كان زمن قاسي ايام اللعين صدام .لاأعرف كيف اشعر بعراقيتي حين ماأرى الفاسد والدوني بالقمة .
والطيب المؤمن بالحضيض .
حينما أرى العربي في بلدي سيّد وانا العراقي اكاد اكون له تابع .
كانت طفولة قاسية مرتبكة مهزوزه .
كنّا صغار نحب العيد ونخاف من مغامراته .من حيث الذي لاله معارف بالبعث الحاكم على العراق يجب ان يكون مشيته جنب الحيطة
واولاد الرعاع هم وحدهم فوق الحيطة .؟
لااعرف كيف انقلب حبي الى عاشور وفاق حب انتظاره اكثر من انتظار العيد .
احياناً افكر واقول يمكن لأن فيه . ممنوعات كثيرة وكل ممنوع مرغوب .
اولأني جبلت على الفطرة بحب ال البيت ع انا لاادري بالضبط فالتفكير متموج متفاوت بين الحين والحين .
لأني اعيش ضمن عائلة. لاهم .لها سوى التواصل بمناسبات ال البيت ع كذلك البيئة التي اعيش بها بنفس المقدار من الاهتمام .
وهذا التفكير اللعين انولد بعد ماسقط اللعين وزالت الغمة عن الامة .
من حيث اختلف عاشور .بعد السقوط .
كان المشي الى كربلاء بالسر ولاكل واحد يستطيع ذلك .
.وكانت المجالس مقيده ولايستطيع الموالي أذا أراد أن يقيم عزاء (قراية ع الحسين ع)
الا ان يمر بمقر حزب البعث وعليه ان يذكر اسم القارء ويتعهد
بأن القارء لايدخل بصلب الحقيقة .؟
حقيقة هدف الامام ع وهوتصليح دين جده. ..لأن في عصر صدام يعتبر اكبر فساد الى تفليش دين جده .
وحتى بعضهم أضطّر ان يجعل اللعين يزيد له شأن ضروري بتاريخ العرب وبعضهم جعل معاوية انساني ومؤمن صالح وكان موقفه ضد الامام علي ع مجرد توازن واصلاح
للدين المحمدي .
ترهات كانت وللاسف لم تمر سلامات بل تركت لوثة . وتلك اللوثة اصابتني انا فصرت اتململ من عاشور بعد السقوط لاغفر الله لك يا صدام .
.........
في يوم من الايام جاء اخي الاكبر رحمه الله .مجاز من الجيش كانت الساعة العاشرة صباحا .وكنت واضع سماعة على عتبة الباب من الاعلى ومتوجهه الى الشارع وكنت رافع الصوت للاخير .
واتذكر كان يصدح فيها صوت المرحوم حمزة الزغير .
وكنت جالس على عتبة الباب من جهة الشارع .؟
.عندما وصل اخي واول ماسمعها وقف لحظة وكأني رأيت عيونه اغرورقة بالدمع لانه .كان من المعاصرين الى حمزه الزغير رحمه الله .
وعندما دخل البيت وبعد السلام والمرحبه .
فقال لي .كيف واضع السماعة على جهة الشارع وبصوت عالي . قلت له وشنو يعني وليش .ولماذا .
فقال لي هل تسائلت من شرطة الامن اوالمكافحة اوالمنظمة البعثية .فقلت له لا.
قال لي اذا ارفعها والغيها نهائياً .
تعجبت لقراره واصراره .ولكنه شرح لي الوضع واقنعني .
بأن الناس يتهمونا نحن من المنافقين للنظام .على اعتبار من يعلن بأي شيء ايام عاشور وينصر الامام ع على مايعتقد .؟
والحكومة لم تمر عليه اوتمنعه فأنه مسنود وموصى من قبل النظام الفاسد .
فارفعها حتى لانتهم من قبل الجيران .وبالفعل رفعتها على مضض .؟
................
سياسة صدام .مع الشعب .وخاصتا المذهب المعاكس له أو الحزب المعارض له.؟
يترك عينه .أي مثل للاخرين وهذا المثل يريد منه حجّه على من يقول صدام ظالم
مثلا في كل منطقة من الجنوب .شيسوّي .
يترك مجلس واحد بسيط بدون ان يمر ابو المنظمة او الامن عليه ليحاسبه أو يقول له .
