وتستمر مظلومية سيدنا الحُسين (ع) بالناطقين بأسمه زورا .
بعد أن اكمل محاضرته الدينية والمتبوعة بذلك النعي الطويل فتح ذلك الرجل المعمم المجال للأسئلة الشرعية (متفضلاً) فهو امر لمصلحة الناس، يهديهم وينير طريقهم .
قام صبي في العاشرة من عمره ناوياً السؤال ، وقبل ان يتكلم قال له المعمم: يا أبني لو كان سؤالك عن لعبة معينة هل هي حلال ام حرامّ فقد أستهلكنا هذا الموضوع وتكلمنا به كثيراً .
قال الصبي: لا يا مولاي، سؤالي بعيد عن هذا. قال المعمم: طيب .. أسأل . قال الصبي: كتبت محاضرتك وخاصة ذلك الجزء الذي تشير به الى معاناتك وآلامك في زمن الحكومة السابقة لأجل الدين والحفاظ عليه ، لو سمحت لي بأن اضيف عليها بعض ما يجعلها أكثر ألماً وحزناً ويعطيها ما يجعل الناس تتعاطف معها حد البكاء لا نشرها بعد ذلك على الانترنت؟ المعمم(مستغرب): من علمك هذا ؟! والذي علمك.. ألم يخبرك بأن هذا زيف وتحريف وان كنت تقصد به خيراً! لا يجوز لك ذلك يا بني، بل هو متعذر عليك. الصبي: و لماذا ؟ أنا اتقن حبكة النص . قال المعمم:
قال الصبي:
قال المعمم:ما أجراءك! يا بني لا يمكنك لعدة أسباب.
و منها ؟
أولاً: أنك لم تعش تلك الحقائق لتنقلها. أنت ملزم بأتباع ما جاء بروايات الناقل، أي ملزم بكلامي.
ثانياً: لا أظنك أفضل مني بالطرح لحقيقة انا عشتها، أضف الى ذلك صغر سنك ومستواك المعرفي.
ثالثاً: وهو الأهم- لا يمكن لأحد أضافة شيء مزيف الىالحقيقة ليجعلها تبدوا اكثر قبولاً واشد تعاطفاً لدى الناس! الحقيقة مقدسة يا بني، فهي كالماء الصافي تتأثر بأي لون من الوان الزيف والكذب وان كان قليلاً .قال الصبي: واذا اضفت ذلك عمداً، وبعد معرفتي بكل هذا ؟ قال المعمم: حينها تجعل نفسك خصمــــاً لصاحب الحقيقة الذي زيفت حقيقته، أضف الى ذلك أنك ستقوم بطمس هذه الحقيقة من حيث تعلم او لا تعلم، وأنا لا أنصحك بهذا ، وإلا نالك مني عقاب شديد. قال الصبي: تخشى على حقيقة (قصتك) ولا تخشى على حقيقة (قصة) سيدنا الحسين (عليه السلام)!!
فأخذت تضيف ما يحلو لك من لسان الحال وغيره لتجتذب عواطف الناس بالزيف والكذب!
هنا قاطعه المعمم قائلاً (بصوت مرتفع): أسكت ياشيطان.فأكمل الصبي ولم يسكتقائلاً: أنا حسيني والحسين علمنا (أن لا سكوت مع الظلم) والكذب على الحسين وأهل بيته وأصحابه وتشويه قضيته لظلم عظيم .
لقد جعلت من الحسين رجلاً باكياً في كل مورد وحدث! وهو الحسين بن علي بن أبي طالب!
لقد توفي أخي الصغير ولم ارى أبي باكياً ! كنت أظنه لا يحبه حتى سالته فقال لي : بابني الصبر على البلاء عند الله له أجر عظيم, وكلما كان البلاء كبيراً كان الأجر أكبر وأكبر, لان الله أكرم الاكرمين، والبكاء جائز لي ولكن عدمه أكثر أجراً وأكثر رضا لله، أنا بهذا أقر لله إقرارا تاماً بالرضا بقضائه وحكمه .
فأسألك بالله, من أفضل؟ وأكثر قربى لله أبي أم الحسين(ع)؟!
ثم أتيت الى حريم الحسين (ع) فجعلتهن ناشرات الشعور ولاطمات الخدود! و لو أنك وجدت ذلك مع عيالك لا أظنك سترضاه لهم، فهل حريمك افضل من حريم الحسين (ع) ؟!
ام انهم اكثر بصراً ونوراً لدين الله من اهل بيت النبوة ومنبع الرسالة ؟!
وغيره.. وغيره... فكفاكم تشويهاً لأقدس قضية عرفها التاريخ. والا لعنة الله على القوم الظالمين والحمد لله رب العالمين (وصلى الله على نبيه واله وصحبه اجمعين) وانصرف.
الشيء المعزي بالمجتمع ان الجميع بقي صامتاً ولم يقاطع الصبي، مما يعني ان كلماته قد أصابت قلوبهم .. أفضل من كلمات ذلك الشيخ والذي اسقطت منهم دمعة ممكن ان تسقط على أي قصة درامية قد يراهاالناس في فلم أو مسلسل تلفزيوني .