لو يعلم الفنجانُ أنهُ لامِسٌ
شفتيكِ حينَ حمَلتِهِ لَتَكَسّرا
وتغارُ قهوتُك احتراقا حينما**سَيلُ اللعابِ على الإناءِ تَقَطّرا
قد لطّخَتً منكِ الدماءُ شِفاههُ**لما رشفتِ مِنَ الرُّضاب تحمّرا
واللؤلؤ ُالمنضودُ بانَ بريقُهُ**في لوحةٍ بين الشفاهِ تأطّرا
والوجهُ بدرٌ والعيونُ كواكِبٌ**والليلُ أبْدَرَ مِن سَناكِ وأقمَرا
يا مرأةً فتنَ الجَمالَ جَمالُها**وعلى جوانِحنا طغى وتجَبّرا
فتبارَكَ الخَلّاق في آياتِهِ**خَلقَ الجَمالَ على العِبادِ تكبّرا
بُهِتَ الحكيمُ أمامَ رَسْمِكِ صامِتا**واللبُّ مِنْ حُسْنِ القِوامِ تحَيّرا
كم فارسٍ خاضَ المعارِكَ صائلا**لمّا انبَريتِ لناظِرَيهِ تأسّرا
خارتْ قواهُ ومِن لِحاظِكِ قلبُهُ** في لهفَةٍ يرنو ٳليكِ تحَسُّرا
قتيلُ سَيفٍ بالدماءِ مُضَرَّجٌ** وقتيلُ لحْظِكِ بالترابِ تعَفّرا
فلعلني ألقاكِ طَيفا زائرا**في وَسْنَةٍ بالليلِ كي أتصَبّرا
ولعل بُؤسي أن يزولَ بنظرة**فالقلبُ مِن هَجْرِ الحبيبِ تجَمّرا
وتقبّلي أحلى الكلامِ وعَذبَهُ**مِن شاعرٍ لمّا رآكِ تسمّرا
خليل الشرابي