استمر بمجالسك الحسينية . مقابل تكون عامل لنا اي ناقل اخبار الحاضرين .
كذلك يتركون احد الشخصيات التعبانه بالمنطقة من اللذين يشتمون صدام بالعلن
الغرض من ذلك .
فأذا قال أحداً ان صدام يعدم كل من تكلم عليه بسوء يعدمه .
يقولون له لا انت كاذب .موذاك فلان يسب ويشتم .وماكو واحد حاسبه
صدام لايعدم فقط المجرم .
واذا قال احدهم .ان صدام .لايسمح لموالي ينصب عزى . الا ان يكون مخبر .
فيقولون له كذبت .موذاك حجي فلان في كل سنة ينصب العزاء ولم يمسوه بسوء
.....
كنت من اللذين يحبون مجيء عاشور اكثر من العيد واعتقد لازلت كذلك .لاني اشعر بهذة الايام يتصاحب فيها الذئب الخروف .
كنت من المولعين بصوت الرواديد وخاصتا سيد جاسم نعي وصوت ياسين الرميثي رحمه الله .وحمزة الزغير سيد الرواديد
لم يكن باسم الكربلائي معروف بتلك الفترة .اللهم يطيل بعمره ويزيد من ابداعه .
كنت ولازلت احب هذة الاصوات وخاصتا من بعيد انها تبعث بنفسي رومانسية سماوية لاأعرف كيف افسرها .كنت حين مااسمعها وكأني مؤمن صالح الى اخر درجة
وان مت ايامها فاروح بكتاب ابيض امام الله تعالى .
كانت اصوات الرواديد تعني لي كل شيء وكنت دائما احب ان اقلدهم وخاصتا لما اكون وحدي وادندن انها كل شيء بالنسبة لي .
..............
سقط اللانظام سقط اللعين وانتهى بأحد الحفر سبحان الله ثم ذاق كما أذاق الناس من قبله تشريد الى عوائل العراقيين
عائلته تشردت .دخول الشباب العراقي بالحفر من سطوته .هودخل الحفرة مثلهم .عدم الالاف من العراقيين هو ايضا أنعدم
(ياترى الم تكن معجزة لوتفكرنا) عجيب .؟
ولما سقط النظام اختلف الامر تغيّر عاشور صارت سماعاتي اقل قيمة بالنسبة لهذة المواكب السيارة والتي تحتوي على اكبر واعظم سماعات (مكبرات الصوت)ناهيك عن طريقة
الرواديد وقصائدهم الجديدة .
والمشي .
المشي صار يصفونه المتمرسون بالتعبير ..بأنه افعى سوداء تلتف حول العراق من الداخل . انه وصف مجازي كبير بالمعنى .؟ ممكن للحاقد يقلب معناه . لايهم بعضهم حتى كلام الرسول ص قلبوه.؟
انهم حاقدون .؟ فلنترك نفح الحاقدون .والا (تزيّن لحانا)
.............
بعد سقوط النظام انفتح الامر توسع .صار كل شيء علني ولاانسى حتى التلفزيون كان قناتين وحده له والاخرى الى ابنه .اتذكر حتى افلام كارتون كانت حسره . الملعون جعل القرآن الكريم يوازيها .
اعتقد.؟
الشغلة مقصودة الغرض منها يزرع كره القرآن بيننا نحن الاطفال وبين القرآن الكريم .
اتذكر لما كنا منسجمين مع فلم الكارتون ويقطعونه ويقولون .. حان الان اذان المغرب وسبقها تلاوة من القرآن الكريم .
نحن صغار فعلى طول الزمن صرنا نتأفف استغفرالله حين مايقرب وقت الاذان لارحمك الله ياصدام .الاّ تحشر وقت الطفل بوقت الدين .؟
والشباب الاكبر منا .
يموتون قهر اذا كانوا منسجمين مع الشاشة مسلسل اوفلم ويظهر لهم صدام بالمباشر وهو في احد المطابخ على اساس ينزل الى مستوى شعبه
في حين .العراقيين اوالشعب انهو توابيت المحافظة من الحرب التي لالنا ناقه فيها ولاخروف .؟المستفاد منها الاجنبي ودول الجوار .
المهم .
لما انفتح الوضع وصار عاشور علني وفتح الله للمؤمنين الطريق بالمشي بدون خوف اووجل .
