TODAY - 12 October, 2010
تشيلي: التجربة الأولى لانقاذ عمال المناجم تتم بنجاح
مخطط تفاعلي: يوم إنقاذ عمال المنجم التشيليين
خطة إنقاذ عمال المناجم المحاصرين في تشيلي
تمت أولى التجارب على الكبسولة الفولاذية بنجاح
أجريت في تشيلي أولى التجارب على الكبسولة الفولاذية التي ستستخدم لإخراج العمال الثلاثة والثلاثين المطمورين في أعماق أحد المناجم منذ شهرين.
وأعلن وزير المناجم التشيلي لورانس جولبورن أن التجربة تمت بنجاح وأن الكبسولة أنزلت دون عوائق إلى مسافة قريبة من موضع العمال العالقين.
واضاف أن عملية الاجلاء ستستغرق 48 ساعة لرفع العمال من داخل المنجم المنهار الواقع على مسافة نصف ميل تحت الارض.
لكن كبير المهندسين المشرفين على عملية الانقاذ حذر من أن هناك دوما "مخاطرة" في محاولة نقل الأشخاص بصورة رأسية.
16 عامل انقاذ
وسيزور الرئيس التشيلي سيباستيان بينيرا موقع المنجم في وقت لاحق الثلاثاء وسط إجراءات أمنية مشددة، حيث يجوب رجال الشرطة المنطقة الصحراوية البعيدة على ظهور الخيل.
من جانبه تعهد الرئيس البوليفي ايفو موراليس بزيارة المنجم والعمل على عامل بوليفي من بين العمال الـ33 المحاصرين.
ويشارك في هذه المهمة 16 من العمال الذين تلقوا تدريبا متقدما في عمليات الانقاذ وعناصر من القوات التشيلية الخاصة.
وسيتم انزال اربعة من عمال الانقاذ لمساعدة عمال المناجم للعودة الى السطح، لكن لن يخبر من يقومون بهذه المهمة إلا في اللحظة الأخيرة.
جو من الترقب
أما عمال المناجم، فقد ابلغوا بمن سيتم انقاذه أولا حسبما ذكرت وسائل إعلام محلية.
ولم يتم الكشف عن أول العمال الذين سيتم انقاذهم، لكن يعتقد أن يكون من بينهم أكثرهم من حيث الخبرة والتوازن النفسي في حال ما حدث خطأ أثناء عمليات الانقاذ الأولى.ومن ثم سيتم انقاذ الأكثر ضعفا والمرضى.
عائلات العمال المحاصرين في انتظار خروجهم
وكان منجم سان خوسيه للذهب والنحاس في صحراء أتاكاما قد انهار في الخامس من اغسطس/ آب.
ويقول المراسلون إن جوا من الترقب قد ساد الموقع المحيط بالمنجم، حيث تجمع أقارب العمال وهم يعدون الساعات انتظارا لانقاذهم.
وتوافد الصحفيون من مختلف أنحاء العالم إلى موقع المنجم لمشاهدة عملية الانقاذ.
وانتهى عمال الانقاذ من تدعيم فتحة الخروج صباح الاثنين، وقرر المهندسون تبطين جزء فحسب من الفتحة الضيقة البالغ طولها 625 مترا تقريبا بأنابيب معدنية بهدف تجنب حدوث اي كارثة في اللحظة الاخيرة.
وقام عمال الانقاذ بتركيب الانابيب لتجنب خطر الصخور المنفصلة عن جدران المنفذ الذي تم حفره باستخدام حفار.
ماذا سيحدث عقب إخراج عمال المناجم المحاصرين؟
الإعداد والتحضير
يضم فريق الانقاذ عشرة من العاملين في "شركة النحاس الوطنية" التشيلية في كوديلكو، واثنين من الخبراء في مجال عمليات انقاذ المناجم وثلاثة من العاملين في خدمات الاسعاف في القوات البحرية التشيلية.
ولا تزال الخطط النهائية بانتظار اتخاذ قرار بشأنها، لكن أحد الخبراء قد يوضع في انبوب احدى كبسولات الإنقاذ الثلاث المصممة من قبل القوات البحرية، لغرض اختبارها.
