بسم الله لرحمن الرحيم
التوعية الصحية
أولاً : الصحة العامة :
يعبر
بالصحة العامة عن جميع مايهدف إلى الإرتقاء بصحة الأفراد والمجتمع ، وذلك
عن طريق الوقاية من الأمراض ، ورفع المستوى الصحي ، وتقديم رعاية صحية
كاملة ، وقد وضعت لجنة من المتخصصين في مجال العلوم الصحية بمنظمة الصحة
العالمية التابعة للأمم المتحدة تعريفاً للصحة العامة يتلخص في أنها :
العلم
والثقافة الهادفان إلى رفع المستوى الصحي لدى الأفراد عن طريق مكافحة
الأمراض ، والكشف عنها بالتشخيص المبكر ، والتعرف على طرق الوقاية منها
وعلاجها ، بالإضافة إلى التوعية بمبادئ الصحة الشخصية ، وتقديم الرعاية
الصحية وتنظيم الخدمات الصحية بهدف الإرتقاء بالمستوى الصحي والمعيشي
أيضاً ، لما لذلك كله من آثار إيجابية على سلامة الأفراد حتى ينالوا
حقوقهم الطبيعية من الصحة الكاملة .
ومن الواضح أن العنصر البيئي في
الصحة العامة له تأثيره المباشر على الفرد حيث توجد علاقة تبادلية بينهما
فيؤثر كل منهما في الآخر ويتأثر به ، ومن هنا برزت أهمية العناية بالبيئة
والمحافظة عليها من الملوثات ، لأجل الإرتقاء بالمستوى الصحي للأفراد ،
مما جعل الصحة العامة أكثر شمولاً .
ثانياً : مفهوم التثقيف الصحي :
كان
مفهوم التثقيف الصحي في بادئ الأمر يعنى بنقل المعلومات الصحية وإرشاد
المرضى بكيفية تناول الدواء والامتناع عن بعض المحظورات التي قد تعرضهم
للخطر ، وذلك بهدف تخفيف الآلام وتحسين الحالة الصحية بمنع حدوث مضاعفات
، فكان التثقيف الصحي يلتزم بقيم مستمدة مباشرة من الطب العلاجي والوقائي
بما يتضمنه من أهداف نمطية ومعايير محددة .
ولكن مع تطور نمط الحياة
في المراحل اللاحقة حدث تغيير في المفهوم السابق للتثقيف الصحي فأصبح
أكثر شمولاً وعمقاً ليواكب الرقي والتقدم الذي اتسم به هذا العصر ، فأصبح
يضم الإرشادات والتوجيهات التي تلقى من خلال وسائل الإعلام المقروءة
كالمنشورات والكتيبات ، وأيضاً المرئية كالأفلام ، والسمعية كالمحاضرات
والندوات .
وأفضل تعريف للتثقيف الصحي هو :
عبارة
عن عملية ترجمة للمعلومات والحقائق الصحية وتحويلها إلى أنماط سلوكية
صحيحة على مستوى الفرد والمجتمع ، وذلك باستخدام أساليب التربية الحديثة
للنهوض بالمستوى الصحي والإجتماعي لكافة أفراد المجتمع .
ثالثاً: تنمية الوعي الصحي لدى أفراد المجتمع :
لا
شك أن التعليم هو أساس الوعي الثقافي بشكل عام ، فالشخص المتعلم هو ذلك
الشخص القادر على إدراك الوعي وبالتالي يستطيع أن يعي ماينفعه فيستفيد
منه وما يسبب له الضرر فيبتعد عنه ، لذلك اهتم بنشر التعليم منذ الصغر
اهتماما ً كبيراً ووضعت له الخطط وسنت له القوانين ورصدت له الأموال
ضماناً لوصول الخدمات التعليمية إلى كافة فئات المجتمع واعتبار التعليم
حقاً من حقوقها لا يحوزالتفريط فيه واعتباره مثل الماء والهواء .