فلم اتأخر عن اخوتي وساهمت بالكثير وتزاحمت على افعال ترفع من قيمة هذة المناسبة بقدر المستطاع وفي اي زاوية اكون .ابداً لم أذخر شيء من طاقتي بكل عمل اقوم به والحمد لله .
لكن لما تكرر الوضع وصار شيء معتاد . رأيت اشياء اكرهها مثل .
واحد سيد ابن سيد ولكن اهتمامه بنفسه والزعامة اكثر من الاهتمام بالموالين .
او سيد اخر مشهور قادم من نسل عظيم بالبلد .ولكنه ركب موجة الحكم وراح يهتم بنفسه وبمستقبله وبكثرة امواله
ولم يلتفت الى من كانوا يقدسون اجداده القادمين من نسل رسول الله ص مثلما نعتقد أنهم من نسل الرسول ص.
ورأيت تجار يجمعون المال بطريقة الحرمنه ويتبرعون بنصفها للمواكب ورأيت من كانوا اعداء هذة المناسبة يتظاهرون الان بأنهم الاوفى والاولى بهذا المصاب وكنت اعرفهم كانوا من اللذين
اقرب الى يزيد لعنه الله.
ناهيك عن اللوثة (أشتغلت) المصاب بها من ابوالحفرة .لاني ولدت وشبّيت تحت حمكه . طبعاً ماتروح ببلاش هيمنته علينا .؟
ــــــــــــــ
انقلب الوضع النفسي وانقلب الفكر على صاحبه فبدل ماكان ايجابي مبشر بخير صار سلبي كلّه شر .؟
صرت اتضايق من السماعات واتهرب من المجالس واتغيّب عن المواكب .
ونوبات (اكول شنو الكلاوات لاثواب ولاعقاب )مجرد هوسة ومنفعه للدجالين .هكذا انقلبت احوالي .
المشكلة .
(صرت كأني مصدك بالمخافلين ) حينما يقولون هو الامام عليه السلام راح للموت .(الغسل )لهذا العقل الغبي .؟
وصار فكري متجه للعالم الغربي والحرية الحقيقية على مااعتقد .(وشتغلت الكونات ) كون عدنا شجر وكون عدنا جسر وكون عدنا عمارة وكون عدنا مدري شنهو .؟
الظاهر هاي مجموعة (الكون)تختزل بكلمة واحدة وهي .
(كون عدنه حكومة).؟ ايصير كل شيء نحلم بهِ.
والامام عليه السلام كان يريد حكومة عادلة اويموت نحو ذلك . واختار الموت ولا العيش بذلّه مثلي .؟
........
لااعرف .يمكن الحياة بهذا الشكل .؟ونحن لانعرفها .
يعني ايام الاضطهاد والممنوع والاعدام يكون للدين جذر اقوى .
والدليل .
زمان عيسى عليه السلام وزمان اكثر الانبياء لما كانوا محاصرين من قبل ملوكهم كانوا قمة بالاخلاص بين الناس والقوة على دينهم والحرص على حفاظ كتابهم
ولما انفتح الوضع وتغيرت الامور تحرفت كتبهم وصار التاجر سيدهم (يعني مومثل ايام الاضطهاد والركضة)
نحن بحاجة الى فيلسوف يفسر لنا الدين وتقاليده مابين الاضطهاد وبين الحرية ويجب ان يكون منصف لايميل الى جهه .؟
........
ولما بدأراسي يتصدع من اصوات الرواديد وتجزع نفسي من التجمعات الدينية لاكرهاً بالدين وتقاليده وانما بسيادة الفاسد من خلال هذة المناسبات .؟
ففكرت اترك هذا البلد وابحث عن عالم افضل اواموت ولااعيش وانا احترم الحرامي واتذلل للباطل .
هكذا الضعيف يسقط عندما ينظر للدجاله فقط .؟ ولاينظر للجانب المشرق .؟
وتلفوننا وتلفونكم ولقائنا ولقائكم وبطريقة وصلت الى كندا .هناك العالم الغربي العجيب ترى الناس لاينظرون للاعلى ولاللاسفل ولالليمين واليسار
انما النظر للامام فقط .تمشي وسطهم وكأنك غير موجود .؟
عجيب لايعرفونك وكأنهم لايشعرون بك الا تصتدم بهم .
