طوال فترة جائحة كورونا، جرت مناقشات حول احتمالية انتشار الفيروس من قبل أشخاص لا تظهر عليهم الأعراض.
وعلى الرغم من أن الأعراض الشائعة لـ"كوفيد 19"، تشمل ارتفاع درجة الحرارة، وسعال حاد ومستمر، فقد أدرجت منظمة الصحة العالمية فقدان حاستي الشم والتذوق من الأعراض الأقل شهرة للفيروس.
ويوم الإثنين 18 مايو، أعلنت منظمة الصحة إضافة فقد حاسة الشم أو التذوق رسميًا إلى قائمة أعراض فيروس كورونا.
وفي مارس، نشرت الجمعية البريطانية لطب الأنف والأذن والحنجرة (ENT UK) بيانًا توضح أن الأعراض قد تم العثور عليها بين "عدد من المرضى" في "غياب أعراض أخرى".
وقال البروفيسور كلير هوبكنز، رئيس الجمعية البريطانية لطب الأنف والأستاذ نيرمل كومار، رئيس ENT UK، في بيان مشترك إن عدد كبير من مصابي كورونا أصيبوا بفقر دم ونقص السكر في الجسم، الأمر الذي أدى إلى انخفاض القدرة على الشم والتذوق.
وأوضح البيان أن فقر الدم الذي يسببه الفيروس هو أحد الأسباب الرئيسية لفقدان حاستي الشم والتذوق، وهو ما يمثل حوالي 40% من الحالات المصابة.
وأضاف البروفيسوران أنه من المعروف عن الفيروسات التي تسبب نزلات البرد أنها تسبب التهابات في الجهاز التنفسي العلوي، وهما حوالي 200 فيروس ظهروا إلى الآن.
وأشار البروفيسور كارل فيلبوت، مدير الشؤون الطبية والأبحاث في مؤسسة بريطانية، إلى أن نزلات البرد والفيروسات غالبا ما تسبب احتقان في الأنف وهو ما يؤدي إلى فقدان الشم والتذوق.
وقال فيلبوت إنه إذا نظرت إلى أنسجة الأنف تحت المجهر فستلاحظ أن النهايات الدقيقة التي تشبه الشعر في خلايا المستقبلات قد سقطت، وبالتالي لم تعد الخلايا قادرة على التقاط جزيئات الرائحة من الأنف، وبالتالي عدم القدرة على التذوق.
والفترة الأخيرة تزايدت الشكاوى كثير من المصريين، من فقدان مفاجئ في حاستي الشم والتذوق، دون أي أعراض أخرى، وفي بعض الأحيان يصاحبها بعض الأعراض مثل ارتفاع الحرارة، وآلام الجسم، وضيق التنفس، وهو ما ربطه البعض بالإصابة بكوفيد 19، وأثار ذلك جدلًا طبيًا كبيرًا.
وقال استشاري الأوبئة في منظمة الصحة العالمية أمجد الخولي، إن هناك الكثير من الحالات المُصابة بمرض "كوفيد-19"، كان فقدان الشم والتذوق من بين أعراضه.
وأضاف الخولي "نعم هناك العديد من الحالات المصابة بـ"كوفيد-19"، أصيبت بفقدان الشم، لكن هذا وارد في الكثير من التهابات الجهاز التنفسي".
وأوضح أن هناك العديد من النصائح التي يجب أن يتبعها الذين يعانون من فقدان الشم والتذوق، ومنها: العزل والغذاء الجيد مع علاج الأعراض تحت إشراف طبي.
وبشأن عودة حاسة الشم للعمل بعد العلاج، قال الخولي: "نعم تعود بعد زوال الأعراض؛ لأن فقدان الشم أو التذوق في النهاية عرض، ويعود لطبيعته بعد التعافي".