يا راحلين عن العراق توقّفوا
لي مهجةٌ قُرْبَ الفراتِ ترفرفُ
فَرَّتْ شمالاً حين ضاق فضاؤها
فرأيتُ قلبي والجوارحُ ترجفُ
قولوا لها والعينُ تسكبُ ساخناً
ترْكُ الديارِ مصائبٌ لا تُكْشَفُ
فالقلبُ يَسْكُنُه الحنينُ ملوَّعا
والنفسُ عن كلِّ الأطايبِ تعزِفُ
واللهِ ما طاف الفراتُ بخاطري
إلا وعيني فوق خدي تذرفُ
نوحُ الحمامِ يُمِيتُني مِنْ حُرقةٍ
ويكادُ قلبي لوعةً يتوقّفُ
واللهِ ما نَزَفَتْ دموعُ سحابةٍ
إلا ورحتُ مع السحابةِ أنزفُ
دمعُ الغريبِ على الغريبِ عبادةٌ
وأنا على دمعَ الأحبةِ احلفُ
يا أيها الوطنُ المسافرُ في دمي
لي فيكَ عشقٌ، في دمائي يهتفُ:-
لو كان لي فوق المَجَرَّةِ منزلٌ
لحلفتُ يا وطني ترابكَ أشرفُ
صبحي ياسين