أطلَقتُ بَصري وما ينبَغي لي ..
كفاني ربي شَرَ ما تَرى المُقَلُ
واللهِ لا أدري أأطلقتُها عمداً ..
أم أنها عمداً تستجلِبُ العِلَلُ
أفلَتَت من عِقاِلها بِضعُ ثَوانٍ ..
لِترى مَلَكاً لا أحلى ولا أجملُ
إني أغُضُهُما لِمرةٍ ثُمَّ أنظُرُ ..
فَتارةً أُحَرِمُ الأمرَ و تارةً أُحَلِلُ
وما ذاك عن عطشٍ و لكنني ..
قُربَ ربَّاتِ الخُدورِ لا أتَدلَّلُ
قالت غُضَّ الطَرفَ إنكَ ثَيِّبٌ ..
و زواجاً على اثنتينِ لا أقبلُ
فَصِرتُ أُشيحُ بِناظِريَّ للحظةٍ ..
و أترُكهُما لحظةً كأنَني الثَمِلُ
نَسيتُ نفسي لِخمسِ ساعاتٍ ..
ثم انسحبتُ أصابَني المَلَلُ
فأدرَكَتني و الحَياءُ سيمَتُها ..
قالت اِنظر لا تثريبٌ ولا عَذَلُ
فكتَمتُ فَرحي خَوفَ ريبَتِها ..
و قُلتُ إلى أباكِ و حَبَذا العَجَلُ
ذَهبتُ إلى دارِها بقصدِ خُطبَتِها ..
لا أدري كان يوماً حينَ أم لَيلُ
إنهُ مِن مَكرِها لا شكَّ مُتلِفي ..
للهِ أشكو كيدَهُنَّ ما لَهُ سُبلُ
فوجِئتُ أُمَها صارَت توَبِخُني ..
ماذا دَهاكَ وما تُريدُ يا رَجُلُ
ما هَكذا الخاطِبُ يأتي مُنفرداً ..
بلا أعمامٍ ولا أخوالٍ ولا أَهلُ
لم أنتَبِه لِقولِها و بَقيتُ مُبتَسِماً ..
ليسَ مِن بلهٍ بل ضاعتِ الجُمَلُ
يا بنيَ اذهب ولا تأتِنا غداً ..
اترك لنا وقتاً إنّا نبتغي المُهَلُ
فَصِرتُ أُدمدمُ بطرفِ العينِ ..
أُكلِمُ ابنتها حديثاً ما بهِ زلَلُ
أأذهبُ أم عندَ البابِ مُنتظراً ..
سأذهبُ فما كذا توردُ الإِبِلُ
غادَرتُ و أغلَبُ الخُطى قَهقَرةً ..
و عَيناي لا زالت عِندها تتأملُ
حتى ابتعدتُ وما ودَعتُها حَقاً ..
وَداعَ غريبٍ لا ضَمٌّ ولا قُبَلُ
يا ليتَ لي بيتاً قُربَ حارتِها ..
أرضاهُ لو كان خِرَقاً على طَلَلُ
أو شرفتي مواجِهةً لشُرفَتِها ..
أحرُسُ و عيني لا تبتَغي حِوَلُ
هكذا أنا في الحُبِ مَجنوناً ..
لَعمريَ صِرتُ لا أدري ما أفعلُ
رَجِعتُ إلى بيتي تائهاً أثِلاً ..
خالِ الوفاضَ لا عِنَباً ولا سُلَلُ
أُمَنّي النفسَ بِلقاءٍ جِدُّ يجمعُنا ..
لا عزاءَ لي بعدها بل هو الأمَلُ
يا أُمَ سَمرةَ حُبي باتَ يؤلِمُني ..
و جُلَّ إحساسي قد دنا الأجَلُ
يا أُمَ سَمرةَ لم أُنكر مودتَكم ..
ولم أُفارقكِ لا زُهدٌ و لا وَجَلُ
أخبري بربِ البيتِ قُولي لهم ..
أني التقيُ النقيُ الطاهرُ الأثِلُ
فما تسوَّرتُ الأبوابَ تسليةً ..
من يُرِد حلالاً لا يُرَدُّ لهُ سُؤلُ
م