عشت في كندا بلااوراق ولالغة كامله . رحلت عليهم بس حافظ الدايلوك (هلو احمد هوار يو .وهذا باب وذيج صبورة) هم نعمة .؟.
.........
لما وصلت الى كندا واستقبلني اصدقاء الطفولة هناك فلم ابقى اكثر من شهرين وعبرت النهر سباحة من جهة دترويت وهناك من استقبلني .طبعا عبرت عاري وكانو اصدقائي
مجهزين لي ملابس بالصوب الثاني . كلهم حلوين وبنفس القياس الا الحذاء انطيتهم قياسي على الصناعة الايطالية الظاهر مختلفه قياساتنا عن قياس احذية امريكا .؟
.فجلبوا لي حذاء ضيق نعل سلفاي .
ذبيته واشتريت انعال ابو الاصبع .؟
وبعدين طلعت للمكسيك وبعدين رحت الى هولندا يعني مغامرات .كلها عبارة لبحث عن حياة افضل .؟
وبالاخير رجعت الى كندا .
ـــــــــــــــ
لما استقريت في كندا .وانا (قجق ) مخترق القانون .؟
ومنتظر مرور الوقت حتى احصل على اوراق والحمد لله صبرت ونلت مااريد .
في تلك الفترة بدأت اشعر بخيبة دفينه لااعرف ماهي واشعر ينقصني شيء ولكني ابداً لااعرف ماهو .
يعني بايخ باهت .ولكني مفتخر لاني خارج العراق وبكندا . طاح حظها من عيشة .؟
ولازلت لااعرف اللغة .انها معضلة .
وفي يوم من الايام بدأت اتطور .كيف تطورت (شربت عرك) اي شربت ..
انا ابن المواكب والحسينيات تأخذني الموجه الى منحدر اخر (افا)
تطور الساذج أوالغبي اللي يشبهني يكون سريع .ولهذا مطلوب منّا الثقافة .فالثقافة يصمد صاحبها اثناء محاولته للتغيير .
المهم .
شربت العرك .بعد الارهاصات والتفكير السلبي والتقنيع من اصحاب العمر الذين اصابهم السوء من التطور العكسي .؟
اول ماقنعت بهذا التطور هو من المقارنه .بعمل الفاسدين اللذين ركبوا على ظهورنا نحن الفقراء الموالين للامام ع بالشكل الصحيح والصادق
فأخذو الحصة السمينة وتركوا لنا الغثة والنطيحة .
قارنت بعقلي (الساذج) من اشد حرام على الله صولة المدعي سيد وابن رسول الله ص لوشربت هذا البطل من البيرة .؟
راح يوزّن عقلي الغبي وخرج بنتيجة .
ان صولة السيد من الكبائر على الله .طيب (جابقت عليّه خليني اشرب اليوم وباجر الله كريم) هكذا عدم الثقافة وهكذا المعيدي مثلي يروح بيها .؟
عندما يقارن ويقرر .؟
من حسناة صدام التي افتقده عليها .؟
عندما طاح حظي .أي صعد السكر الى حد عالي الظاهر كل ماتأخذ الكحول بعمق المخ يطيح حظ الواحد فكراً وعملاً
فبعد ان طاح الحظ وجدت حسنة الى صدام .؟
يوم من الايام .جلست مع فتاة كندية وبيننا قناني الخمر فأتذكر كنت سعيد جدا من حيث وجدت منفذ الى فوضويتي .
فتذكرت صدام .وقلت يامنعول الوالدين كنت محق باباحة الخمر وانا ماراضي عليك .
وتمنيته يرجع حتى يفتح الكازينوهات .بالمحافظة واشبع من هذا المسكّر.؟
. شوفوا اللوثة لوين توصل .؟
.....
انا لااستطيع اذهب الى مدرسة لاني بلا ورق ولااستطيع ان اشتغل بمكان مناسب لاني ماعندي ورق (اوف الورق ).؟
فاشار عليه اصحابي .بفكرة جهنمية .؟
اذهب للبار تتعلم اللغة . بعد انا لاولي امر عندي .
ولاطفل افكر في مستقبله (اوفيت وعدل للبار).
لما دخلت البار سمعت كلمات يترددن بصوت عالي .هن الوحيدات يرتفع بهن الصوت للاجنبي هناك
(شت .وفك .وديم .ومذرفكر) حفظتهن عن ظهر قلب .
