أتُراهُ يوماً يَرعَوِي أو يَهتَدِي عَن غَيِّهِ وَيَجِيئُني في المَوعدِ؟
أم أنَّهُ مازَالَ في إعرَاضِهِ
يَختالُ خِيلَةَ مُذنِبٍ مُتَمَرِّدِ.
يالَيتَ مَن عَزَّ اللِّقَاءُ بِها تَرَى
مَا قَد جَرَى لِلمُدنَفِ المُتَوَدِّدِ.
مُذ فَارَقَتني لَم يَطِبْ عَيشي ولَم
أجِدِ المَلَذَّةَ في ثَنَايا مَرقَدي.
يا"مَيُّ" وافيتُ الغرامَ ولم أكن
في حبِّنا بالمُستَبدِّ المُلحِدِ.
يا"مَيُّ" هَل مَاتَ الوَفاءُ بمَهدِهِ
حَتَّى جَحَدتَِّ تَوَدُّدي وتَعَهُّدِي.
أنَسيتِ مُترَعَةَ الكُؤوسِ وخَمرَها
حينَ استَقَينا شَربَةَ الغِلِّ الصَّدِي.
يا" ُّ" رفقاً بالفُؤادِ فَإنَّني
في كلِّ يَومٍ للكَآبَةِ أرتَدي.
إن كانَ أمسِي نَاءَ من أوجَاعِهِ
آلامُ يَومي سوفَ يَحمِلُها غَدي.
أيَسُرُّ قَلبَكِ ما يَسُرُّ عَوَاذلي
وَتَطِيبُ نَفسُكِ بابتِسَامِ الحُسَّدِ.
إن لَم تُعِيدي للجَداوِلِ مَائها
فَلَسوفَ يَذبُلُ زهرُ واحَتِنا النَّدي.
إن لَم تَرُدِّي للطَّريقِ رِحَالها
فَلَسَوفَ أقطَعُ مِن حَبَائلها يَدي.