قد يشعر بعضنا باشتهاء للمخللات، فإن السبب وراء ذلك قد يكون إصابتنا بالجفاف، إذ إن المخللات مصدر غني بالصوديوم ( حيث يضاف الملح للمحلول الملحي من أجل الحفاظ على قطع المخلل وجعلها لذيذة للغاية بالطبع ). فضلا عن أن الصوديوم عنصر إلكتروليت مهم. وتساعد هذه المعادن في الحفاظ على رطوبة الجسم، لذا حين نشتهي شيئا مالحا، فقد يكون ذلك لأن أجسامنا بحاجة إلى زيادة الترطيب.
لكن ذلك قد لا يكون السبب الوحيد، إذ تشير خبيرة التغذية المعتمدة، آمي شابيرو، إلى أن الدراسات تبين أن الملح، شأنه شأن السكر، قد يكون مثيرا للإدمان، ويطال مناطق الدماغ التي تصدر إشارات للاشتهاء والرغبة الشديدة في تناول شيء بعينه.
وتابعت شابيرو: "ونظرا لاستطاعتنا اكتساب قدرة على تحمل الملح، فكلما تناولنا المزيد منه، كلما أردنا المزيد. وهو ما قد يفسر سر صعوبة مقاومة تناول المخللات".
وقالت خبيرة وأخصائية التغذية المعتمدة، لي كوتون، إنه إذا صارت الرغبة الشديدة في تناول المخللات رغبة مستمرة، فيكون من الضروري في تلك الحالة الرجوع إلى الطبيب المختص، حيث إن الأبحاث تشير إلى أن اشتهاء الملح قد يكون من الأعراض الدالة على الإصابة بحالة صحية كقصور الغدة الكظرية أو متلازمة بارتر.
وتابعت لي بقولها: "كما قد يكون هذا الاشتهاء من العلامات الدالة على الجفاف أو المتلازمة السابقة للحيض. ونصيحتي هنا هي استشارة الطبيب عند حدوث أي تغييرات على صعيد الشهية أو المذاق، وعدم الارتكاز للتشخيص الشخصي أو التقييم الخاص".
وبخصوص اشتهاء الحوامل لتناول المخللات باستمرار، فقد أوضحت شابيرو أن كثيرا من الحوامل يشتهين المخللات كاستجابة لغثيان الصباح، الذي قد يؤدي إلى الجفاف. وبينما ربما سمع البعض منا عن أن زيادة حجم الدم قد يزيد حاجة المرأة الحامل إلى الصوديوم، فإن الحقيقة هي أن هناك قليلا من الأدلة التي تدعم هذه النظرية.
ولحس حظنا بشكل عام أنه لا مشكلة بشأن انغماسنا في تناول المخللات، حيث ترى شابيرو أنها مصدر غني بالفيتامينات والمعادن، وأنها تفيد الهضم وصحة الأمعاء كذلك.