الحمل خارج الرحم
يبدأ الحمل ببويضة مخصبة، وفي العادة، تلتصق البويضة المخصبة ببطانة الرحم. في حالة الحمل خارج الرحم، تنغرس البويضة المخصبة في مكان آخر.
يحدث ذلك دائماً في إحدى الأنابيب التي تحمل البويضة من المبايض إلى الرحم (قناة فالوب). يعرف هذا النوع من الحمل بحمل الأنابيب. وفي حالات نادرة، يحدث الحمل خارج الرحم في البطن أو المبيض أو عنق الرحم.
في العادة، لا يستمر الحمل خارج الرحم. فالبويضة المخصبة لا يمكن لها أن تبقى على قيد الحياة. هذا وقد يدمر النسيج أثناء نموه أعضاء مختلفة من جسم الأم. وإذا ترك هذا الوضع بدون علاج فقد يؤدي إلى نزيف خطير، أما علاجه في وقت مبكر يبقي الفرصة سانحة لحدوث حمل صحي في المستقبل.
ماهي أعراض الحمل خارج الرحم؟
في كثير من الحالات قد لا يظهر على المرأة الحامل بهذا الحمل أية إشارة على أنها حامل. وفي حال حدوث إشارات أو أعراض مبكرة، قد تكون متشابهة مع أعراض الحمل الطبيعي – تأخر الدورة الشهرية، والإحساس بآلام في الثدي، والغثيان والتعب. فإذا راودك الشك بأنك حامل وأجريت فحص الحمل ستكون النتيجة إيجابية.
إلا أن الحمل خارج الرحم لا يمكن أن يستمر بشكل طبيعي. وغالباً ما تشتمل أعراضه على:
- نزف مهبلي خفيف.
- ألم أسفل البطن.
- مغص في أحد جانبي الحوض.
وإذا حدث تمزق في قناة فالوب، تظهر الأعراض التالية:
- ألم حاد (كالنقر) في الحوض أو البطن أو حتى الكتف والرقبة.
- دوخة.
- دوار.
- ضعف عام.
- شعور بفقدان الوعي عند الوقوف.
لسوء الحظ، فإن حوالي 15%- 20% من النساء اللواتي يصيبهن نزيف الحمل خارج الرحم لا يدركن بأنهن يعانين من أعراض هذا الحمل. ويتأخر التشخيص لديهن إلى أن تظهر على المرأة أعراض الصدمة (على سبيل المثال، إنخفاض ضغط الدم، نبض ضعيف وسريع، شحوب في اللون وارتباك)، وغالباً ما يتم إحضارها إلى قسم الطوارئ ويعتبر هذا الوضع حالة علاجية طارئة.
متى يجب زيارة الطبيب؟
عليكِ مراجعة طبيبك إذا كان لديك:
- نزيف مهبلي.
- ألم في البطن.
عليك طلب المساعدة الطبية الطارئة إذا حدث معك أي من أعراض الحمل خارج الرحم التالية:
- ألم شديد في البطن.
- نزيف مهبلي حاد.
- ألم في الكتف.
- حاجة قوية إلى التبرز دون حدوثه.
- دوخان شديد أو إغماء أو الصدمة.
ماهي أسباب الحمل خارج الرحم؟
يحدث ذلك عندما تعلق البويضة المخصبة في مكان ما وهي في طريقها إلى الرحم ويكون ذلك على الأغلب بسبب تشوه أو تلف قناة فالوب. في بعض الأحيان، يبقى السبب المحدد من حدوث حمل خارج الرحم غامضاً.
ماهي العوامل التي قد تؤدي إلى خطر حدوث حمل خارج الرحم؟
هناك ما يقدر بـِ 20 حالة حمل خارج الرحم من كل 1000 حالة حمل. وترتبط هذه الحالة بالعديد من العوامل التي تشتمل على:
- حدوث حمل خارج الرحم في السابق: فإذا حدث معك حمل خارج الرحم مرة تصبحين عرضة لأن يحدث معك مرة أخرى.
- الإلتهابات أو الإنتانات: غالبية النساء اللواتي حدث معهن هذا الحمل كان قد أصابهن التهاب في قناة فالوب أو إنتان في الرحم أو قناتي فالوب أو المبايض (التهاب الحوض). ويسبب داء السيلان والكلاميديا مشاكل في الأنابيب تزيد من إحتمالية حدوث الحمل خارج الرحم. أيضاً، الوضع الذي يؤدي إلى تكون النسيج، وهو الذي يبطن الرحم في العادة، خارج الرحم (انتباذ بطاني رحمي) قد يزيد من إحتمالية حدوث الحمل خارج الرحم.
- مشاكل في الخصوبة: إن تناول العلاج لتحفيز الإباضة يزيد من احتمالية حدوث هذا الحمل.
- مشاكل بنيوية: يحدث الحمل خارج الرحم على الأرجح عندما يكون هناك تشوه أو تلف في قناة فالوب، من المحتمل أنه حدث أثناء الجراحة. حتى الجراحة التي تجرى لإعادة تشكيل قناة فالوب تزيد من إحتمالية حدوث هذا الحمل.
