.
لاماسو : الثورُ المجنَّحُ الأشوريُّ
الصخرةُ الأولى:
يا ربّ ،
كيفَ تستطيعُ صخرةٌ واحدةٌ فقط أن تكونَ دالّةً على قبرٍ جماعيٍّ ؟!
ومن هذا الباردُ اللامبالي الذي كتبَ عليها: هنا يرقدُ بسلامٍ قبرٌ جماعيٌّ ؟!
يا ربّ ،
لو وضعْنا على قبورِ العراقيّينَ صخوراً لنفدَتْ صخورُ الأرضِ ،
يا ربّ ،
كلُّ صخورِ الكونِ لا تليقُ بقبورِ الشهداءِ ولو كانت ذهباً ،
يا ربّ ،
أنا سأنزحُ فكيفَ أرزمُ قبرَ حبيبتي في حقيبتي ؟!
يا ربّ ،
للمرأةِ الموصليّةِ معجزةُ الأنبياءِ ،
تحيي بدمعتِها من تشاءُ ،
يا ربّ ،
اكتبْ على صخرةِ قبري: وُلِدَ يومَ راودتِ القصيدةُ قتيلَها ،
يا ربّ ،
اجعلْ صخرةَ قبري عندَ موضِعِ رأسي وسادةً من حريرٍ ،
يا ربّ ،
لا قبرَ لمنارتِنا ،
لا قبرَ لمنارتِنا ،
*
الصخرةُ الثانيةُ:
بأناملِ صانعِ الفخّارِ شكّلَ الهواءُ صخورَ نينوى ،
من ماءِ الصحوِ مُلْتاثاً بطينةِ الربيعِ ،
فمنها الصخرةُ المدلّلةُ الملساءُ ،
تأبى أن تكونَ مَقْعَداً لعاشقينِ فتُزحلِقُهما ،
ومنها الصخرةُ الخشنةُ الصلداءُ ،
تسيِّرُ جيشاً من الوردِ ضدَّ الشوكِ ،
ومنها الصخرةُ الجوفاءُ ،
لإيواءِ بيوضِ حَيَوانٍ بريٍّ ،
ومنها الصخرةُ العلياءُ في السَّفْحِ ،
هيَ مَدْرَجُ مطارِ الصقورِ ،
ومنها صخرةٌ في الصحراءِ تغارُ من صخرةٍ في الماءِ ،
ومن الصخورِ نساءٌ مَوْصِلِيَّاتٌ يتفجَّرُ منهنَّ الصَّبْرُ ،
*
الصخرةُ الثالثةُ:
صخورٌعراقيّةٌ أبديّةُ العزاءِ ،
مُذْ ألصقَت النساءُ عليها صورَ أبنائِهنّ المفقودينَ ،
*
الصخرةُ الرابعةُ:
ناياتُ الرعاةِ تستحثُّ غبارَ الطلعِ ،
غبارُ الطلعِ يعلَقُ بأخاديدِ النسيمِ ،
أخاديدُ النسيمِ تنثُّ غبارَ الطلعِ ،
هكذا تتزواجُ صخورُ نينوى ،
*
الصخرةُ الخامسةُ:
كلُّهم قالوا: إنّ المرأةَ التي اخترْتَها صخرةٌ لن تلينَ ،
بعدَ كذا من السنينَ ،
كلُّهم زارُوني ليشاهدوا ويستافوا مُتْحَفَ الزهورِ ،
الذي أنبَتَتْهُ يدايَ في شقوقِ تلكَ الصخرةِ ،
*
الصخرةُ السادسةُ:
كانت صخورُ الجاهليّةِ تمسي جائعةً ،
لحينِ أن يَقْدَحَها حاتِم الطائيُّ ،
فالنارُ غذاءُ الصخورِ ،
منقوول