لما سالت عن معناهن طلعوا .سب وشتم .كلهم فشاير .ابكيفهم بلدهم وهم احرار .
النتيجة حفظت كل فشارهم وشتايمهم مية مية . ويمكن بعد عشرين سنة اذا ارجع الهم .
هم ناسينها وانا اذكرهم بها .؟
بعدين تعلمت اللغة بمستوى الخمسين بالمية .يعني من الشارع .المصطلحات الطبية والسياسية والاقتصادية لااعرف الا القليل منها
انما السوقية والعادية اعرفها عن ظهر قلب .؟
لايهم تجاوزت المحن ولكن وقعت بمحنه لااعرف كناها ولااعرف كيف اترجمها اواوصفها للي جنبي حزين مكتئب بلا سبب .
اني دائما على أمل بأن في يوم من الايام تتغير احوالي وانا بالغرب ولكن الزمن يمشي وانا نفسي لم اتغيّر .
فقط غيمة من الحزن داخل مشاعري لااعرف مصدرها ولااعرف كيف افك لغزها .حتى وصلت الحالة بي اني افضل الانعزال بنفسي ولااحب المخالطة .
يعني منطوي على نفسي .بينما انا المرح المجامل السعيد بلا مناسبة كيف اصبحت كئيب .
لااعرف .
هناك وبعد سنين نسيت رمضان ونسيت العيد ونسيت عاشور هذة الاشهر اوالمناسبات حتى اذا ذكرت بقربي فكأني لااعرفها ولم اكن من مؤيديها .
وفي يوم من الايام .
صادف شهر عاشور وانا لاادري .لانني متطورفي معرفة انواع الشرب ولبس الفانيلة المعضلة .
وفي بلاد يحلم بها كل عربي يبيع الغالي والنفيس من اجل الوصول لها وتلك البلاد لاتعرف عاشور ولارمضان ولاحركاتهم الحلوة .؟
ذهبت للبار وكأني جبلت على ذلك (مهروش وطاح بكروش).؟
فذهبت رأساً الى بائع الخمر واخذت بطل بيره بعد مافتحه لي اتذكر كانت الدنيا حارّه واكيد بالعراق اكثر حرارة .
اتذكر بعد الغروب بقليل في كندا يصادف صباحا بالعراق .
وانا جالس وقبل ان اشرب .
ظهر على شاشة تلفزيون البار الكبيرة وبالمباشر تصوير المشاية وهم قادمين من الجنوب الى كربلاء المقدسة .
كان الاعلامي يتكلم وبصوت عالي .العجيبة ان صاحبة البار رفعت من صوت التلفزيون سكت كل من بالبار حتى النساء العاهرات لزمن الصمت من بعد ضجيجهن
احتراما وهيبة لهذة الافعى السوادء الملتفة حول العراق من الداخل .
لحقت على بعض الكلمات من الاعلامي ولم اعرف الباقي .
والكلمات .يقول فيها .
على هذا اختصم الشعب مع النظام (يقصد نظام صدام) ولوكانت هذة المناسبة في بلادنا لصنعنا لهم جسر معلق ونزرع كل انواع الورد بالكون لهم .
فيستحقون الرفعة والاحترام انهم خالدون (يقصد الشعب الذي يتمسك بتقاليده) أنهم لايستحقون المشي على الارض بل يستحقون الاجمل .
وبعد مافتهمت ماقال من كلام .؟
............
لما ظهرت المشاية على الشاشة وبالمباشر كنت اسمع صوت باسم من خلال التلفزيون .صوت باسم في بار بكندا .سبحان الله .؟
وانا اشعر ببرودة بطل البيرة بيدي وكم كنت مشتهي ان احتسيه اواشربه .؟
نظر الجميع لي بهيبة واحترام .وكأنهم يقولون لي بعد ماساد الصمت الرهيب .؟
انك مخالف جاحد غبي .تترك تلك الجموع التي تتحدّى الدنيا بهذة المناسبة المميزة وتجلس معنا نحن المتعبين اللذين بالكاد نعرف ابائنا وعشيرتنا .
لما ساد الصمت والكل ينظر .
شعرت بالخجل والانكسار انهزمت من داخلي ثم ضعفت وبسرعة مذهلة اجهشت بالبكاء بصوت اعلى من صوت التلفزيون .
