، والذي قد يؤدي إلى شلل العضلات أو حتى فقدان العديد من وظائف الجسم، وسيعمل تأثيره في غضون ثوانٍ أو دقائق إذا تم استنشاقه، وبشكل أبطأ إذا كان التسمم عن طريق الجلد، ويؤدي التسمم بهذا الغاز إلى ظهور أعراض أولية تحدث بعد ثوان من التسمم مثل اتساع البياض (المقلة) في العين وتقلص الحدقة، وفي حالات أسوأ، يدخل المصاب في غيبوبة وقد يفارق الحياة.
يمكننا أن نشبه هذا بحال الحشرة عندما يرش عليها طارد حشرات، فإنها تستلقي على ظهرها وتنفض أرجلها، ومن ثم تموت.
يمكن امتصاص غاز الاعصاب ليس فقط من خلال الاستنشاق، بل و ملامسة الجلد كذلك، ومثال على ذلك عندما كان النازيون يبنون أول مصنع لغاز الأعصاب، مات بعض من العمال الذين يرتدون بدلات واقية، لأن الغاز قد اجتاز ثقوبًا كانت موجودة في بدلاتهم، وعلى عكس السموم التقليدية، أنت لست بحاجة الى إضافة غاز الاعصاب إلى الطعام والشراب لتكون فعالة ومؤثّرة، ذلك أنّها سوائل متطايرة عديمة اللون باستثناء غاز VX؛ الذي يقال أنه يشبه زيت المحركات.
يكمن تأثير غاز الاعصاب الكيميائي في تعطيل عمل الجهاز العصبيّ المركزيّ، إذ يستخدم الجسم البشري الناقل العصبيّ الاستيل كولين (Acetylcholine) لتناقل الإشارات بين الخلايا، والذي يحرّض نبضة كهربائيّة لدى وروده الخليّة. يتوجّب على الجسم التخلّص المستمرّ من جزيئات هذا الناقل عن مستقبلاته، وإلّا فإنّ تراكمها سيؤدّي لنتائج ضارّة، ومن أجل ذلك، يُستعمل انزيم استيل كولين استراز (Acetylcholinesterase)، وإنّ ما يقوم به غاز الاعصاب هو منع ذلك الأنزيم من أداء مهمّته.
●استخدام غاز الاعصاب كسلاح
لا يعتقد أن غاز الأعصاب قد استُخدم لأغراض عسكريّة قبل الثمانينات، حيث لوحظ استخدامه خلال الحرب الإيرانية العراقية، مما أسفر عن عدد كبير من الضحايا وذلك في آذار عام 1988، ولاحقًا في 20 آذار من عام 1995، استخدم غاز السارين مرة أخرى من قبل جماعة أوم شنريكيو في مترو أنفاق في طوكيو، ولحسن الحظ لم يكن السارين المستخدم نقيًا، وإلا لكانت قائمة الضحايا أكثر بكثير، حيث أدت العملية إلى مقتل 13 شخصًا وتأثر عدة آلاف بفعل الغاز.
غازات الأعصاب خمسة وهي التابون والسارين والسومان و في إكس و جي إف، لكن غاز السارين هو أول ما بتبادر إلى أذهاننا عند ذكر غاز الاعصاب أبدًا، لذلك سنتناوله في هذا المقال ونتوسع في تفاصيله.
●غاز السارين
السارين (Sarin) ذو الصيغة الكيميائيّة C4H10FO2P، هو مادة كيميائية من صنع الإنسان، وهو سائل ليس له طعم أو رائحة أو لون وله اسم آخرهو GB، وعندما يتبخر، يتحول إلى غاز أثقل من الهواء، لذلك فإنه ينتشر في الأجزاء المنخفضة من المكان.
●أعراض التعرض للسارين
تعتمد الأعراض على حسب الجرعة، فعلى سبيل المثال قد يؤدي استنشاق جرعة منخفضة للغاية من السارين إلى سيلان الأنف فقط، ولكن جرعة أعلى قليلا قد تسبب العجز والموت، وتظهر الأعراض خلال دقائق إلى ساعات بعد التعرض للغاز وتشمل:
- أعراض أولية:
- سيلان الأنف.
- تشوش الرؤية.
- التعرق.
- تشنج العضلات.
- أعراض متقدمة: سببها التعرض الطويل للغاز، وتشمل:
- ضيق الصدر.
- الصداع.
- الغثيان والقيء.
- تشنجات في أنحاء الجسم.
- التغوط والتبول اللاإرادي.
- الغيبوبة.
- الاختناق.
●ماذا تفعل إذا تعرضت للسارين؟
- أول خطوة بعد التعرض لغاز السارين هي المسارعة إلى ترك المكان الذي تم فيه إطلاق غاز السارين، والتوجه إلى الخارج أي إلى الهواء النقي، وهذه الخطوة فعالة للغاية في الحد من احتمال الوفاة بفعل غاز السارين، أو أي نوع من غاز الاعصاب سواه.
- في حال كان إطلاق الغاز في مكان مفتوح ولا يمكنك تغيير مكانك إلى الهواء النقي، فعليك التوجه إلى أعلى منطقة موجودة في المكان؛ لأن السارين كما ذكرنا سابقًا أثقل من الهواء، ولذلك فهو يتركز في المناطق المنخفضة من المكان.
- الخطوة الثالثة هي نزع الملابس بسرعة، ومن ثم وضعها في كيس بلاستيكي وإغلاق الكيس البلاستيكي الأول في واحد آخر، وذلك حرصًا على عدم تسرب أي مواد كيميائية، وليس عليك التعامل مع هذه الأكياس بأي شكل من الأشكال، فقط أخبر عنها موظفي الطوارئ فور وصولهم، وفي حال كنت تساعد الآخرين في نزع ملابسهم، فانزعها بأسرع ما يمكن وحاول تجنب المناطق المصابة بالغاز.
- الخطوة الأهم وهي غسل الجسم من أي آثار للسارين السائل، وذلك بالماء والصابون، حيث سيخلصك الصابون من أي مواد كيميائية عالقة على الجسم، والأهم بعدها شطف العينين بالماء العادي لمدة تتراوح بين 10 و 15 دقيقة في حال الشعور بحرقان أو تشوش في الرؤية، أما في حال تم ابتلاع السارين فمن الخطأ محاولة التقيؤ أو شرب السوائل.
- أخيرًا، بالتأكيد اتصل بالطوارئ واطلب العناية الطبية.
،،،،