الملك العادل
ارسل الله رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم إلى أهل مكة لأنهم كانوا يعبدون الأصنام ، قام عدد من اهلها بما جاء به الرسول محمد من توحيد الله وترك عبادة الأصنام و – بدأ المشركون يؤذون المسلمين حتى يتركوا دينهم وبعودوا إلى عبادة الأصنام به .امر الرسول محمد صلى الله عليه وسلم المسلمين أن يهاجروا إلى بلاد الحشمة ، لأن فيها ملكا عادلا وسيعيشون في بلاده في امان
– لما علمت قريش بهجرة المسلمين ارسلت رجلين من كبارها الي النجاشي وحملوهما بالهدايا الثمينة للملك ووزرائه ليتمكنوا من إعادة المسلمين المهاجرين ولكن النجاشي لم يتسرع في الأمر ، وطلب احضار المسلمين المهاجرين و ليسمع رأيهم ، وما هو السبب في حضورهم الى بلاده . –
حضر المسلمون المهاجرون مجلس النجاشي ، وقابلوه بقولهم السلام عليك أيها النجاشي ، ولم يسجدوا له كما يفعل الناس الآخرون ، لأن السجود لا يكون إلا الله وحده – استغرب النجاشي لفعلهم هذا وقال : أخبروني ، ما دينكم ؟! هل انتم نصاري؟ أم أنكم يهود – قالوا : ديننا الاسلام ، فقال وما الإسلام ؟ قالوا : نعبد الله وحده ولا نشرك به أحدا
ثم قام جعفر بن ابي طالب ابن عم النبي محمد صلى الله عليه وسلم فقال : أيها الملك ، كنا قوما أهل جاهلية نعبد الأصنام وأهل الخبائث حتى بعث الله الينا رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم ، نعرف صدقه وامانته قد دعانا الى عبادة الله وحده، وترك عبادة الأصنام وحتنا على مكارم الأخلاق . فلما أمنا به وصدقناه و اعتدى علينا قومنا وعذبونا ، فهاجرنا الى بلادك راجين الأمان حتى نعيش دون خوف ، ثم تلا على مسامع القوم بعض الآيات الكريمة . – لما سمع النحاشی قول جعفر ، انشرح صدره للإسلام وقال ان دينكم هذا الجميل ، ولابد أن محمدا رسول من عند الله – وأمر النجاشي برد الهدايا الى الرجلين ، ورفض ارجاع المسلمين المهاجرين ولما هاجر الرسول الى المدينة المنورة هاجر المسلمون الى المدينة المنورة مودعين الحبشة وملكها الصالح الذي دخل الأسلام وحسن اسلامه .
أخبر المهاجرون رسول لله قصتهم مع النجاشي الملك العادل وانه اسلم، فسر كثيراً ولما مات التجاشي جمع الرسول المسلمين وصلوا علي النجاشي الغائب .