عطف الحظور عليّه وانا ابكي وبطل البيرة البارد بيدي انني لم اتذوقه .فأول ماجاء القرار ومن دون شعور .
عليّه ان ارمي هذا الشراب ولااقرب له مادمت حياً لانه من اعداء الامام ع
وانا ابكي وبصوت عالي فشعرت بيد تطبطب على ظهري من الاعلى .
ولما رفعت رأسي وجدتها صاحبة البار وكانت أمرأة عجوز وهي حاملة (بيك ويسكي)وتقول لي هذا على حساب البار .انها تريد ان تواسيني وانا احترت كيف اشرح لها .؟
على ان اكثر بكائي .
لاني شربت الخمر وتركت مراسم يخلّد بها نجل رسول الله ص .
الصراحة من وسط زحام بكائي وعيوني غارقة بالدموع تبسمت في وجهها ورفضت بالشكر الجزيل لها .
الكل ينظرلي باحترام وبحسد وانا جاحد متمرد .
أنا لم ابكي من باب الحرام أو الحلال .
انا بكيت من هواجس في خاطري .كانت تنهش بي من الداخل مسببه لي البهوت والخيبة الكاسرة لذاتي .
الظاهر كنت فاقد جذري وواقعي واصلي .وتابع احلام مختلطة الالوان ممكن تسمّى الوردية أوالقهوائية لغموضها اوصفراء لبهوتها .
أنا بكيت .لان كان عندي وطن وفيه مواطنين .ولهم تقاليد وتقاليدهم مميزه لاغبار عليها ذميم ولانقص بأهدافها .الاّاللهم من اهلها تعاب .
انا بكيت لاني عرفت ان شعبي من احسن الشعوب وتقاليده وان كانت لاتواكب هذا العصر انما روحيه تبعث الاطمئنان لليائسين اوالمتعبين من طرهات السياسة ورجالها
اني بكيت لاني لم اكن ارى بوضح وكنت اتصور العالم افضل منّا .
الظاهر تلكم الناس تطوروا بكل شيء الا بالانسانية فتأخروا الاف الاميال .
ودليلي كان اجمل اوقاتهم هو الجلوس داخل الخمارة .والخمر نشوته دقائق اوساعات وبعدها اللجوء الى المسكنات والمعاناة من آثاره المؤلمة .
ثم الفراغ القاتل بتفكيره الخائب .؟
كانت الافعى هيبة والاكثر في هيبتها هو قدوم الاجانب من كل صوب الى بلدي المنكوب من حكومته .لابارك الله بهم .؟
سيدهم .وشيعهم .وسنيهم .ومعمهم . وأفنديهم .وكل من يتأمل منهم خيراً.؟
وبعد لحظاة تركت البطل على حاله وهممت بالخروج ثم رحت المللم اغراضي واهم بالرحيل والعودة الى موطني لومهما يكون .بلاشجر بلاشارع وحتى بلابيت لاني اعزب ومسؤول عن نفسي فقط
ثم تذكرت الامام ع بعد ماجافيته سنين .
الامام ع جاء ليبني دولة عادلة ويعمّر املاك المسلمين فلم يحصل ذلك ولكنه حاول وقدم نفسه وعياله مقابل ذلك .
فما عليّه الا ان ارجع واذا لم ازرع شجرة في وطني اواغسل رصيف فيفترض عليّه ان احاول اهاجم الفاسد وأنقد المنافق واطالب بحقوق ابناء بلدي
فأن حصل هذا هو المطلوب.
وأن لم يحصل فأنني حاولت .بمعنى اموت وانا احاول افضل مما اموت وانا جبان اخرق منافق لاهش ولانش .؟
كذلك استفدت من تغريبتي قبول الناقد لهذة المناسبات العظيمة لانه لايعرف اهميتها الا ان يفارقها .؟
أيضاً تأثر بتصرفات الدجاله ونسى الجانب المشرق والهدف السامي بها .
والحمد لله عدت وتبت توبة نصوحه ان شاءالله .
ولوتراني اليوم فتجدني مابين غسل صحن الزائر ومابين رفع صوت السماعة ومابين رش الشارع للماشين الى كربلاء .
بقلمي
اخوكم.ابن الاشتر
8-16-2020