- وسائل منع الحمل: عندما تُستَخدم حبوب منع الحمل أو إحدى وسائل منع الحمل الرحمية (اللولب) بشكل ملائم يكون الحمل نادر الحدوث. ولكن إذا حدث الحمل رغم ذلك فإنه سيكون على الأرجح خارج الرحم. ومع أنه نادراً ما يحدث الحمل بعد ربط الأنابيب، إلا أنه في حال حدوثه يكون خارج الرحم.
- التدخين: تزداد إحتمالية حدوث هذا الحمل بازدياد نسبة التدخين.
مع ذلك، تبقى احتمالية حدوث حمل صحي قائمة بعد حدوث حمل خارج الرحم. حتى لو أصيبت إحدى قناتي فالوب أو أزيلت جراحياً، فإن تخصيب البويضة قد يتم في قناة فالوب الثانية قبل دخولها إلى الرحم. وإذا أصيبت أو أزيلت القناتين معاً، يمكن اللجوء إلى خيار التخصيب في المختبر (التلقيح الإصطناعي). مع هذه العملية، يتم تخصيب البويضات الجاهزة في المختبر ثم زراعتها داخل الرحم.
هل هناك مضاعفات للحمل خارج الرحم؟
بعض النساء يتغلبن على مشكلة الحمل خارج الرحم تلقائياً (عن طريق امتصاص جسم المرأة للحمل) دون أن يترك ذلك لديهن أية آثار سيئة ويمكن مراقبتهن بدون علاج. إلا أن السبب الحقيقي للتغلب على هذا الوضع تلقائياً غير معروف ومن غير الممكن التكهن بأن امرأة ما يمكنها التغلب على الحمل خارج الرحم تلقائياً.
أكثر مضاعفات الحمل خارج الرحم التي يُخشى من حدوثها هو تمزق يؤدي إلى نزيف داخلي وألم في الحوض والبطن والصدمة وحتى الموت. بالتالي، فإن حدوث النزيف في هذه الحالة قد يتطلب إجراء جراحة فورية. يحدث النزيف نتيجة تمزق قناة فالوب أو الدم المتسرب من أسفل الأنبوب عندما تتآكل المشيمة في الأوردة والشرايين الموجودة داخل جدار قناة فالوب. الدم المتسرب من الأنبوب قد يسبب تهيجاً لأنسجة وأجزاء من الحوض والبطن مما يسبب ألماً واضحاً. والنزف الحوضي قد يسبب تشوهاً في الأنسجة مما يؤدي إلى مشاكل تمنع الحمل في المستقبل. وقد يزيد هذا النسيج المشوه من احتمالية حدوث حمل خارج الرحم في المستقبل.
كيف يتم تشخيص الحمل خارج الرحم؟
إذا اشتبه طبيبك بوجود حمل خارج الرحم، فقد يقوم بفحص الحوض للتأكد من وجود ألم أو إيلام باللمس أو كتلة في قناة فالوب أو المبيض. إلا أن الفحص الموضعي وحده لا يكفي لتشخيص هذا الحمل. ويتم التحقق من ذلك بشكل كامل بإجراء فحوصات دم والتصوير الإشعاعي مثل الألتراساوند (السونار – الأشعة فوق الصوتية).
أحياناً في أول الحمل لا يمكن التأكد من الحمل بإجراء السونار. إذا كان هناك شك في التشخيص فعلى الطبيب أن يراقب وضعك مع إجراء فحوصات دم إلى أن يثبت وجود حمل خارج الرحم باستخدام السونار – عادة خلال 4- 5 أسابيع بعد حدوث الحمل.
في الحالات الطارئة - النزيف الشديد مثلاً- قد يتم تشخيص الحمل خارج الرحم وإزالته جراحياً.
كيف يعالج الحمل خارج الرحم؟
عادة، لا يمكن للبويضة المخصبة أن تنمو خارج الرحم. ولمنع حدوث مضاعفات تهدد الحياة، يجب إزالة النسيج المتكون خارج الرحم.
أحياناً، إذا تم تشخيص هذا الحمل مبكراً، يمكن إعطاء المرأة حقنة تمنع نمو الخلايا وتحلل الخلايا الموجودة.
وإذا لم يؤثر العلاج في الحمل خارج الرحم أو كان الحمل كبيراً جداً فقد تحتاج المريضة إلى جراحة تنظيرية للبطن لإزالة النسيج خارج الرحم وتصحيح وضع قناة فالوب.
إذا تسبب الحمل خارج الرحم بنزيف شديد أو حدث تمزق في قناة فالوب، فقد تحتاجين إلى جراحة طارئة من خلال شق البطن. ويمكن إصلاح قناة فالوب في بعض الأحيان. إلا أنه يجب إزالة الأنبوب المتمزق تماماً.
هل هناك طريقة لمنع الحمل خارج الرحم؟
لسوء الحظ، فإن هذا غير ممكن، لكن يمكنك تقليل احتمالية الإصابة بالامتناع عن التدخين مثلاً. إذا حدث معك حمل خارج الرحم مرة، راجعي طبيبك قبل أن تحملي ثانية، فإذا حملت ثانية سوف يقوم الطبيب بمراقبة وضعك بعنايه
درهم وقايه