هو المُصطَلَح الذي وَضعَه قومٌ من اللسانيينَ يجمعهُم بَلَد واحدٌ ومشروعٌ واحدٌ، وإذا خرجتَ من دائرتهم إلى باقي أقطارِ الدّنيا أنكَرَ الناسُ ذلك المُصطلَح لأنّه يخص الواضعينَ، فانتشَرَت ظاهرَةُ المُصطلَح اللّسانيّ القُطريّ، وعَمّ الإغماضُ وانتشرَ التّغريبُ وسُمّيَ هذا الضّربُ من التّوافُق الاصطلاحيّ الضّيّق عِلماً وتقدُّما في البَحث العلميّ وابْتكاراً للمُصطَلَحاتِ الجَديدةِ وتَطويراً للسانيات وتنميةً للغة العَربيّة.
وأفضى تكاثُر المُصطلحات القُطريّة -أو الإبْداعِ الاصطلاحيّ المَزْعوم- إلى أزمة تمزُّق الوحدَة العلميّة والثّقافيّة والفكريّة، وأفْضى أيضاً إلى تضخّم المُصطلحات غير القياسيّة، وانقَلَب تعليل المُصطلَح القُطريّ إلى أزمة تضخّم الذّات اللّسانيّة العربيّة في بعض الأقطار
وإذا اعترضْتَ على مُجتَمَعِ المُصطلح القُطْريّ الضّيّقِ تَشاكَوْا وتَباكَوْا وادَّعوْا غُربَةَ العالِم في بلدِه وعُقرِ دارِه. وهلْ يُبدعُ مَن يَجهلُ القياسَ والاشتقاقَ ومَسالكَ التّوليد والعلمَ باستخراجِ المَفاهيمِ من صُلبِ الأصالةِ والحَداثَة ؟