وإذا
تناولنا مجال التوعية والتثقيف الصحي لوجدنا أن هناك جهات مختلفة تقوم
بتبصير أفراد المجتمع وتنمية الإدراك لديهم بذلك الشأن ، فالمدرسة والنزل
ومراكز الرعاية الصحية والمستشفيات الخاصة والعامة والإدارات المعنية
بالهيئات الحكومية ، بالإضافة إلى كافة وسائل الإعلام المرئية والمقروءة
والمسموعة تؤدي دوراً فعالاً في نشر الوعي والثقافة بصفة عامة .
ومن هنا أصبح لبرامج التثقيف الصحي أهداف أساسية نذكر منها :
أ ـ العمل على تغيير السلوكيات والعادات الغير صحية إلى سلوكيات صحية .
ب ـ التعريف بالأدوار الفعالة والمفيدة التي تقوم بها المؤسسات الصحية .
ج ـ العمل على تغيير المفاهيم الغير صحية لدى الأفراد ومساعدتهم على إدراك المفهوم الحديث للصحة .
د ـ الحرص على جعل المحافظة على الصحة والتمتع بها غاية وهدفاً يسعى الجميع إلى تحقيقه .
هـ
ـ تشجيع الأفراد واشتراكهم في تنمية وتطوير الخدمات الصحية ليس فقط بأخذ
آرائهم والإستماع إلى مقترحاتهم ، ولكن أيضاً بالمساهمة الإيجابية في
تفعيل دور الوحدات الصحية وتحسين مستوى الأداء فيها .
و ـ الرقي بالمستوى الصحي لدى أفراد المجتمع حتى يتمتعوا بصحة جيدة .
رابعاً : الوعي الصحي في القرآن والسنة :
احتوت
التعاليم الإسلامية الكثير من المبادئ التي تحث الفرد على العناية بصحته
الشخصية بالبيئة التي يحيا فيها ، مع اعتبار مفهوم الوقاية والطب الوقائي
واحداً من أهم مقومات الصحة العامة .
وإذا تتبعنا كتاب الله الكريم
والسنة المطهرة لوجدنا الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية
تتناول موضوع الرعاية الصحية للفرد والبيئة ، ومن ذلك قول الله تعالى :
( يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالاً طيباً ) البقرة
ويقول :
( يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس ) النحل
فقد أحل الله تعالى مافيه نفع وصحة وسلامة ، وحرم مافيه ضرر على صحة الأفراد عملاً بقول الرسول صلى الله عليه واله وسلم :
( لاضرر ولا ضرار ) .
خامساً : الطب العلاجي والطب الوقائي :
أ ـ الطب العلاجي :
هو
العلم والثقافة الهادفان إلى علاج المريض وإخراجه من الحالة المرضية التي
يشكو منها لحالته العادية الطبيعية ، وذلك عن طريق التشخيص وتقرير العلاج
المناسب للحالة وصولاً إلى الهدف الأسمى وهو تخفيف الآلام وإنهاء الأعراض
المرضية أو بمعنى أشمل تحقيق الشفاء التام له بإذن الله تعالى .
ويلزم
للوصول إلى هذه الغاية وهي الشفاء عرض الحالة على الطبيب المختص وذلك
لإجراء الفحوصات الازمة لتشخيصها وتقرير العلاج الازم لها ، ويجري تقييم
الحالة والتعامل معها بصورة منفردة وفق ظروفها الخاصة .
ب ـ الطب الوقائي :
يهدف
الطب الوقائي إلى منع حدوث الأمراض ، وفق إجراءات وترتيبات خاصة تبدأ
أساساً بعدم التعرض لمصادر العدوى ، والابتعاد عن الأماكن الملوثة ، ويعد
التثقيف والوعي الصحي وتنمية الإدراك الثقافي من العناصر الأساسية
للوقاية من الأمراض .
دمتم في صحة