نسب ابن الأثير ومولده ونشأته
هو الشيخ، الإمام، العلامة، المحدث، الأديب، النسابة، عز الدين، أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الجزري، الشيباني[1]، المعروف بابن الأثير الجزري، الملقب بعز الدين[2]، ولد بجزيرة ابن عمر[3]، التابعة للموصل[4]، في سنة 555هـ= 1160م[5]، ونشأ بها في بيئة دينية عريقة في التدين، وبين أسرة علمية أصيلة في العلم[6].
ابن الأثير ورحلته العلمية
كان والد ابن الأثير ثريًا يمتلك عدة بساتين وقرية، إضافة إلى ذلك كان يشتغل بالتجارة إلى جانب وظائفه الحكومية في جزيرة ابن عمر، فقد كان رئيس ديوانها ونائب وزير الموصل فيها[7]، وقد سار ابن الأثير إلى الموصل مع والده وأخويه، وسكن الموصل وسمع بها من علمائها، وأيضًا قدم بغداد مرارًا وسمع بها من الشيوخ، ثم رحل إلى الشام والقدس وسمع هناك من جماعة، ثم عاد إلى الموصل ولزم بيته منقطعًا للنظر في العلم والتصنيف، وكان بيته مجمع الفضل لأهل الموصل والواردين عليها، وكان إمامًا في حفظ الحديث ومعرفته وما يتعلق به، وحافظًا للتواريخ المتقدمة والمتأخرة، وخبيرًا بأنساب العرب وأخبارهم وأيامهم ووقائعهم[8].
ابن الأثير وإخوته
كان لابن الأثير أخوان أحدهما أكبر منه وهو (مجد الدين أبو السعادات) المبارك، ولد سنة 544هـ وتوفى سنة 606هـ، وهو أحد العلماء الأفذاذ له كتاب (جامع الأصول في أحاديث الرسول)، وكتاب (النهاية في غريب الحديث والأثر)، والآخر أصغر منه، وهو (ضياء الدين أبو الفتح) نصر الله، ولد سنة 558هـ، وتوفى سنة 637م، وكان من ذوي النبوغ في العلوم الأدبية، وله كتب قيمة منها (المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر) و(الوشي المرقوم في حلى المنظوم)[9].
تراث ابن الأثير ووفاته
كان لابن الأثير باع في التاريخ، حيث ألف في التاريخ العام كتاب (الكامل) وهو مرجع مهم في تاريخ الحملات الصليبية التي شاهد بعضًا منها إلى وفاته، وفيه تحدث أيضًا عن هجوم التتار، وألف في التاريخ الخاص كتاب (أسد الغابة في معرفة الصحابة)، وكتابه هذا يعلن عن سعة اطلاعه، ومعرفته بالأخبار، وغرامة بالبحث ودقته في النقد، وأصالته في التأليف،[10]، ومن تراثه أيضًا كتاب كتاب "اللباب في تهذيب الأنساب " وكتاب "تاريخ الدولة الأتابكية" وكتاب" الجامع الكبير" في البلاغة، وكتاب "تاريخ الموصل" الذي لم يتمه[11]، وكانت وفاته في سنة 630هـ= 1233م[12].
[1] الذهبي: سير أعلام النبلاء، تحقيق: مجموعة من المحققين بإشراف الشيخ شعيب الأرناؤوط، مؤسسة الرسالة، الطبعة الثالثة، 1405هـ= 1985م، 22/ 353، 354.
[2] ابن خلكان: وفيات الأعيان، تحقق: إحسان عباس، دار صادر، بيروت، 1900، 3/ 348.
[3] الذهبي: سير أعلام النبلاء، 22/ 354.
[4] ابن الأثير: أسد الغابة، دار الفكر، بيروت، 1409هـ= 1989م، 1/ 7.
[5] الذهبي: سير أعلام النبلاء، 22/ 354، والزركلي: الأعلام، دار العلم للملايين، الطبعة الخامسة عشر، 2002م، 4/ 331.
[6] ابن الأثير: أسد الغابة، 1/ 7.
[7] ابن الأثير: أسد الغابة، 1/ 7.
[8] ابن خلكان: وفيات الأعيان، 3/ 348.
[9] ابن الأثير: أسد الغابة، 1/ 7، 8.
[10] ابن الأثير: أسد الغابة، 1/ 8.
[11] والزركلي: الأعلام، 4/ 332.
[12] الذهبي: سير أعلام النبلاء، 22/ 356، والزركلي: الأعلام، 4/ 331.
قصة الإسلام