وقبل أن يخرج أي من العمال المحاصرين، سيرسل أحد موظفي الإسعاف لغرض فحص عمال المناجم وتصنيفهم في ثلاث مجاميع الأولى تضم الأكثر مهارة تقنية، والثانية للأضعف من بين العمال والثالثة للأقوى بدنياً. ويرغب فريق الإنقاذ بإخراج المحاصرين وفق ترتيب هذه المجموعات.
الإنقاذ
يزود عمال المناجم المحاصرين بملابس مفصلة على مقاساتهم وخفيفة الوزن وواقية من الماء. ويرتدي العمال حزاما لقياس النشاط الحيوي لغرض نقل الإشارات البيولوجية أثناء حركتهم الى السطح.
ويرتدي كل عامل أيضا قناع أوكسجين ويزود بسماعات رأس ولاقطة، لإبقائهم في اتصال دائم مع الفريق في الأعلى.
وإذا ما علقت الكبسولة في الطريق، فإن بمقدور الشخص الذي في داخلها أن يحرر عددا من الأذرع في الداخل للنزول إلى قاع المنجم.
ويقول الأطباء إن العمال لن يأخذوا أي مواد مهدئة، لجعلهم قادرين على الاتصال المستمر بفريق الإنقاذ.
حجرة الفحص
يتوجه العمال بعد إخراجهم الى مكان الفحص وهو عبارة عن حجرة قريبة جدا من نقطة خروجهم. وهناك يتولى طبيب فحصهم لتشخيص الحالات الصحية الخطيرة.
وفي حالة الطوارئ ينقل العمال جوا إلى أقرب مستشفى في كوبيابو. علما ان هناك ثلاث طائرات هليكوبتر بالانتظار في منطقة المنجم.
ومن حجرة الفحص يؤخذ العمال عبر ممر طوله 50 مترا الى مستشفى ميداني أو الى مكان استراحة حيث يسمح لهم بإمضاء دقيقتين مع واحد او اثنين من أفراد العائلة.
مستشفى ميداني
يمضي العمال نحو ساعتين في مستشفى ميداني، او مكان استراحة
ومن المعروف ان الداء الأكثر انتشارا بين العمال المحاصرين هو ما يتعلق بمشاكل جلدية. لكن الأطباء سيكونون مستعدين لإعطائهم "فيتامين د" لمواجهة تأثير الحرمان من أشعة الشمس، ويعطى بواسطة التنقيط إذا كانت هناك حاجة لذلك.
ويجري الأطباء أيضا فحصا للأسنان، كما يمكن أن يحصل العمال هنا على استشارات نفسية.
وتتكون منطقة المستشفى الميداني ومنطقة الفحص والاستراحة حيث يلتقون بأسرهم، من نحو 34 حجرة.
جمع شمل العائلة
وبعد الفحص الشامل في المشتشفى الميداني، يسمح للعمال بالانتقال الى مكان الاستراحة المزودة بعدد من الكراسي والمناضد، حيث يلتقون بأفراد قريبين من أسرهم.
وعدد افراد العائلة محدد باثنين لكل عامل.
ويقول أخصائي علم النفس، الدكتور حيمس تومبسون، من كلية يونيفيرستي كوليدج بلندن، ان أفراد الأسرة عادة ما يرغبون بمعرفة الكثير، وسيكون من الأسهل على العمال، الذي كانوا محاصرين لفترة طويلة، مقابلة أقل عدد ممكن من الأقرباء بدلا من مقابلة الجميع مرة واحدة.
المستشفى
ينقل العمال بواسطة الهليكوبتر من مكان لقاء العائلة الى مبنى عسكري في كوبيابو، تقع على بعد 40 كيلومترا.
ويقع هذا المكان بالقرب من مستشفى المنطقة حيث سيبقى العمال تحت المراقبة لمدة 48 ساعة على الأقل.
وإذا اعتبر أي منهم في حالة صحية جيدة بعد الساعات الـ 48، سيكون بمقدورهم اللحاق بعوائلهم. وبإمكانهم، إن رغبوا في ذلك، الاستمرار بتلقي استشارات نفسية.